نص كلمة السيد عبدالملك في الذكرى السنوية لإستشهاد الشهيد القائد 1437هـ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
وأشهد أن لا اله الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
وارضى اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين .
أيها الأخوة والأخوات ، شعبنا اليمني المسلم العزيز،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والسلام على شهيد الأمه شهيد الحق والعدالة شهيد القرآن العبد الصالح والرباني المجاهد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه .
لقد أتت هذه الذكرى السنوية لاستشهاده وشعبنا اليمني العزيز يواجه في عامه الثاني عدوان همجي من قوى الشر التي تكالبت عليه بقيادة وإدارة وتوجيه أمريكا الشيطان الأكبر ومن خلال أدواتها الطيعة متمثلة بالنظام السعودي والمتحالفين معه من المرتزقة المتاجرين في الدماء من أنظمه وقطعان المعتدين ومن خلفهم جميعا اسرائيل تساهم بأشكال مختلفة وتشارك فعليا من قاعدة عصب الأرتيرية وتحتفي وتبارك وتدرب وتعلّم .
وغير غريب على هكذا عدوان بهكذا معتدين ما فعله بحق شعبنا المسلم العزيز من جرائم فضيعه وما أرتكبه بحق الأبرياء من أطفال ونساء من مجازر وحشيه وما جناه على بلدنا من تدمير وتخريب وإهلاك للحرث والنسل بما لا مثيل له في الآوانه الأخيرة في أقطار الأرض كافه وبدون حق .
عدوان لا مبرر له ولا يمتلك أي شرعيه وكذلك بدون مصلحه حقيقيه للنظام السعودي نفسه الذي تولى كبر هذا العدوان وتقلد وزره ، من يتأمل من يتفهم لا يرى في واقع الحال أي مصلحة حقيقيه من أن يقوم النظام السعودي بعدوان بهذا المستوى وبهذه الشمولية ليعتدي على كل مقومات الحياة في بلد مجاور له، هذا البلد المجاور يتصف شعبه بالإيمان وبالحكمة ويلتزم تجاه محيطه العربي والاسلامي إرادة الخير وسلوك السلام والتعامل الطيب وليس في ذاكرة التاريخ ما يدلل على أن شعبنا اليمني شعب يفترض أن يخاف منه جيرانه أو أن تستنفر كل القدرات وتحرك كل الطاقات بهدف القضاء عليه باعتباره يمثل خطر أو شر في المنطقة .
لا ..
هذا الشعب الطيب المسالم، هذا الشعب الذي يتصف أهله بالإيمان والحكمة والقيم المثلى وأخلاق الاسلام وقيم الإسلام بمكارم الأخلاق بالإنسانية، هذا الشعب الذي كل ما قدمه إلى محيطه ليس إلا الخير، هذا الشعب ليس هناك أي مصلحة حقيقية لبلد مجاور له لنظام على بلد مجاور أن يستعدي هذا الشعب .
أن يستفز هذا الشعب أن يرتكب أبشع الجرائم بحق هذا الشعب وبدون أي سابقة بدون أي مشكلة تستوجب أن يفعل هذا بكل ما فيه من ظلم وطغيان وإجرام وخروج عن قيم الإسلام وتعاليمه في ممارسة العدوان بكل ما فيه من جور وبشاعة ، من الذي يسعى لتدمير المنطقة في بلدنا اليمن وفي ساير البلدان وضرب شعوبها وتقويض كياناتها؟! .
من المستفيد الفعلي لكل ما يحدث في منطقتنا من سفك للدماء وازهاق للأرواح وتدمير لكل مقومات الحياة لفائدة من أن تعيش دول المنطقة المنتمية للإسلام حالة العداء والتباين والصراعات والنزاعات فيما بينها ؟!
