المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية تحصين للأمة من حرب الأعداء
موقع أنصارالله – تقارير
يشخص المشروع القرآني طبيعة المؤامرات الأمريكية والاسرائيلية والتي باتت واضحة لدى الكثير من الناس ويركز على التصدي العملي لها لاسيما وأن تجسيد السخط والدعوة لمقاطعة البضائع تنعكس في خطوات عملية واسعة لعل أبرزها الاتجاه إلى ما من شأنه الخروج من التبعية والارتهان لصالح الأعداء، والسعي صوب تحقيق التنمية الحقيقية والمنشودة في شتى المجالات الاقتصادية والزراعية والعملية والصناعية
وتعتبر مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية أحد الأسلحة التي بيد العرب لمواجهة الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، بوصفها سلاحاً فعالاً، إلا أنه لا يجب أن تكون منفرة، بل يجب أن يترافق معها القدرة على توفير البديل، والعمل على ايجاد المنتج المحلي المناسب لذلك.
ومن المعلوم أن الدول العربية تعتمد على الاستيراد لتلبية معظم احتياجاتها، وبشكل خاص نجد واردات المنطقة العربيّة من كل من أمريكا وإسرائيل مرتفعة للغاية، إذ كشفت بيانات التقرير العربي الموحد الصادر عن “صندوق النقد العربي” أن حجم الواردات العربية من الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ نحو 71.4 مليار دولار، بما يعادل 8.6% من إجمالي الواردات البالغة 830.9 مليار دولار، وذلك في العام 2015م.
وتكشف هذه الأرقام أن الدول العربية تعتمد بشكل أساسي على أمريكا وإسرائيل في تلبية الكثير من احتياجاتها، وهو الأمر الذي يجعل الاستغناء عن هذه المنتجات ومقاطعتها مرتبط ارتباطاً كبير بالعمل على توفير البديل وتشجيع المنتجات المحلية، وهذا ليس من المستحيل؛ لأن من ترسخ لديه السخط ضد أعداء الأمة سيتجه دون أدنى شك إلى مقاطعته منتجاتهم، وسيعمل بشكل دؤوب على توفير البديل المناسب من المنتجات محلية الصنع.
من أصبح ممتلئا سخطا ضد أمريكا وإسرائيل سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية:
يشير الشهيدَ القائدَ إلى أن القضية مع أهل الكتاب هي قضية مواجهة حقيقية في شتى ميادين الصراع، يقول:
“…ولأن القضية مع أهل الكتاب هي قضية مواجهة حقيقية في شتى ميادين الصراع عسكري، اقتصادي، سياسي، ثقافي، إعلامي؛ ولأن الآيات كلها تسير في إطار أو في سياق خلق وعي لدى المؤمنين، هدى من الله يسيرون عليه، حقائق تتكشف أمامهم، لتؤهلهم لأن يكونوا هم من يهاجم أولئك، من يضرب أولئك الذين يسعون لأن نكون بطاعتنا لهم كافرين بعد إيماننا، إلى أن نتولاهم فنصبح ظالمين كما أصبحوا هم ظالمين، فنشاركهم في ظلمهم في العالم كله”.
ويبين الشهيدَ القائدَ أن الجهاد يعبر عن حالة الصراع، وأن سعة الصراع وميدانه لا ينحصر في مجال القتال فقط، وانما هو أوسع من ذلك ويشمل بذل الجهد والتحرك في كل مجال يستطيع الشخص أن يتحرك فيه، في المجالات الثقافية، الاقتصادية، العسكرية، السياسية، والإعلامية، ويقتضي أن يكون مؤثراً على العدو، حيث يقول:”{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} لماذا لم يقل: يقاتلون هنا؟ نقول فعلاً: أن الآية تتحدث عن هذا الزمن؛ لأن القرآن هو للناس وللحياة كلها، الجهاد يعبر عن حالة الصراع، وسعة الصراع وميدانه أوسع من كلمة: يقاتلون، أي سيتحرك في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه، ويقتضي العمل بإيجابية أن يكون مؤثراً على العدو فيتحرك فيه، بذل الجهد، سواءً في موضوع ثقافي، اقتصادي، عسكري، سياسي، إعلامي، في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه”.
ويردف بالقول: “…أن القرآن يقدم المشاريع كلها إيمانية وتوجيهات للمؤمنين مشاريع ناجحة مشاريع كبيرة مشاريع نصر. لهذا نحن نقول: إن علينا أن نتحرك بكل ما في وسعنا ونعمل كلما نرى أنه مؤثر على العدو نعمل في سبيل الله لنحقق إيماناً لدينا عندما نرجع إلى كتاب الله نقرأه ونتأمله لنعرف دينه ونعرفه سبحانه وتعالى من خلال كتابه بالشكل الذي نصل إلى درجة{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} ونعمل ما بوسعنا؛ لأنه هكذا من واجب المؤمنين وإن كان عملاً يبدو بسيطاً مثل شعار يرفعه يقاطع بضائع توجيهات للناس أن يعودوا إلى دين الله”.
ويؤكد الشهيدَ القائدَ بأن هناك أشياء كثيرة في متناول الناس أن يعملونها إضافة إلى إعداد أنفسهم للمواجهة المسلحة، يقول:”هذه أشياء كثيرة في متناول الناس يعملونها إضافة إلى إعداد أنفسهم للمواجهة المسلحة لأن هذه قضية أساسية لا يأمن هذا العدو طرفك بأنك لا تواجهه معنى هذا يتجرأ عليك يعرف أنك مستعد بأن تواجهه بما لديك من سلاح مهما كان بسيطاً، وفي نفس الوقت يجب أن تشتغل بالطرق الأخرى…”.
ويؤكد أن مقاطعة اقتصادية تعتبر تحصين للأمة من حرب الأعداء الحقيقية، يقول: “… نحن نقول مثل موضوع شعار ومقاطعة اقتصادية وتوجيه للناس على هذا النحو يعتبر حرباً، يعتبر تحصين للأمة من ماذا؟ من حربهم الحقيقية”.
ولأهمية المقاطعة الاقتصادية في مواجهة الأعداء، يؤكد الشهيدَ القائدَ بأن المقاطعة الاقتصادية تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية، حيث يقول:
“… وأعتقد فعلاً رفع الشعار، والمقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد اشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقى لهم ونقتلهم فعلاً، أنا أعتقد هذا: أن أثره عليهم أشد من هذا، يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقولاتهم…”.