ملفات وتقارير سرية تكشف مشاركة عناصر “داعش والقاعدة” في صفوف تحالف العدوان

قيادات المرتزقة بمارب أنشأت المراكز الطبية لاستقبال جرحى تنظيم القاعدة ونقلت بعضهم للعلاج في السعودية

 

استقبل تنظيم القاعدة عناصر من حزب الإصلاح في معسكر اللبنات للتدريب على تنفيذ العمليات الإجرامية

 

لا يزال القيادي في تنظيم القاعدة نايف القيسي يتلقى الدعم المالي المستمر من قبل حكومة الفار هادي

 

زعيم التنظيم في الجزيرة يعلن النفير العام لمواجهة الجيش واللجان في معركة مارب بذريعة نصرة قبائل مراد

 

|| صحافة || صحيفة الثورة

خلف معارك البيضاء الأخيرة ثمة حقيقة أريد لها البقاء مخفية خلف ركام من الأحداث والإشاعات والتضليل الإعلامي، حقيقة يمكن أن تغيّر نظرة الكثيرين لكل ما يجري في اليمن منذ ست سنوات، أبطالها جماعات تتخذ ألقابا ومسميات مختلفة، شخوصها بين عسكري مرتزق ومسؤول بلا ضمير وتكفيري لا يعرف سوى الذبح، وإن كان من جماعات مختلفة، صحيفة الثورة تقتحم وكور داعش والقاعدة في محافظة البيضاء وتنقل لكم الحقيقة.

جنباً إلى جنب، اصطفت العناصر المتطرفة، من تنظيم القاعدة وداعش ومرتزقة السعودية والإمارات، في القتال ضد الجيش واللجان الشعبية في اليمن منذ إعلان الحرب على البلد قبل ست سنوات، لكن الآلة الإعلامية لتحالف العدوان ظلت تقدمهم بصورة الجيش التابع للشرعية المزعومة في الوقت الذي تمنحهم قيادة العدوان مناصب رسمية في مناطق سيطرتها وتسخر لهم المال والسلاح من أجل تحقيق ما عجزت عنه الطائرات.

وجدت التنظيمات الإرهابية نفسها عاجزة عن تحقيق أي اختراق للجدار الأمني الذي نسجته الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ على المناطق التي يديرها المجلس السياسي الأعلى، فلجأت إلى عقد تحالفات مع ما تسمى بالشرعية، التي هي في نظر التنظيم خليط من الكفرة والمرتدين، عن طريق قيادات في حزبي التجمع اليمني للإصلاح والرشاد السلفي، الذين يقاتلون في صف السعودية والإمارات بذريعة استعادة الشرعية.

تسليم المكلا

انطلق العدوان على اليمن في الوقت الذي ضيقت فيه اللجان الشعبية والجيش اليمني الخناق على القاعدة وداعش في كل من البيضاء ومارب والجوف وأبين، وقتذاك فرت عناصر القاعدة إلى حضرموت وهناك سلمت لها ما تسمى حكومة الشرعية مدينة المكلا دون قتال، وحينها سميت الحشود التكفيرية بالهبة الشعبية وقبائل حضرموت، عبر قائد القطاع الساحلي آنذاك التابع للجنرال المرتزق علي محسن الأحمر، وعبر أحد ضباط وزارة الداخلية ويدعى (ف.م).

عقب ذلك “قام تنظيم القاعدة بنهب أكثر من سبعين مليار ريال يمني من بنك المكلا، وسيطر على عدة معسكرات تضم ترسانة من الأسلحة المختلفة، كما سيطر التنظيم على أهم الموانئ والمطارات والشريط الساحلي بشكلٍ عام، وبلغ الدخل اليومي عبرها أكثر من مليار ريال”، بحسب تقرير عسكري سري اطلعت “الثورة” على نسخة منه.

في السياق ذاته، شكلت الجماعات ما سمي بلجنة الحشد للمقاومين في جبهتي مارب والجوف برئاسة “العميد علي المحمدي (قيادي سابق في الفرقة الأولى مدرع) والعميد حسين عمران (قائد اللواء 190 طيران ودفاع جوي في المكلا سابقاً، والذي سلم معسكره في المكلا لعناصر تنظيم القاعدة)، وتتولى هذه اللجنة مهمة إيصال الدعم لمعسكرات القاعدة وحشد خريجي هذه المعسكرات ونقلها إلى عدد من جبهات مارب والبيضاء والجوف وتعز.