لا مصلحة من أن تفقد كل بلدان المنطقه الاستقرار على كل المستويات سياسيا واقتصاديا وأمنياً هل هناك مصلحة فعليه للنظام السعودي في ذلك وهو الذي سياتي الدور عليه كما هو حال بقية بلدان المنطقة، هل هناك مصلحة في ذلك فعلية لها مصوغاتها، لها مبرراتها لها أدلتها لها ما يثبتها لبلدان الخليج أو لمصر أو لأحد في الشام أو لأحد في المغرب العربي؟!
هل هناك فائدة في ذلك لفلسطين جرح الأمه الغائر النازف على مدى عقود من الزمن هل يمكن أن نعتبر كل ما يحدث في كل المنطقه ومن أقساه ومن اسوئه ما يحدث على بلدنا اليمن وعلى شعبنا اليمني العزيز هل يمكن أن نقول هذا كله سيصب في مصلحة الشعب الفلسطيني سيرفع عنهم مظلوميته سيعيد أرضه سيعيد للأمه المقدسات التي هي الآن تحت هيمنة وسيطرة الصهاينة.
لا..
من المعلوم قطعاً أن لا مصلحة أبداً في كل ما يحدث في منطقتنا إلا لطرف واحد، هذا الطرف هو الذي يسعى فعلياً الى استهداف الأمة جمعاء، هذا الطرف يتمثل بالصهاينة يتمثل باللوبي اليهودي الصهيوني في العالم يتمثل في امريكا واسرائيل، ويتمثل في هذا اللوبي الذي يقود السياسة الغربيه ويتحكم بها ويجرها إلى مثل هذا الصراع وإلى صناعة كل هذه الأحداث .
الشهيد القائد رضوان الله عليه ونحن في ذكراه ركز بشكل أساسي على الاستهداء بالقرآن الكريم، فأبصر به وسمع به ونطق به وتحرّك مستنيرا بهداه وهو بنظرته القرآنية الاستباقية كان يرقب مسار الأحداث مدركاً من ذلك الوقت حقيقة مكائد الأعداء وطبيعة مؤامراتهم ولم يكن ينظر إلى تلك الأحداث كما ينظر اليها البعض يعتبرها البعض أحداثاً آنيه لها حدودها عند حد معين مثلما يروج لها.
فحينما مثلاً أتى الاستهداف لأفغانستان كان البعض يتصور أن الأمور ستقف عند هذا الحد وأن هناك خطرا يتهدد افغانستان، ثم حينما أتى هذا الخطر إلى العراق البعض أيضا لم تكن ذهنيته ونظرته وقراءته للأحداث تتناول ما هو أبعد من العراق فتبقى نظرته مقتصره تماماً على الحدث في سياقه الإعلامي وسياقة الميداني وهكذا الأحداث متنقله من بلد إلى آخر، ولكن حينما أتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر فهي أتت أساسا وصنعت أساسا لتكون الذريعة البارزة للانطلاق او الانطلاق لأخطر وأكبر مؤامره على أمتنا في كافة شعوبها او بلدانها وفي اكبر عملية تضليل وخداع .
ولذلك كان الكاتب الفرنسي مصيبا عندما كتب كتابه عن أحداث الحادي عشر ووصف او سمّى هذا الكتاب. وهو يصف ما حدث ” بالخدعة الكبرى” .
فعلاً أكبر عملية تضليل جعلة عنوان لتحرك خطير جدا يستهدف أمتنا بشكل غير مسبوق وإلا الإمة مستهدفه على طول تاريخها لكن هذه المرحلة من الاستهداف مرحلة غير مسبوقة وهذا الاستهداف وصل إلى مراحل متقدمة تمثل خطراً كبيراً على وجود الأمة .
وجودها السياسي، وجودها الثقافي، وجودها الحضاري، وجودها بكل ما للكلمة من معنى هذا التهديد هو تهديد يسعى إلى تقويض الأمة بالكامل الى هدم كل معالمها ، إلى إسقاط كل بناها على كل المستويات .
