الرئيس اللبناني يثمن دور اليونيفيل ويأمل استعادة مزارع شبعا قريبا

لفت ​الرئيس اللبناني​ العماد ​ميشال عون​ خلال لقائه بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى أنه “منذ اثنين وأربعين عاماً، تقوم شراكة حقيقية بين ​لبنان​ و​الأمم المتحدة​ عبر تواجد قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (​اليونيفيل​) بضباطها وعناصرها الذين يأتون من ٤٥ دولة صديقة نقدّر مساهمتها فيها”.

وقال: تتجلّى هذه الشراكة بتعاون وثيق ودائم بين ​الجيش اللبناني​ و​قوات اليونيفيل​ بكل مكوّناتها منذ بداياتها عام ١٩٧٨ حتى تاريخه، حيث هناك، إضافة الى الدوريات المشتركة اليومية، عمليات إزالة ألغام، و​مناورات​ عسكرية مشتركة. ومنذ عام ٢٠٠٦ تقوم قوة اليونيفيل البحرية – وهي الأولى من نوعها في تاريخ بعثات الأمم المتحدة – بتدريبات مشتركة مع القوات البحرية اللبنانية، وتساعد الجيش اللبناني في تطوير قدراته وتجهيز القوات البحرية والفوج النموذجي لتنفيذ القرار ١٧٠١”

وأضاف أن “الحكومة أكدت في بيانها الوزاري على التزام لبنان ب​القرار 1701​ وعلى دعم قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، من هنا أشدّد على أهميّة استمرار وتعزيز الشراكة بين اليونيفيل والجيش اللبناني وعلى الدور الذي تلعبه اليونيفيل في رصد الخروقات الإسرائيلية اليومية الجوّية والبرّية والبحرية، ونقل بيانات مفصّلة عنها الى ​مجلس الأمن الدولي​ لتبيان خرق إسرائيل المتمادي للقرار ١٧٠١، وما تقوم به من خرق للأجواء اللبنانية لقصف ​الأراضي السورية​”.

وأوضح أن “​الدستور اللبناني​ ينص على احترام الملكيات الخاصة التي يتطلب الدخول إليها الحصول على موافقات مسبقة ومواكبة من السلطات اللبنانية المختصة، وإذ أشدّد على أن الحفاظ على الاستقرار في الجنوب يبقى من مسؤولية الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، أشير الى تقديم الجيش كل التسهيلات اللازمة لليونيفيل وفق ما تطلبه من أجل حسن تنفيذ مهامها. أما بالنسبة الى الحوادث المحدودة التي وقعت بين مجموعات من قوات اليونيفيل وعدد من المواطنين في بعض القرى فإنها لا تعكس أي مناخ سلبي ضد قوات اليونيفيل حيث تبقى نسبة هذه الحوادث ضئيلة جداً (0.03 %) وأسبابها معروفة، وبالإمكان تفادي حصول المزيد منها عبر تعزيز التعاون بين القوة الدولية والجيش اللبناني، واحترام آليات التنسيق والارتباط بينهما”.

وقال: “تتعاظم اليوم الحاجة الى استمرار مهمة اليونيفيل لمؤازرة الجيش اللبناني الذي ينفذ مهامه على كامل الأراضي اللبنانية في الظروف الدقيقة التي يجتازها الوطن حالياً والأزمات العديدة التي تعصف به من ​الأزمة​ الاقتصادية والمالية غير المسبوقة، وجائحة ​فيروس كورونا​ المستجد، واستمرار الخطر الإرهابي في المنطقة، وأزمة ​النزوح السوري​، الى أزمة ​اللجوء الفلسطيني​. وإذ يأمل لبنان أن يتمكن قريباً من استعادة ​مزارع شبعا​ وشمالي ​بلدة الغجر​، والتوصّل الى حل لنقاط الخط الأزرق التي يتحفّظ عليها، و​ترسيم الحدود​ البحرية، فانه يتمسّك حالياً بقوات اليونيفيل والدور الإيجابي الذي تلعبه. وفي هذا الإطار، اتخذ ​مجلس الوزراء​ في جلسته التي انعقدت نهار الجمعة ٢٩ أيّار الفائت قراراً بالتوجّه الى مجلس الأمن بطلب تمديد مهمتها لسنة إضافية اعتباراً من ٣١ آب ٢٠٢٠ من دون تعديل لولايتها ومفهوم عملياتها وقواعد الاشتباك الخاصة بها تمكيناً لها من الاستمرار في القيام بدورها الحيوي والذي هو حاجة إقليمية لا بل دولية”.

وأعرب ​الرئيس عون​ عن تقدير لبنان لجهود الأمم المتحدة والدول الصديقة ولقوات اليونيفيل قيادة وأفراداً، وعن التزامه بالقرار ١٧٠١ وباستمرار الهدوء والاستقرار في الجنوب، وأؤكد أن تمسّكنا بالقوات الدولية وبأهمية دورها لا يفوقه سوى تشبّثنا بالحريات العامة التي كرّسها دستورنا وبسيادة لبنان التامة على كامل أراضيه ومياهه وأجوائه.

قد يعجبك ايضا