جبهة مارب

يقول زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة، خالد باطرفي، في فيديو اطلع معد التحقيق عليه، إن “كل من يشارك في الجبهات يعلم يقينا بمشاركتنا، إما بالقتال الحقيقي مع إخواننا المسلمين في اليمن، أو بالدعم بما نستطيع في الجبهات”، بينما يقول أحد جنود التنظيم ويدعى أبو عبدالله، في مقطع مصور آخر، إنه ذهب لأول مرة للقتال مع ما تسمى بالشرعية بعد أن قيل له إنه ذاهب لقتال أنصار الله في جبهة تتبع القاعدة في مارب، ويضيف: “بعد وصولنا مارب أقمنا في مأوى أبو جهم، في الروضة، وجاء أبو فواز الماربي (القائد العسكري للتنظيم في مارب)، وقال سنذهب جبهة صرواح، أخبرتهم أنني سأذهب معهم ظنا مني أن هناك جبهة للتنظيم، لكنني تفاجأت بمرورنا في نقاط عسكرية وكلما أوقفونا يخبرهم أنه أبو فواز الماربي، فيحيونه ويرحبون به، وهكذا في كل النقاط حتى وصلنا المعسكر، فتواصل بقائد المعسكر للحصول على وقود للسيارة، وبعدها واصلنا المسير نحو الجبهة”.

يردف أبو عبد الله: “عند وصولنا التقى أبو فواز بقيادات عسكرية، فسألت أبو بكر التعزي، وهو أحد جنود التنظيم، عن جبهة التنظيم، فقال ليس لنا جبهة في صرواح ولكن متى ما طلبوا منا واحتاجوا لمشاركتنا نأتي، وفي الطريق يخبرنا أبو فواز أن الشرعية معهم هجمة قريبة ويريدون جنودا من التنظيم وبعد أيام وقعت الهجمة وشارك فيها بعض أفراد التنظيم”.

في مارب أيضاً، كشفت تقرير استخباراتي، اطلعت “الثورة” على نسخة منه، أن “قيادة حزب الإصلاح طلبت من قيادات القاعدة حشد من تبقى من عناصرها التكفيرية المتواجدة في وادي عبيدة للانخراط في صفوفهم للمشاركة في القتال، وهو الأمر الذي وافقت عليه قيادة تنظيم القاعدة في مارب وأصدرت تعليماتها لعناصرها بدعم مرتزقة العدوان، ودفعت بأعداد كبيرة منهم للمشاركة في جبهات القتال وخصوصاً في جبهة صرواح بحجة المنفعة المشتركة، وبهدف الاستفادة من مرتزقة العدوان للحصول على تمويل لها من المال والسلاح”، وبحسب التقرير فإن كلا من “صهيب الحضرمي، معتز الحضرمي، محسن القادري، سعود بن معيلي، وصالح الجربوع، من أبرز قيادات تنظيم القاعدة في مارب الذين حشدوا عناصرهم، وقاموا بتوزيعهم على المواقع العسكرية في جبهات القتال تحت غطاء أنهم من المقاومة”.

وبحسب التقارير السرية، فقد ركّز صهيب الحضرمي (المسؤول الأمني للتنظيم في مارب)، نشاطه على التحشيد وعقد الاجتماعات مع قيادات تنظيم القاعدة وقيادة من تسمى بالشرعية للتنسيق المشترك معهم في مشاركة عناصر التنظيم وخاصةً العناصر المختصة في مجال المتفجرات، إلى ذلك قام التكفيري غالب الزايدي بالتوسط لإخراج 160 عنصر من تنظيم القاعدة كانوا في سجون المرتزقة بمارب.