إلى تهديم كل شيء في مقابل وضعيه سيئه على المستوى الداخلي للأمة وضعيه جعلت من واقع الأمة مسرح مفتوح يساعد على نجاح المؤامرات كافه .
كل مؤمرات الأعداء واقع ليس محصن بالوعي ولم يعد محصن بالقيم عمل منذ فتره طويله أثّر تأثير سيء في واقع الأمة، المسار الداخلي للأمة في السياسات والتوجهات كان كذلك عامل مساعد إلى حد كبير في أن تصل الأمه إلى واقع يطمع أعدائها فيها بل ويقدم صورة عن الواقع للأعداء على أنه يمثل فرصة كبيره جدا يرون فيها الأهمية الكبرى لأن تستغل استغلال ألى اقصى حد هذا ما يفعلونه هم يستغلون هذا الواقع السيء جدا والمترديء ويعملون ما يشاؤون ويريدون .
أمام هذا الخطر الكبير والتحدي غير المسبوق والشامل للأمة كل الأمة تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بالمشروع القرآني في مرحلة الأمة فيها أحوج ما تكون إلى العودة إلى القرآن من جديد إلى القرآن الذي هو كتاب الله سبحانه وتعالى .
الذي هو الهدى يهدي للتي هي أقوم الذي هو النور الذي يمكن أن تستضيء به الأمة في مواجهة كل الظلمات بل لإخراج الناس من الظلمات، القرآن الكريم الذي تحتاج الأمه اليه في مواجهة تظليل بهذا المستوى .. تظليل رهيب ومن جهة لديها خبره هائلة جداً وقدرات كبيره جدا في عملية التظليل والخداع .
وفعلا انطلت هذه الخدعه على الكثير الكثير في العالم في منطقتنا وخارج منطقتنا على مستوى العالم العربي والاسلامي وعلى المستوى الدولي، القرآن الكريم هو الضمانة الوحيدة التي يمكن أن تعتمد عليها الأمه وهو كما قال الله سبحانه وتعالى عنه (لاَ رَيْبَ فِيهِ ) وقال ( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) يتضمن الحقائق التي لا يمكن أن تتخلف ولا أن تتبدل اطلاقا يقدم الهدايه الكافية للامة وهو كتاب الحياة يتناول مشاكل الحياه وواقع الحياة وهموم هذا الانسان وما يمكن أن يواجهه هذا الانسان من تحديات ومن أخطار ومن مشاكل وفي نفس الوقت هو يرسم للإنسان معالم الحق ويرشده إلى الصراط المستقيم ويدله على السعادة.
بل إن سعادتنا كبشر مرهونة باتباع هدى الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن تتحقق السعادة إلا بذلك وهذا واضح هذه القوى العالمية وفي طليعتها وعلى رأسها امريكا واسرائيل ومن معها بكل ما تمتلكه من قدرات ماديه وامكانات هائلة وهيمنه ونفوذ وقدرات وتسلّط.
هل جلبت السعادة للبشرية أم أنها جلبت الشقاء في واقع البشرية وكل ما ازداد نفوذها وازدادت هيمنتها كل ما ازداد شقاء البشريه كل ما ازدادت معاناة بني البشر كلما أرهقت الناس بالكثير والكثير من الأزمات والمعاناة.
فهدى الله سبحانه وتعالى هو النور هو المشروع الذي يمكن أن يرتقي بالإنسان ليؤدي دوره كما أراد الله له وأن يحافظ في نفس الوقت على انسانيته على قيمة على وجوده المقدس والمميز كخليفة لله في أرضه.
