في مؤتمر غابت فيه اغلب البلدان العربية والاسلامية عدا مصر.. الإمارات تواصل توطيد العلاقة مع العدو الاسرائيلي
موقع أنصار الله – تقرير
تواصل الإمارات دورها المرسوم لها من الادارة الأمريكية باتجاه توحيد الجهود المؤيدة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي، بهدف جمع الاصوات الشاذة المؤيدة لهذا التوجه في عدد من الدول الإسلامية والغربية، حيث شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي السبت الفائت مؤتمراً افتراضياً بعنوان “المقاصد العليا للسلم في الإسلام”، حضره عدد من مناصري التطبيع في جنوب أفريقيا وأستراليا وروسيا والسويد وبريطانيا واليونان وسريلانكا وكندا وباكستان والبوسنة والهرسك والهند والولايات المتحدة وإستونيا.
ورغم اعتذار أهم الشخصيات الدينية المعروفة في البلدان العربية والاسلامية عن المشاركة في المؤتمر، الا أن الامارات تمكنت من حشد نحو 100 مشارك جلهم من الدول الغربية ناهيك عن وزير الاوقاف المصري.
ترأس الاماراتي المعروف بمواقفه الشاذه، علي راشد النعيمي، رئيس ما يسمى بالمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة فعاليات المؤتمر الذي ركز على مفهوم السلم من وجه نظر القيادة الاماراتية المتهمة بخيانة القضية الفلسطينية، والذي دعا في كلمته الإفتتاحية الى مراجعة ما اسماها بالثقافة الاسلامية من أجل خلق مرجعية إسلامية تأصيلية صحيحة لمفهوم السلم، وتجنب خطاب التطرف الذي استحوذ على الكثيرين باسم الإسلام، في اشارة منه الى معاداة المسلمين للصهاينة ، واصفاً هذه العداء بالتطرف.
جدير بالذكر أن علي النعيمي، سبق وأن اطلق تصريحات تعهد فيها بجعل التطبيع مع الكيان المحتل ليس بين الحكومات بل بين الشعوب أيضاً وشدد على ضرورة حفظ أمن العدو الإسرائيلي.
ولم يكن إعلان الإمارات وإسرائيل عن اتفاق بينهما لتطبيع علاقاتهما سوى تتويج لمقدمات علنية وسرية متتالية في السنوات الماضية، للتعاون والتنسيق بين أبو ظبي وتل أبيب في المجال السياسي والعسكري، فضلا عن مختلف أشكال التطبيع الرياضي والثقافي وغيرهما.
وحمل عام 2019 كثيراً من خطوات التطبيع، التي كانت هذه المرة بشكل علني، ففي 10 ديسمبر2019، أعلنت دولة الاحتلال مشاركتها في معرض “إكسبو دبي 2020″، مشيرة إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتيم، زار دبي، في إطار الاستعدادات لمعرض “إكسبو 2020″، ووقَّع على اتفاق المشاركة.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن قرار دعوة إسرائيل لمعرض إكسبو 2020 في الإمارات هو أمر طبيعي ومنطقي، وإنه لا يمكن استثناء أي دولة من المشاركة.
وفي 15 ديسمبر 2019، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن وفداً من كبار المسؤولين في وزارة العدل بحكومة الاحتلال الإسرائيلي توجهوا إلى الإمارات العربية المتحدة؛ للمشاركة في مؤتمر دولي حول مكافحة الفساد، ينظَّم بأبوظبي.
وأضافت الصحيفة العبرية: إن “دينا زيلبر، نائبة المدعي العام، تترأس الوفد الإسرائيلي، الذي يضم مسؤولين كباراً من القسمين الجنائي والدولي في النيابة العامة الإسرائيلية”.
ومطلع يوليو الماضي، زار وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتز، أبوظبي، وشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة، والتقى مسؤولاً إماراتياً كبيراً، وطرح مبادرة للسلام الإقليمي.
أما في العام الجاري فقد جرى التطبيع بشكل متسارع حيث أعلنت الإمارات رسميا -يوم 26 يونيو/حزيران الماضي- إطلاق مشاريع مشتركة مع العدو الإسرائيلي في المجال الطبي ومكافحة كورونا، وفي اليوم نفسه كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن أبو ظبي زودت إسرائيل بـ100 ألف جهاز فحص للفيروس. وجاء ذلك قبل يوم من إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعاون بلاده مع الإمارات في مجال مكافحة كورونا، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
كما نشر السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة مقالا في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، استعرض فيه رؤية حكومة أبو ظبي لعلاقات وصفها بالحميمة مع العدو الإسرائيلي. وأشار إلى أن إسرائيل والإمارات لديهما جيشان من أفضل الجيوش في المنطقة، وأنهما -من خلال علاقاتهما العميقة والطويلة مع الولايات المتحدة- بإمكانهما خلق تعاون أمني مشترك وأكثر فعالية.
بعدها حطت ثاني طائرة إماراتية في مطار بن غوريون الإسرائيلي في غضون شهر في رحلة مباشرة من أبو ظبي إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة، بزعم تقديم مساعدات لفلسطين، لكن الحكومة الفلسطينية رفضت تلك المساعدات لعدم التنسيق المسبق معها، واعتبرتها فصائل فلسطينية تطبيعا مرفوضا.
وقبل اشهر أنشأ ما يقرب من 3 آلاف يهودي من دول مختلفة يقيمون في الإمارات، حسابا رسميا للجالية اليهودية على موقع تويتر. وفُتح الحساب -الذي يُعرّف بنفسه بأنه الحساب الرسمي للجالية اليهودية في الإمارات- في مايو/أيار الماضي.
كما تم افتتاح أول مطعم إسرائيلي في دولة الإمارات، وذلك نتيجة الطلب المتزايد على الطعام اليهودي في البلاد. ونشر الحساب عبر تويتر أن واحدة من أعضاء الجالية اليهودية في الإمارات وتدعى إيلي كرييل، أطلقت أول خدمة طعام “يهودي كوشير” (الطعام الحلال عند اليهود) في منطقة الخليج.
وفي مايو الماضي دعا إبراهيم عجمي المدير التنفيذي لشركة مبادلة الإماراتية -أحد صناديق أبو ظبي للثروة السيادية- الشركات الإسرائيلية الناشئة إلى العمل في دول الخليج.