لقاء سياسي موسع بالعاصمة صنعاء بعنوان “القضية الفلسطينية بين الضم والتطبيع”
موقع أنصار الله – صنعاء – 25 ذو القعدة 1441 هجرية
عقدت المكونات والأحزاب والقوى السياسية اليمنية اليوم لقاء موسعاً تحت عنوان “القضية الفلسطينية بين الضم والتطبيع”.
وفي اللقاء الذي حضره رؤساء الأحزاب والقوى والمكونات السياسية وأمناء العموم والأمناء المساعدين، اعتبر رئيس الملف الفلسطيني لدى أنصار الله حسن الحمران، العدوان على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، أحد المظاهر التي تهدف إلى القضاء على كل ما من شأنه تهديد وجود الكيان الصهيوني الغاصب.
وقال “يكفينا فخراً وعزاً أن يُشن علينا عدوان يُخطط له اليهود والنصارى وينفذه منافقو الأمة، لأننا وقفنا وقفة إنسانية وأخلاقية مع إخوانٍ لنا مظلومين ومغتصبة أراضيهم “.. مؤكداً وقوف أبناء اليمن إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى استعادة دولته المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار الحمران إلى ما تتعرض له القضية الفلسطينية، من محاولات لوأدها والقضاء عليها .. لافتاً إلى أن صفقة القرن إحدى الخطوات لوأد هذه القضية، وسبقها جهد وعمل مستمر من دوائر الاستكبار وأدواتها في المنطقة لتهيئة الأرضية المناسبة لإعلان هذه الصفقة.
من جانبه حيا نائب رئيس الدائرة السياسية بحزب المؤتمر الشعبي العام يونس هزاع في كلمة المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني، صمود الشعب العربي الفلسطيني وفصائله في مواجهة الكيان الصهيوني وغطرسته.
وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للشعب اليمني وقضية النضال والمقاومة والعزة الكرامة والدفاع عن المقدسات في وجه المحتل الصهيوني الذي يمارس أبشع أنواع العنصرية والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الصامد.
ولفت هزاع إلى أن الشعب اليمني لن يثنيه ما يتعرض له من عدوان وحصار منذ أكثر من خمس سنوات عن مواصلة الوقوف والتأييد والمساندة للشعب الفلسطيني وقواه وحركاته المقاومة للاحتلال الصهيوني.. مشيراً إلى أن توحيد صفوف القوى الفلسطينية هو السبيل الوحيد لإسقاط صفقة القرن ومخططات الكيان الصهيوني.
كما أكد مساندة المؤتمر الشعبي لوحدة الصف والمصالحة الفلسطينية انطلاقاً من خطورة المرحلة التي تمر بها هذه القضية ومساعي الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي وبعض الأنظمة العربية التي هرولت للتطبيع باتجاه مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس من خلال صفقة القرن.
بدوره اعتبر الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد الزبيري في كلمة أحزاب اللقاء المشترك، اجتماع القوى والمكونات والأحزاب السياسية خطوة إيجابية ومنطلقاً لعمل سياسي ووطني كبير.
وأوضح أن الشعب اليمني التزم كجزء من محور المقاومة بالدفاع عن القضية الفلسطينية حتى استعادة الأراضي المحتلة في فلسطين .. مؤكداً الموقف الثابت مع الشعب الفلسطيني وعدم التفريط بالقضية الفلسطينية.
وقال “نحن اليوم نواجه على عدة محاور ضد الحلف الصهيوني الأمريكي، ولن يثنينا ذلك عن مواصلة الدفاع عن الشعب الفلسطيني وخوض المعركة الكبرى بفلسطين، مع تجلي واتضاح الأمور وظهور حلف الإسلام وحلف الشيطان”.
رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي يحيى أبو أصبع تحدث عن القضية الفلسطينية وسط الضياع الذي يعمّ الوطن العربي سواء ضياع القضية الفلسطينية أو القومية والوحدة العربية أو حتى ضياع الدول القطرية في الوقت الراهن.
وقال” طالما المال العربي يموّل المخططات الصهيونية والأمريكية المعادية للقضية الفلسطينية والأمة العربية ستستمر حالة التدهور والتمزق والضياع ليس فقط لقضية فلسطين ولكل شعوب الأمة العربية والإسلامية”.
فيما أكد أمين عام مكون الحراك الجنوبي الدكتور سعيد باكحيل، أهمية تكاتف الجهود الشعبية والوطنية العربية والإسلامية لنصرة الشعب الفلسطيني .. مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر عدلاً وإنصافاً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأشار إلى موقف الشعب اليمني الثابت مع قضايا الأمة العربية والإسلامية وفي المقدمة القضية الفلسطينية التي تحتل الأولوية.. مؤكداً أن فلسطين غير قابلة للمساومة والتقسيم والتفاوض ولا يحق لأي من الأنظمة التفريط بشبر من أراضيها.
