نقطةٌ في آخر السطر
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالمنان السُّنبلي
ماذا لو استدعى الحوثيون إيرانَ مثلاً لضربِ الإصلاح أَو الاشتراكي أَو الناصري أو…؟! مع من سأقف؟
قطعاً سأقفُ مع الإصلاح أَو الاشتراكي أَو الناصري أَو أو…؛ لأَنَّهم في الأول والأخير يمنيون مهما اختلفت معهم.
كذلك الأمر بالنسبة للحوثيين فأنا -ومهما اختلفت معهم- لا يمكن أن أقبلَ أن يستدعيَ أحدٌ السعودي والإماراتي و…؛ لكي يضربَهم؛ لأَنَّهم في الأول والأخير يمنيون. هذا إذَا سلمنا بالرواية الأُخرى التي تقول: إن العدوان السعودي الإماراتي لا يستهدفُ سوى الحوثيين فقط!.
نعم أختلفُ مع الحوثيين في جوانبَ كثيرة جِـدًّا، ولكن اختلافي هذا لا يمكنُ أن يرقى إلى مستوى اختلافي مع مَن أضاعوا البلادَ -وقد كانت في أيديهم- وسلّموها ومصيرها للأجنبي.
اطمئنوا لستُ حوثياً ولا متحوثاً، ولكني أحترمُ الرجالَ حتى لو كانوا أجانبَ وغرباءَ فما بالكم إذَا كانوا من أبناء جلدتي ووطني.
كونوا مثلَهم رجالاً وقاتلوا؛ مِن أجلِ قضيتكم بعيدًا عن رغبات وإملاءات وتسلُّط الأجنبي وستجدونني تلقائياً أحترمُكم؛ لأَنَّكم مهما اختلفت معكم تظلون من أبناء جلدتي ووطني أَيْـضاً.
يوم أن تقولوا للسعودي والإماراتي قِفْ، سقطرى وعدن والمهرة وباب المندب خطٌّ أحمر.. سأعترفُ بكم وبأنكم رجال وأحترمكم.
يوم أن تقولوا لهم: وحدةُ الوطن والجيش والأمن واستقلالية القرار الوطني خطٌّ أحمر وإن تعيينات الوزراء والسفراء والمسئولين والموظفين من اختصاصنا نحن لا من اختصاصكم أنتم.. سأعترف بكم وأرفع لكم قبعة الاحترام.
ويوم أن أرى إيران مثلاً أو حزب الله يستغفلون الحوثي ويسيطرون على جزيرة كمران مثلاً أَو يمدون لصالحهم انبوباً للنفط أَو حتى للماء (الكوثر) في ميدي أَو حجّـة أَو حتى ذمار فسأعترف بكم وأحترمكم أَيْـضاً.
هل تعلمون ما هو الفرق بينكم وعلاقتكم مع السعودية والإمارات وبين الحوثي وعلاقته مع إيران وحزب الله؟!
الفرق يا سادة هو أنكم تبدون اليوم كما لو أنكم تشتغلون مِن أجلِ السعودية والإمارات، بينما تبدو إيران وحزب الله كما لو أنهم يشتغلون مِن أجلِ الحوثي، وهنا يكمُنُ الفرقُ بين من يحترم ويعتد بنفسه وبين من لا يحترمُ نفسَه!
الفرق يا (باشاوات) هو أنه (الحوثي) قد جاءنا (مليشيا) أَو (جماعة) فأصبح (دولة) بينما غادرتمونا وأنتم (دولة) فأصبحتم (مليشيات) و(جماعات) تلعنُ كُـلُّ واحدةٍ منهن أختها وتقاتل بعضُها بعضاً!
هذه هي المعادلة الوطنية التي عجزتم عن فهمها أَو إدراكها منذ أن تساقطتم للأسف الشديد واحداً بعد آخر كأوراق الخريف ذات (ربيعٍ) عاصف!