مزايا وتسهيلات

في مارب أيضاً كشفت الملفات التي حصلت الثورة على نسخة منها أن “قيادات المرتزقة بمارب أنشأت المراكز الطبية لاستقبال جرحى تنظيم القاعدة أثناء الاشتباكات مع تنظيم داعش في البيضاء، كما يتم التنسيق لهم في المستشفيات الخاصة بالمرتزقة تحت غطاء أنهم جرحى تابعين لما يسمى بالمقاومة، ويتم تقديم العلاج لهم بحجة أنهم تابعين لكتائب ما تسمى مقاومة قيفة واللواء (117)، كما يتم نقل بعضهم إلى السعودية”، وتؤكد التقارير أن حكومة المرتزقة في مارب وعدن تسهل للمنظمات الدولية تمرير العلاجات والمستلزمات الطبية لتسليمها للتنظيم، إضافة إلى تقديم مبالغ مالية ودورات طبية لعناصر التنظيم في مارب والبيضاء.

في الإطار ذاته، تسهل قيادات المرتزقة في مارب لعناصر القاعدة المتواجدة في بعض المحافظات شراء كميات كبيرة من العبوات الناسفة والألغام من سوق السلاح في المحافظة، ومن المعسكرات التابعة للمرتزقة، بعضها عن طريق التكفيري عبد الله بسبح، والتكفيري عبد الله الشاب، علاوة على منح عناصر القاعدة تصاريح رسمية للمرور من جميع النقاط، وخاصةً الإمداد والتموين إلى جبهات قيفة، حيث يمر السلاح والذخائر والمشتقات النفطية دون تفتيش، حسبما تذكر التقارير التي تقول إن “التنسيق يتم عن طريق التكفيري صالح الجربوع (المكنى أبو عمار الجهمي الحجازي)، بينما يتولى مهمة الإمداد التكفيري هاني غانم عبدالله صالح الهزمي (المكنى القعقاع الأرحبي)، وحالياً أسامة هجام الحسني (المكنى معاذ الصنعاني).

معسكرات وسجون الجوف

وفي محافظة الجوف الحدودية مع صنعاء ومارب، “قاتلت عناصر القاعدة جنباً إلى جنب مع مرتزقة العدوان، وأنشأت عدداً من الأوكار، منها ما يسمى بمعسكر التكفيري خميس عرفج، شرقي المحافظة، وبعد تحريرها انسحبت هذه العناصر إلى معسكر الرويك”، كما تشير التقارير السرية، إضافة إلى العديد من السجون السرية التي أنشأها التكفيريون في الجوف وخصصت لسجن الرجال والنساء من أبناء المحافظة، كما كشفت مقاطع الإعلام الحربي عقب معركة فأمكن منهم، علاوة على أن التكفيري هاني العريفي (المكنى شاهين) قد قام بالتحشيد لألوية الدفاعات الجوية التابعة لأمين العكيمي في معركة الجوف.

وتؤكد التقارير أن ما يسمى بتنظيم القاعدة استقبل عناصر من حزب الإصلاح من مختلف المحافظات في معسكر اللبنات أحد مواقع تنظيم القاعدة في صحراء الجوف، وإخضاعهم لنفس الدورات التي يقيمها تنظيم القاعدة لعناصره للتدريب على تنفيذ العمليات الإجرامية، والتي حاولت تنفيذها من خلال تشكيل خلايا إجرامية وقد تم كشف عدد منها في عدد من المحافظات”.

وظلت الجوف منذ بدء العدوان إلى قبل تطهيرها معقلاً للجماعات التكفيرية من تنظيم القاعدة وعناصر حزب الإصلاح الإرهابية، إلى جانب محافظة مارب، التي تعد المركز الرئيسي للتكفيريين من عناصر الإصلاح.

المحافظات المحتلة

في جنوب اليمن ظلت القاعدة تنشط منذ 2011م، وفي العام 2013م، سيطرت على غالبية محافظتي أبين والضالع ونهبت متحف أبين وقامت بتهريب مقتنياته، من بينها مقتنيات شوهدت فيما بعد في متاحف الإمارات، لكن “في 16/7/2020م عُقد اجتماع بين عناصر تنظيم القاعدة وعناصر حزب الإصلاح من الرياشية، في منطقة الإقلاع التي تقع ما بين الضالع والرياشية حيث بغرض تفجير الأوضاع الأمنية هناك لتكون ملاذا للتكفيريين بعد أن أصبح تحرير محافظة مارب من العناصر التكفيرية وشيكاً، بحسب التقارير السرية التي أفادت أن “عناصر تنظيم القاعدة المتواجدة في جبن في الضالع بدأت بالنشاط والتحركات”.