القران الكريم عندما نعود إلى واقع الإمه الاسلامية واقعها بذاته يشهد على إنها هجرت هذا الكتاب في مقام الاهتداء به والاسترشاد به، في واقع حياتها، القرآن بقي كتاب يقرى صوت مسموعا لكنه في مقام الإتّباع في مقام الاهتداء في مقام الاسترشاد به في مقام العمل به غُيّب إلى حد كبير غُيّب معظمه تُرك أكثره بقي منه أقل القليل وفصل عن بقية الأمور ما بقي فصل عما له ارتباط وثيق به لا يتأتى به نفع ولا يحصل منه فائدة إلا به فبقي هذا القليل مجرداً على النحو الذي لا يفيد أي فائدة أو فائدته محدودة للغاية فأصبح واقع المسلمين واقعاً مأساويا وسيئاً وكارثياً .
وأصبح حالة الأمة على النحو الذي أطمع أعدائها فيها فرأوا فيها فريسة سهله يمكن أن يفعلوا بها ما يشاؤون ويريدون ممكن أن يتأمرون عليها بكل أشكال وأنواع المؤمرات ثم تنجح كل تلك المؤمرات.
حينما نعود إلى القرآن الكريم كتابه هداية كتاب نور كتاب بصائر كما قال الله عنه (قد جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ ) ثم نرى أن أمة القرآن هذا الهدى هذا النور هي أعمى أمه على الأرض هي الأمة التي لا تمتلك القليل القليل من الوعي في معظمها الحال السائد الحال الغالب والا فهناك البعض من المتنورين في داخل هذه الأمة في مختلف البلدان ولكن الحال السائد والغالب والمؤثر والحاكم على واقع هذه الأمة هو هذا العمى هذا التيه هذا الجهل الذي جعل منها فريسه سهله أمة طيّعة لأعدائها.
فمؤمرات أعدائها عليها ومجهود أعدائها في استهدافها غير مكلف يعني لا يلاقي الامريكي ولا الاسرائيلي لا يلاقي العناء ولا يجد المسألة معقده أمامه لأن ينجح في تنفيذ مؤمرات هنا او هناك في هذا القطر او ذاك في معظم بلدان المنطقة ، لماذا؟ لأن أمامه ساحه غير محصنه ساحه مفتوحه ساحه لا يوجد أمامه أي عوائق لا وعي ولا بصائر ولا من القيم ولا من الأخلاق ولا من أي شيء.
فلذلك كان هذا الواقع واقع سهل بالنسبة للأعداء، القرآن الكريم من أهم ما فيه ومن أعظم ما تحتاجه اليه الأمه فيه هو أنه حدد لهذه الأمة منهم أعداؤها، هذه مسأله من أهم المسائل هذا اللبس الذي حصل لدى الكثير من أبناء الامة في معرفة من هو العدو ترتب عليه نتائج خطيره جداً في واقع الأمة هيأ الكثير والكثير من أبناء الأمة أن يُطوَّعوا وأن يُوجّهوا وأن يُحركوا وأن يدفع بهم في خندق لمصلحة الأعداء في الاتجاه الذي يخدم الأعداء في أن يصنع للأمة اعداء آخرون غير اعداءها الحقيقيين بأن توجه كل طاقات الأمه او معظم طاقات الأمة في الاتجاه الخطاء.
القرآن الكريم حينما شخّص للأمه من هو العدو الذي يشكل الخطورة الأكبر على الأمة هو بذلك إنما يقدم للأمة البصيرة الكافية تجاه مسأله من أخطر المسائل التي واجهت فيها الأمة التظليل الكبير وفي نفس الوقت الانحراف الكبير.
لقد تحدث القران الكريم عن الاعداء اعدائنا كمسلمين ك امة مسلمه بإسلامنا بقرآننا بقيمنا بأخلاقنا حدد لنا منهم اعداؤنا الله سبحانه وتعالى وهو العليم العليم بنا العليم بالبشرية والعليم بواقع البشر جمعاء العليم بمنهم اعداؤنا وكيف هم اعداؤنا وما يمكن أن يشكلوه من خطورة وكذلك ما نحتاج اليه في مواجهة اولئك الاعداء وفي مواجهة التحديات الآتية من جانبهم .