ونوه باكحيل بمبادرة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إطلاق سراح أسرى دولة العدوان السعودية، مقابل الإفراج عن أسرى المقاومة الفلسطينية، والتي تجسد أواصر وعمق روابط الأخوة بين الشعبين اليمني والفلسطيني .. مبيناً أن التطبيع مع العدو الصهيوني خنجر مسموم في ظهر الشعب الفلسطيني وشهدائه ومعول هدم للمسجد الأقصى.
من جانبه أكد رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان عبدالملك الحجري المواقف الثابتة والدائمة والمساندة للشعب الفلسطيني، حتى استعادة الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، سيما بعد إعلان بعض الأنظمة الرجعية العميلة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وذكر أن العدوان على اليمن، يؤكد واحدية القضية التي يخوض الشعب اليمني مع الأمة معركة مصيرية ضد الكيان الصهيوني والمشروع الأمريكي الغربي .. لافتاً إلى حضور الأحزاب المناهضة للعدوان إلى جانب أحرار اليمن في معركة التصدي للعدوان السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني الإماراتي.
من جهته أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أحمد بركات أن خطة الضم الصهيونية وغيرها من المخططات الحالية والمستقبلية التي تستهدف فلسطين بأرضها وأهلها ومقدساتها هي نتيجة طبيعية لتطبيع بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني.
وقال “إن النظام السعودي أعطى الكيان الإسرائيلي الضوء الأخضر للمضي في مخطط الضم في الضفة الغربية المحتلة على خلاف الموقف العلني، مقابل منح السعودية دور جوهري في إدارة المقدسات بالقدس المحتلة”.
واعتبر بركات الوحدة الفلسطينية الداخلية، من أهم الركائز في مواجهة خطط الضم والعربدة الصهيونية في المنطقة، إضافة إلى وقوف شرفاء الأمة ضمن محور المقاومة مع الحقوق الفلسطينية المشروعة في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف .. داعياً إلى رص الصفوف الفلسطينية الداخلية والفصائل الوطنية والإسلامية والانطلاق مع الداعمين للحق الفلسطيني من الدول العربية والإسلامية في وجه الاحتلال الصهيوني.
في حين أشار القائم بأعمال مكتب حركة حماس في اليمن معاذ أبو شماله إلى أن العدو الحقيقي للأمة هو العدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا لما يشكلانه من تهديد للشعب الفلسطيني وشعوب الأمة ومقدراتها.
وأفاد بأن صفقة القرن عكست التحالف الأيديولوجي والسياسي بين الإدارة الأمريكية وحكومة الكيان الصهيوني التي تمضي في ضرب أسس القضية الفلسطينية .. مبيناً أن التطبيع سياسة عند بعض الأنظمة تدفع بها بقوة لأنها دخلت في مرحلة بيع القضية الفلسطينية والمتاجرة بها بعد أن كانت على الأقل تسهم في دعم القضية الفلسطينية.
وقال “إن التطبيع مرفوض بكل أشكاله ولا غطاء له ولا مبرر لأصحابه دولاً أو تنظيمات أو مؤسسات “.. لافتاً إلى أن محاولة إقرار الكيان الصهيوني بضم ثلث الضفة الغربية بشرعية مسروقة، تتويج للمشروع الصهيوني القائم على التوسع والاستيطان والتهويد.
وثمن أبو شماله مبادرة السيد عبدالملك الحوثي بالإفراج عن الطيارين السعوديين مقابل الإفراج عن المعتقلين من حماس في السعودية رغم وجود أسرى يمنيين لدى السعودية.
إلى ذلك أشار ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين باليمن خالد خليفة إلى أن مشروع الضم الصهيوني لأجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت، يشكل إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته وانتهاكاً سافراً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وقال “بات مُلحاً طيّ صفحة الانقسام على أساس الشراكة الوطنية الكاملة وإغلاق صفحة جميع الاتفاقيات مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وملحقاتها الأمنية والاقتصادية وفتح الطريق أمام المقاومة الشعبية، للانتفاضة الشاملة وصولاً إلى حد العصيان الوطني”.
وشدد خليفة على أنه بالمقاومة والوحدة والانتفاضة، يستطيع الشعب الفلسطيني دحر الاحتلال وتحقيق آماله بالعودة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس والتي لن تكون في أي يوم من الأيام عاصمة للدولة اليهودية، بل ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين.