رغم الحصار والعدوان.. انتصارٌ جديدٌ يسجل في معركة كورونا
موقع أنصار الله || مقالات || علي الدرواني
لم تدخر السعوديةُ وتحالف ُعدوانها على اليمن أيًّا من الوسائل التي عملت على تدمير اليمن وتفتيته وتقسيمه وإضعاف شعبه وتجويعه وحصاره، والضغط عليه ليبقى تحت وصايتها وهيمنتها، أبدعت أنواعاً من التوحش في القتل وتفننت في أساليب الحصار والتجويع، وكلما فشلت في وسيلة، لا تتركها، بل تعمل على إضافة وسائل أُخرى أبشع وأشنع وأكثر توحشاً وخبثاً.
ومع تفشي جائحة كرونا في أغلب دول العالم، ووصول المصابين في العالم إلى الملايين، والوفيات إلى مئات الآلاف، ظلت اليمن بعيدةً عن الوباء بدرجة كبيرة حتى آخر أبريل الماضي، ما أَدَّى إلى إثارة حفيظة السعودية، وتحالف التوحش، فاستماتت طوال تلك الفترة هي ومرتزِقتها على حَــدّ سواء وبشتى الطرق لنقل الفيروس إلى اليمن، ففتحت المنافذ لعودة المعتمرين والمغتربين دون أدنى شروط الاحتراز، في الوقت الذي كانت مطارات العالم تغلق مدارجها أمام الطائرات وحركة المسافرين، وتحولت إلى أشبه بمواقف للطائرات فقط، رفعت عدد رحلات الطيران إلى المطارات المحتلّة في عدن وسيئون لنقل المسافرين اليمنيين، من بلدان موبوءة، دون اتباع أيٍّ من إرشادات الصحة العالمية المعمول بها، لتفادي نقل الوباء، إلى بلد مدمّـر بكل المقاييس، وبالتأكيد لن يتحمل موجة كورونا، ولا بأي درجة من الدرجات، تحت وطأة العدوان والحصار، لكن السعودية تعلم هذا الأمر جيِّدًا، وكانت متوخية نقل الفيروس إلى البلاد عنوة، مؤملة أن تنجح الحرب البيولوجية فيما فشلت فيه ترسانتها العسكرية على مدى أكثر من خمسة أعوام.
اضطرت السلطات الصحية والمحلية على المنافذ البرية مع المناطق المحتلّة، في البيضاء وتعز وحجّـة والحديدة لفتح مراكز حجر صحي، لاستقبال المسافرين، قبل دخولهم واختلاطهم بالمجتمع، حتى يتم التأكّـد من سلامتهم؛ مِن أجلِ أهلهم وذويهم، ومن أجل بقية المواطنين، لكنها عجزت عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين، الذين لم يعدموا هم أَيْـضاً بوعي أَو بغير وعي طريقةً لتهريبهم وامتناعهم عن إكمال فترة الحجر الصحي، وكان لهذا التهاون والتساهل أثره الكبير في تسهيل مخطّط نشر الفيروس للأسف.
وبإزاء مراكز الحجر الصحي التي أخرت وصول الوباء وانتشاره، اغتاظت السعودية، وقامت بقصف مراكز الحجر في الحديدة وغيرها، تعبيراً عن حنقها وامتعاضها، ومنعاً لهذه المراكز من العمل وتسهيل مخطّطات نقل الفيروس بكل خبث ولؤم، ولم تتوقف عملية تهريب الحالات المشتبهة من اليمنيين المسافرين فقط، فقد كشفت تقارير وبلاغات عن ترحيل السعودية لأعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة ودفعت بهم إلى الأراضي اليمنية.
وبعد تمرير المخطّطات السعودية الخبيثة لنشر الوباء في البلاد مع سبق الإصرار والترصد وانتشار حالات الإصابة بكوفيد19 في عدد من المحافظات، سواء في المناطق الحرة أَو المحتلّة، بدأ الإعلام السعودي بالعمل على التهويل والإرجاف وإشاعة الأكاذيب والتشكيك بإجراءات وزارة الصحة، واتّهامها بالتقصير أحياناً، متناسين أنهم هم الذين أضعفوا القطاع الصحي، وعملوا على تدميره بشكل مباشر وغير مباشر، والتقارير الصادرة عن المنظمات الأممية والدولية تؤكّـد هذه الحقيقية.
وكما هو حال العدوان والحصار وصمت الأمم المتحدة عن جرائمه وتوحشه، فقد كانت مواقف المنظمة الدولية بخصوص الوباء متسقة مع الرياض، ولم تسمع نداءات وزارة الصحة في صنعاء بإيقاف الرحلات الجوية من البلدان الموبوءة ولا باتِّخاذ الإجراءات والاحترازات الضرورية في الفحص وفتح مراكز العزل ولا حتى في توفير أدوات السلامة للكوادر الصحية.
وبمقابل الإصرار السعودي على نقل الوباء ونشره، فقد اتبعت السلطات الصحية استراتيجية فريدة من نوعها، انبنت على تجارب دول العالم، وبدأت من حيث انتهى العالم، مراعيةً خصوصية اليمن، ووضعه الاقتصادي والاجتماعي المختلف، وأبدعت طريقتها الخَاصَّة، القائمة على خلاصة هامة، لا تهويل ولا تهوين، لن يكون هناك استخدام لأرقام المصابين كأرقام البورصة، ولن يفتح الباب للتضليل السعودي حول