عمليةُ إسقاط “تورا بورا” العدوان
موقع أنصار الله || مقالات || منير الشامي
في إنجاز عسكري نوعي وغير متوقع، تمكّنت قوات الجيش واللجان الشعبيّة من إسقاط أقدم وأخطر معاقل للتنظيمات الإرهابية في جزيرة العرب بمنطقة قيفة ويكلا وولد ربيع وما جاورها من مناطق أُخرى تابعة لمحافظتي البيضاء ومأرب، محقّقة بذلك ضربة نوعية وقاسية لتحالف العدوان ومرتزِقته، لها تبعاتها الأليمة عليهم على مختلف الجوانب والمستويات.
المساحة المحرّرة التي تم تطهيرُها من قوى الإرهاب الوهَّـابي الإجرامي المكونة من القاعدة وداعش والتي تمثل الجناح الإرهابي لتنظيم الإخوان المسلمين، والمقدرة بـ 1000 كم2 بتضاريسها الوعرة وامتدادها الواسع، كانت تمثّل بالنسبة للقاعدة وداعش تورا بورا الجزيرة العربية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وفي هذه العملية النوعية تمكّنت قواتنا المسلحة واللجان الشعبيّة من القضاء على أربعة عشر معسكراً موزعة بين القاعدة وداعش، وكانت هذه المعسكرات والأوكار من أهمِّ قوات الإرهاب التابعة لتحالف العدوان والمدعومة منها، وانهيار تلك المعسكرات يمثل خسارة فادحة على تحالف العدوان لن تعوض بإذن الله.
من خلال ما أدلى به الناطق الرسمي العميد يحيى سريع عن العملية والمشاهد التي استعرضها، اتّضح أن دول العدوان وفي مقدمتها أمريكا والسعودية كانوا يرتبون مؤامرة واسعة ويعدون عدتهم لتنفيذها عبر هذه القوات الإرهابية، بعمليات إرهابية وفق مخطّط مدروس بعناية ربما يشمل مختلف المحافظات، وهو ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية وأكّـدته كميات المتفجرات الكبيرة والمتنوعة التي جهزتها معاملُ هذه العناصر التكفيرية والتي إذَا ما قورنت مع كميات الأسلحة التي كانت بحوزتهم دلّت على أن العناصر الإرهابية في تلك المعسكرات لم يعدها تحالف العدوان للدخول في مواجهات عسكرية، بل أعدها وجهزها لغرض آخر لم يكن قد آن أوانه.
من جهة أُخرى، فكمية المتفجرات المتنوعة والكبيرة التي تم ضبطُها وتحريزُها من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، تؤكّـد وتدل على علاقة هذه العناصر الإرهابية الوثيقة بأمريكا والرياض وتبعيتهم المطلقة لهذين النظامين المجرمين.
سقط في هذه العملية أكثر من 250 ما بين قتيل وجريح وأسير من جنسيات مختلفة، من بينهم أمير التنظيم والمسؤول المالي وقيادات أُخرى منهم، ما يشير إلى أن هذه العناصر استجلبها تحالف العدوان من خارج اليمن وأدخلهم عبر مطار عدن.
تعتبر هذه العملية إنجازاً عسكرياً نوعياً وتكمن أهميته في أنه يمثل ضربة قاصمة لتحالف العدوان، وخسارة فادحة عليه ونصراً عظيماً لجيشنا سيترتب عليه أبعاد هامة على صعيد المواجهات العسكرية وعلى صعيد المسار التفاوضي المحبط، كما يعتبر هذا الإنجاز تدميراً نوعياً لركن من أركان قوة المرتزِقة والغزاة في مأرب، وتدمير لأقرب منطقة إمدَاد ودعم يمكن أن يعتمدوا عليها، إضافة إلى ما سبق فهذا الإنجاز يعتبر خطوة استراتيجية في طريق تحرير مأرب وتطهيرها، وهو في ذات الوقت تأمين لأرواح الآلاف من المواطنين في البيضاء وفي بقية محافظات الجمهورية والذين كانوا من الممكن سقوطهم ضحايا بتلك العبوات والأحزمة الناسفة وتلك الأدوات والأجهزة المفخخة.