الله سبحانه وتعالى هو العليم عالم الغيب والشهادة الذي يعلم السر في السموات والأرض من قاعدة (والله اعلم باعدائكم) هكذا قال تعالى، فاذا جاء محلل سياسي أو مركز دراسات أو أمير أو ملك أو رئيس أو قائد أو أين كان ليقدم رؤيته للأمة ويشخص للأمة منهم اعداؤها فإن الله سبحانه وتعالى الذي هو أعلم من كل أحد عالم الغيب والشهادة المحيط خبرا بكل خلائقه قد قدّم للأمة بحقيقة بعلم بخبر قدّم للأمة وحدد للأمة منهم اعداؤها الحقيقيون ولذلك قال سبحانه وتعالى في كتابة الكريم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا). في المرتبة الاولى قبل كل عدو اعدا عدو في هذه الامة من هو ؟ حسب القران الكريم اليهود في المرتبة الاولى .
وهذا ما وجدناه واقعا ووجدناه حقيقة لاريب فيها ووجدنا كل الواقع يشهد له اليوم يقف اللوبي الصهيوني والكيان الصهيوني الذي انشـأ اسرائيل وكوّن اسرائيل وله نفوذه اليوم في العالم الغربي وأصبح له نفوذه اليوم ايضا في الشرق هذا اللوبي اليوم هو الذي يتحرك وبكل خبث وبكل حقد ويصنع الكثير والكثير من المؤمرات تجاه أمتنا بل إنه في توجهاته وسياسته ومواقفه وحقده ونزعاته إنما هو يمثل خطراً على الاستقرار العالمي بكله حتى على البلدان الغربيه ذاتها اللوبي الصهيوني اليهودي هو يمثل الشر في هذا العالم هو الذي يحرك كل الفتن والمؤمرات والدسائس هو الذي يهندس لكل مشاكل العالم على كل المستويات يصنع الأزمات سوى على المستوى السياسي او على المستوى الاقتصادي.
هو الذي يسعى للتفريق بين بني البشر تحت كل العناوين وإثارة النزاعات بينهم تحت كل العناوين هو يرى أنه لا يتمكن من اخضاع العالم له من اخضاع البشرية له من السيطرة على الجميع الا بسياسة التفريق إلا بهد الكيانات وهدم المجتمعات وتدمير كل البنا البشرية وهو يتحرك على هذا النحو موظفا بخبثه وقدراته التظليلية قدراته في الخداع موظفا كل ‘مكانات الآخرين.
بل إنه أحياناً يشغّل ويفعّل الكثير من الكيانات بأن تضرب نفسها بنفسها وأن تضرب داخلها ببعضها البعض وهكذا يفعل وهكذا يعمل وموقف القرآن الكريم ليس موقف عنصريا من اليهود او من بني اسرائيل لعرقً او لنسبً وليس موقف قومياً إنه يتجه إلى توصيف أعمالهم إلى توصيف سياساتهم إلى توصيف اتجاهاتهم إلى تشخيص نفسياتهم إلى توضيح ما هم عليه وكشف ما هم عليه من توجهات عدائية وأطماع رهيبة وحقد كبير على البشرية من حولهم.
كشف الواقع أن اللوبي اليهودي الصهيوني الذي له كل هذا النفوذ في العالم وهو نفوذ نتيجة عمل متراكم على مدى قرون من الزمن جهد وعمل وخطط بعيدة المدى اشتغل عليها جيل بعد جيل حتى وصل إلى هذه التنجية الى هذا المستوى من النفوذ الكبير والتاثير الكبير في السياسة العالمية في التوجه العالمي أصبح اليوم النفوذ اليهودي الصهيوني والتأثير اليهودي الصهيوني أصبح عالميا أصبح شاملا وأصبح فاعلاً إلى حد كبير هذا كله بقدر ما أثر في واقع المسلمين أثر في واقع العالم كل العالم اخترق المجتمعات الغربية واخترق ايضا مجتماعتنا الاسلامية.
