الفكر الإجرامي ومذابح مأرب
موقع أنصار الله || مقالات ||إكرام المحاقري
حينما تكون الضحية محسوبة على جنابة العمالة “الأمريكية” تقوم الدنيا ولا تقعد، ويتحدث الضمير الإنساني عن حرمة الروح الإنسانية وقدسيتها، فيكن مقتل الصحفي “خاشقجي” أنموذجاً، لكن عندما تكون الضحية نفساً يمنية ذبحت بذات المنشار الداعشي، هنا يصمت الضمير ويُنصف الجلاد وتضيع الدماء المهدورة، ولا حقَّ لأصحاب الحق ويكون القاضي هو الغريم..
لو تأملنا في واقع الزيف لعناوين تحالف دول العدوان وقارناها مع الواقع الحقيقي لما يحدث في اليمن منذ العام 2015م حتى اللحظة، لأدركنا إجرامية المخطّط اللئيم الذي شُكّل؛ مِن أجلِه تحالف عدواني تقوده “أمريكا” من جميع الجوانب، ولو أردنا الامتثال أمام حقيقة داعش والقاعدة وتساءلنا عن من هم ومن يمولهم ولصالح من يعلمون، وماهية حقيقة هذه التنظيمات المتوشحة بوشاح الدين، فلننظر بدقة إلى ما يحدث في المناطق الجنوبية من جرائم قتل وذبح وسحل وإخفاء قسري وفي كُـلّ زقاق منشار وراية سوداء وموت محتم.
وما يكمل ذلك هو ما حدث في الأمس القريب من جريمة شنعاء استهدفت آل سبيعيان، كإبادة عرقية لمن يخالف الإصلاح في رأيهم أَو يخالف داعش والقاعدة أَو دول العدوان أَو “أمريكا” نفسها أَو سموهم ما شئتم، فجميع هذه الأسماء هي حقيقة “الإرهاب” وحقيقة العدوان على اليمن، فلا وجود للشرعية ولا للفارّ هادي وحكومته ولا حتى للسعودية نفسها، فالأول والأخير مطية والقرار هو للقوى الصهيوأمريكية مع الحليفة الكبرى بريطانيا، فمن يدرك حقيقة ذلك؟!
أما العنوان البارز لداعش والقاعدة والذي يستخدمونه شبح موت في جميع الدول التي يتواجدون فيها، والذي هو من “ليس معنا فهو ضدنا”، لا نستطيع أن نخصصه لداعش والقاعدة وجماعة “الإرهاب” الذين يحكمون بالإعدام ذبحاً على من يخالفهم الرأي والعقيدة، بل إنه عنوان بارز لجميع الأنظمة العربية والغربية العملية وعنوان لدول تحالف العدوان الذين اعتدوا على اليمن وأحرقوا كُـلّ شيء جميل فيها بذنب أن اليمنيين يخالفون تلك الأنظمة رأي وقرار العبودية لقوى الطاغوت الأمريكية ومن هنا بدأت الحكاية..
نعم لا ننكر تغلغل “الإرهاب الأمريكي” في مأرب، ولن نستوعب بشاعة الإجرام الذي سيقدمون عليه بعد استهدافهم لآل سبيعيان، لكننا نشيد بالقبيلة اليمنية في محافظة مأرب بتحرير أنفسهم من العمالة وسبيلها، والثأر من اليد العابثة بالأرواح وقطعها، ووأد مرتزِقة العملاء من المحافظة بشكل عام، فلا تهاون ولتكن سبابة اليد ضاغطة على زناد بندقية الكرامة، والعاقبة للمتقين.