اليمن على طريق النصر.. تحولات استراتيجية في الحرب اليمنية
|| صحافة ||
ألفا يوم على العدوان الأجنبي، وسبع سنوات من عمر الثورة الشعبية اليمنية، تترابط المناسبتان في مجرى واحد يؤكد حقيقة يخشاها الامبرياليون وأدواتهم الاقليمية وركائزهم المحلية، هذه الحقيقة هي انتقال اليمن من وضع الوصاية والإرتهان إلى وضع التحرر والاستقلال، وفي مواجهة هذه الحاجة اليمنية وهذا الطموح الوطني وهذا التطلع الشعبي جاء التدخل الاجنبي في مارس من العام 2015م. عملت القوى الأجنبية ممثلة بأمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات على وأد الانتفاضة الشعبية 2011 وعلى مواجهة الثورة الشعبية 2014م، واستخدموا في سبيل ذلك مختلف الأساليب من السياسية والدعائية الناعمة وصولاً إلى المواجهة العسكرية واستخدام الإرهاب وليس انتهاء بالعدوان المباشر والحصار الذي مازال مستمرا، كل هذه التدخلات قصدت ابقاء الجمهورية اليمنية تحت نير الوصاية الاجنبية ومختلف أشكال الاستعمار الجديد، لكن مختلف هذه الممارسات فشلت. تذكرنا تصريحات السفير البريطاني اليوم المعادية لليمن والرافضة لتحرير مأرب، تذكرنا هذه التصريحات ببيان الدول العشر وهو بشكل رئيس بيان بريطانيا وأمريكا الذي رفض الثورة الشعبية في سبتمبر 2014م وحذر أنصار الله من المضي فيها، التهديدات والتحذيرات في الأمس تتكرر اليوم، والإجابة من قبل القوى الوطنية الثورية اليمنية واحدة، ألا وهي رفض الوصاية الأجنبية على اليمن ورفض التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، قالها محمد عبد السلام في 2014 ويعيد قولها اليوم، ولو كان بمقدور البريطاني أن يعيق الثورة يومها لواجهها وما اصدر بيانا وكذلك اليوم لو بمقدوره منع تحرير مأرب لفعل ذلك دون الحاجة إلى التصريحات. ألفا يوم من العدوان، تثبت كل يوم واقع صمود الشعب اليمني وقرب الانتصار الكبير وضعف السعودية وفشل التدخل الأجنبي رغم تأثيراته وخاصة في الجانب الانساني والاقتصادي بعد مضي ألف يوم من العدوان، فمن المنطقي بأن ما عجز العدوان الأجنبي من تحقيقه في الشهور الأولى والسنة الأولى من العدوان، يعجز اليوم عن تحقيقه بل من المستحيل ان يحققه، ومن المنطقي ايضاً بأن صمود الشعب بجيشه ولجان الشعبية في أحلك الظروف في الشهور والسنوات الاولى من العدوان بان هذا الصمود هو اليوم أقوى وأرسخ، في مقابله ضعف وتفكك تحالفات وأزمات عميقة تلم بتحالف العدوان.
بعد مضي ألفا يوم من العدوان نستطيع القول بأن المبادرة الميدانية والقدرة على التأثير الاستراتيجي، اصبحت اليوم حكراً على الشعب اليمني وقيادته الثورية الحكيمة، فمن اقصى الجنوب اليمني إلى أقصى الشمال اليمني، كل أطراف العدوان والمرتزقة العسكريون والسياسيون، فقدوا المبادرة والقدرة على الفعل والتأثير على القوى الوطنية ودخلوا في دوامة أزمات داخلية تتفجر كمعارك وحروب فيما بينهم، وعبثاً يحاولون السيطرة عليها وإدارتها، فقد خرجت من ايديهم وذلك اتفاق الرياض شاهد على ذلك، كما ان صمود أبناء المهرة في وجه العدوان والتوسع السعودي بدون أي اسناد من صنعاء هو معطى جديد يؤكد هذه التحولات الايجابية في صالح الشعب والوطن اليمني. بعد مضي ألفا يوم على العدوان، ما عاد الحديث اليوم عن ذرائع العدوان وعن الشعارات الزائفة لقوى العدوان وعن الخديعة وعن وجود الاطماع والمؤامرات على اليمن، مختلف هذه المسائل اتضحت، وصنعاء لم تعد تكافح لتبرر موقفها العادل وتفضح الطرف العدواني، بفضل الله تجاوزنا هذه المرحلة، إلى مرحلة التأثير الاستراتيجي الواسع الذي سيُركع العدوان ومرتزقته، يمتلك الجيش واللجان الشعبية قوة تنظيمية وبشرية وأسلحة استراتيجية وخبرة عملية وإيمان عميق وقيادة ثورية حكيمة مؤمنة، عناصر نصر يفتقرها العدو هذه الحقيقة تثبتها تحولات الميدان منذ بداية العام 2020 من عملية وادي ابو جبارة كتاف نجران، وتطهير مناطق واسعة من البيضاء كانت تحت سيطرة القاعدة وداعش، وصولاً إلى مشارف مأرب، وعمليات الردع المتوالية في الرياض، الآفاق رحبة أمام الفعل الاستراتيجي اليمني، ونحن في انتظار المفاجأة التي وعد بها السيد قائد الثورة -حفظه الله-. إن تقديرنا لهذه التحولات وهذه الحقائق سالفة الذكر بأنها إستراتيجيه فعوامل عديدة أهمها، بأن الأهداف الاستراتيجية لقوى العدوان لم يعد ممكن تنفيذها فيأخذ الفعل اليمني طابعاً استراتيجياً لتحطيمه استراتيجية العدو، أما استراتيجية العدو فقد تركزت على انتزاع السلاح اليمني وتقسيمه لأكثر من إقليم وإعادته لحظيرة الوصاية الأجنبية وتقاسمه بين دويلات العدوان، وهذه الأهداف لم يعد من المكن تحقيقها، وما تحقق منها كالوجود ألاحتلالي في السواحل اليمنية، فهو وجود ليس له أساس راسخ وتطورات الأوضاع تذهب نحو ازاحته، أما العامل الثاني الذي يجعل من هذه التحولات بأنها استراتجية فهي حقيقة أن القدرات الصاروخية والجوية اليمنية في حالة تطور دائم وهي في طورها الراهن صاحبة القول والفعل في الجزيرة العربية والجوار الافريق، والقوات المسلحة اليمنية هي الأقوى في منطقة الجزيرة العربية، ورقم صعب لا يمكن تجاوزه في ساحل البحر الأحمر والبحر البحر العربي والخليج الفارسي حيث بؤر التنافس العالمية.
أنس القاضي ـ مرآة الجزيرة