واليوم نجد ما يفعله في واقعنا العربي أن أول مكامن خطورة اللوبي اليهودي الاسرائيلي الصهيوني هي في قدرتة الرهيبة على التظليل والخداع والتطويع ولعلّ هذا من أكبر ما اعطاه التاثير الكبير في واقع العالم في السياسة العالمية في واقع مختلف الشعوب ومختلف الدول في الكيانات الكبرى في العالم قدرة هائله على الاختراق وقدرة هائلة على التأثير في السياسات والمواقف وعلى كل المستويات إن أردت على المستوى السياسي او الاقتصادي او على المستوى العسكري وهو الذي يهندس للكثير من الحروب كما هو الذي يهندس للكثير من الأزمات الاقتصادية يؤثر في السياسة ويؤثر في الاقتصاد ويؤثر على مستوى التوجه العام في الواقع العالمي.
هذه القدرة الرهيبة على التظليل والاختراق والتطويع أن يحول الاخرين الى مطيعين له بل أحياناً إلى أن يدفع بهم او لبعض الكيانات بأن تتسابق فيما بينها من ينجز أو ينفذ بعض المؤامرات و المكائد بعض المشاريع و الأجندة التي هي في حقيقة الحال لصالحه هو فيقدمها الى الآخرين ويجدها او احياناً يصنعها في داخل الآخرين في داخل كياناتهم ويوصلها إلى ذوي القرار منهم حتى تصبح بالنسبة لهم أملاً كبيراً وأملاً مغرياً فيتحركون بكل ما يستطيعون من أجل انجازها.
نحن في واقعنا الاسلامي الله سبحانه وتعالى تحدث كثيراً في القرآن الكريم عن هذه الجهه التي تمثل خطورة بالغة علينا كمسلمين وعلى الواقع العالمي من حولها تحدث عن هذه الطائفة في مخططاتها في مؤامرتها ومن ضمن ذلك قوله سبحانه وتعالى (ودَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ) وبالتأكيد تحت هذا الود تحت هذه الرغبة تحته إراده تحته مشاريع عمل تحته مؤامرات تحته أنشطه برامج كثيره عمل واسع لو يظلونكم.
وبالمفهوم أو بالمعنى العربي للظلال الضياع في كل المجالات هنا تشخص لنا في القران الكريم السياسة الرئيسية التي تعتمد عليها او يعتمد عليها ذلك العدو الذي يمثل خطورة بالغه على الأمة أنه يسعى إلى تظليل الأمة في كل شيء إلى ضياعها في كل شيء على المستوى السياسي على المستوى الاقتصادي وعلى كل المستويات ويعمل من أجل ذلك الكثير والكثير والكثير من أخطر ما يتملكه في قدرة على التظليل وعلى الخداع وعلى صناعة الرأي العام وعلى التوجهات وعلى التصورات وعلى صناعات نظرة معينة غبية وحمقى تجاه الكثير من الأحداث قدرته على أن يصنع الحدث وعلى أن يوظف الحدث ويستغل الحدث كما يشاء ويريد ونحن نجد في مثل احداث الحادي عشر من سبتمبر بالتأكيد صنع هذا الحدث ووظفه إلى أعلى مستوى.
النكبات التي حلت بعالمنا الاسلامي وإلى اليوم اليست نكبات كبيرة ؟ التبعات الهائلة تحت ذلك العنوان وباسم ذلك الحدث على هذه الأمة ألم تصل بالأمة الى هذا الواقع المأساوي والكارثي الى هذه الازمات المتفاقمة.
بلى ّ
يصنع الحدث بمسمى القاعدة وبما فرخ فيما بعد من تشكيلات ومسميات عن القاعدة داعش وتشكيلات كثيرة ومسميات كثيرة نسمعها في وسائل الاعلام يوميا اليوم أي دورا تؤديه هذه المسميات هذه التشكيلات بأنشطتها العدائية والاجرامية في داخل أمتنا لمصلحة من تعمل ثم كيف هو التعاطي الغربي سواء من جانب الأمريكيين أو من جانب حلفائهم أو ما هو واقع اسرائيل تجاه كل هذه الأحداث ما الذي تهددها من خطر تجاه هذه الاحداث.
