مصيبةُ الارتزاق

‏موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي

لننظر إلى واقع من ارتزقوا كيف أصبح حالهم كالمرأة المعلقة التي جعلت من نفسها في مكانة منحطة لا هي التي عادت لزوجها ولا هي التي جلست بعفة في بيت والدها، ولا هي التي عادت إلى رشدها وتذكرت أنها سبب المصيبة التي أوقعت نفسها فيها.

وهم أُولئك المرتزِقة من أقحموا أنفسهم في حربٍ خاسرة، حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حرب جعلوا من أنفسهم فيها مُجَـرّد أرقام يتاجر بها قادة الارتزاق وتحالف العدوان..

ما الضير من أن يصحوا المرتزِقة ويغلّبوا الضمير الإنساني والعودة الصادقة إلى الوطن، يتخلّوا عن الارتزاق ما دام وفي الوقت متسّعٌ للتوبة والإنابة إلى الله والوطن الذي خانوه، والشعب الذي باعوه، والسيادة الذي فرّطوا بها، وتنازلوا عن استقلال وحرّية شعبهم وعن رجولتهم مقابل شيء زهيد من السّحت والفتات.

إنّها مصيبة حلّت على المرتزِقة جماعاتٍ وفرادى، حتى وإن أظهروا سعادتهم وراحة بال ارتزاقهم فما تلك إلّا واحدة من الإهانة والذل التي تلحق بهم وتعريهم على مدار الساعة أمام عامة الناس..

فقط هي مُجَـرّد رمزيات يجاملون بها أنفسهم وهم يعلمون أنهم كاذبون محتالون ومنافقون على الله ورسوله ولإنسانية والشعوب الحرة، وكلُّ إناء بما فيه ينضح، وكل إنسان يضع نفسه حيث يريد، والمرتزِقة جعلوا أنفسهم حيث يريد الشيطان، حيث مكانته وحيث سيكون قراره ومستقرُّه.

أنت مسؤول عن نفسك عفةً وطهارة وحسن سيرة وسلوكاً، قد تشفع لك يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا جاه ولا سلطة إلّا من أتى الله بقلب سليم وجاهد أئمة الكفر والضلال والمنافقين ومدّعي الإسلام والوطنية..

وللمرتزِقة دعوة من القلب بأن عليهم تصحيح عقائدهم الباطلة، وليدركوا أن أعمالهم هذا ستجعلهم في قعر جهنم في الدرك الأسفل منها برفقة أرباب النفاق؛ لهذا عليهم العودة الصادقة إلى الله والعمل لمعالجة الأخطاء التي ارتكبوها طيلة ست سنوات من ارتزاقهم قبل أن يتخلى عنهم تحالف العدوان ويرمي ببعضهم في العراء ليتيهوا ما بقي من سنين أعمارهم، ويزجّ بالبعض الآخر في السجون والمعتقلات.

ولكم في حرب المرتزِقة في الجنوب ببعضهم دروسٌ يجب أن تكون كافية لأن تعودوا وتصححوا من عقائدكم الباطلة وتصلحوا نفسياتكم الخبيثة الغارقة في متاهات الارتزاق، فالعدوّ جبان ومخادع لا يرحم عدواً ولا صديقاً، فها هو يأمرهم بتصفية بعضهم في الجنوب..

وسيكون الدور قادماً على تعز، وما مأرب عن هذه المحنة ببعيد، وستحلّ عليكم المصائب ما دمتم في خط الارتزاق تسيرون..

 

قد يعجبك ايضا