إلى ذلك، كانت قيادة تحالف العدوان قد شكلت ما تسمى بألوية العمالقة والمقاومة الجنوبية، والتي تتكون من خليط من عناصر القاعدة ومرتزقة العدوان، التي تمددت فيما بعد في مناطق واسعة من المحافظات الجنوبية وتعز والساحل الغربي، كما تؤكد التقارير أن قيادات المرتزقة نسقت مع عناصر القاعدة في جبهة الحازمية بقيادة التكفيري أبو عثمان المشدلي، لإرسال عناصر تكفيرية ومرتزقة كتعزيز لجبهة ذي حمار والمضاحي في البيضاء.

استمرار دعم القيسي

أما في محافظة البيضاء، فإن تقريراً استخباراتياً لتنظيم داعش الإرهابي، اطلعت الثورة على نسخة منه يكشف أن المحافظ الذي عينه الفار هادي المرتزق نايف القيسي، أنشأ خلال توليه منصبه (2015-2017م) معسكرين في منطقتي جاعر ورصد استلام مخصصات ورواتب خمسة آلاف من المجندين باسم البيضاء، منهم 1300 مجند تصرف للتنظيم، كما قام القيسي بدعم تنظيم القاعدة بمبلغ 420 مليون ريال يمني في أبين والبيضاء، تحت مسمى مقاومة قيفة وما تسمى مقاومة طياب، إضافة إلى قيامه بدعم تكفيري القاعدة بما يقارب 40% من الأسلحة والذخائر التي صرفت له باسم مقاومة البيضاء.. كما قام بالتنسيق للتنظيم القاعدة مع الشرعية تحت مسمى العمل المشترك في مواجهة الجيش واللجان الشعبية بمحافظة البيضاء.

ورغم أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن أدرجا نايف القيسي ضمن الشخصيات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية في فبراير 2017م، وعلى ضوء ذلك كلف الفار هادي شخصا آخر، إلا أن القيسي لا يزال يتلقى الدعم المستمر من قبل حكومة الفار هادي، حسبما تكشفه وثيقة لمستحقات المحافظين التابعين لحكومة الارتزاق لشهر مايو 2019م، والتي تعتمد صرفا شهريا للمذكورين، من بينهم المحافظ الإرهابي.

وتكشف وثيقة مسربة علاقة ما يسمى بتنظيم القاعدة التكفيري بدول العدوان ومرتزقتهم، ويظهر على الوثيقة توقيع مشايخ القيسيين وتنظيم القاعدة، وتنص الوثيقة على أن ينسحب التنظيم من جعار على أن يتوقف القصف الجوي على المنطقة.

اعتماد على التكفيريين

خلال المعارك الأخيرة بين الجيش واللجان الشعبية ومرتزقة تحالف العدوان في البيضاء، لوحظ اعتماد المرتزقة في جبهتي العبدية وماهلية على العناصر التكفيرية من تنظيم القاعدة، وقد أكد تقرير استخباراتي تحرك 80 تكفيرياً من عناصر تنظيم القاعدة قدموا من آل عقيل من طريق أبلح إلى جبهة العبدية، فيما قام الشيخ العجي باستدعاء مجاميع من العناصر التكفيرية إلى جبهة العبدية للقتال معهم، لكن العناصر التكفيرية اشترطت أن يكون القتال تحت اسم تنظيم القاعدة على أن تلتف القبائل حولهم من أجل إخراج الجيش واللجان من المنطقة.

إلى ذلك، أعلنت قيادات تنظيم القاعدة في البيضاء النفير العام وعززت جبهة ماهلية نصرةً لمن أسموهم قبائل مراد، بعد أن أعلن زعيم التنظيم في شبه الجزيرة خالد باطرفي النفير العام، كما قاموا بإخراج جميع العوائل من منطقة قيفة وتعزيز جبهة ماهلية بخمسين طقماً محملا بالمقاتلين، بحسب ما طرحته عناصر تكفيرية تم أسرها من قبل الجيش واللجان الشعبية، فيما أشارت بعض العناصر التكفيرية إلى أن التكفيري باطرفي سيشارك مع العناصر التكفيرية في جبهة ماهلية في الأيام القادمة.

قد يعجبك ايضا