قليل من التفهم قليل من التأمل تصنع عند الانسان يقيناً تاماً وبصيرتاً عالية أن كل هذه لعبه صحيح أدوات من داخل الأمه الكثير الآلاف المؤلفة من من ينتمون إلى الإسلام والبعض منهم قد يكون مخدوعا قد ينطلق وهو يتفانا ويستبسل لمصلحة من يعمل حتى البعض قد يفجر نفسه وهو ينفذ عملية انتحارية في سوق او في مسجد او في مدرسة او في أي مكان يستهدف المسلمين الآمنين المظلومين، هو لا يدرك أين هو ماذا يفعل لمصلحة من يفعل ما يفعل ويضحي لخدمة من.
هنا الخطر اليهودي هنا الخطر الصهيوني هو في هذا يخترق الأمة من داخل هو حتى لا يحتاج الى أن يخسر هو أن يقدم المال أن يقدم العناصر البشرية أن يضحي هو من يحرك الآخرين حتى يضحوا هم في سبيل ما يخدمة حتى يقدموا هم المليارات في سبيل ما يفيده حتى يتحركوا بكل جد وتوظف في كل ذلك كل الامكانات وتقدم كل العناوين عناوين دينيه عناوين سياسية عناوين مختلفة هنا القدرة هي لعبة الشيطان ذاته، هي لعبة الشيطان ذاته هم امتداد للنشاط الشيطاني النشاط الصهيوني اليهودي هو امتداد للنشاط الشيطاني في واقع البشرية، هو يركز على الإعلام وتركيز كبير جدا جدا على الإعلام لإنه نشاط تضليلي يركز على التعليم يركز على كل وسائل التوجيه وصناعة الرأي ينفذ فيها يوجهها فيتحكم بالتفكير يتحكم بالقناعات يتحكم بالتوجهات يتحكم بالمواقع والقليل القليل من أبناء الأمة هم من نجوا من هذا المس الاسرائيلي الشيطاني.
ورأينا أثره الفظيع في كثير من أبناء الأمة ممن يتحركون اليوم بعض الأنظمة بعض الجماعات الآلاف المؤلفة التي تتحرك في سبيل ما يخدم هذا التوجه وهو يسعى لأشياء كثيرة من ضمن ما يسعى له تجريد الأمة من هويتها واستقلالها الثقافي والفكري وضرب أخلاقها وقيمها، أن نتحول في واقعنا العام كمسلمين لا كيان لنا، لا استقلال لا فكري ولا ثقافي ولا اخلاقي ولا سياسي لنا، أمة مشتتة أمة ضائعة أمة تائهة أمة فرغت من كل محتوا اسلامها ومضمون اسلامها فلا يبقى من الاسلام الا اسمة ولا من القرآن الا رسمه ولذلك قال الله سبحانه وتعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا )
لا يريدون لكم أن تحافظوا على مضمون اسلامكم بقيمة بمبادئه بجوهره فتكونون أمة مستقلة ومستقيماً بهذا الاسلام في كل ما هو عظيم فيه وقيم فيه وكله عظيم وكله قيم ولكن إذا أقيم بكله أما غذا بُتر وجُزئ وزُيف وغير وبدل فلا، تتغير الحال.
سياسة التفريق بين الأمة تحت كل العناوين عناوين مذهبية عناوين طائفية من الذي يتحرك فيها لمصلحة من أوليس من أهم مافي اسلامنا من أهم ما تم التركيز عليه في القرآن الكريم هو الاعتصام بحبل الله جميعا الوحدة الإخاء (إنما المؤمنون إخوة)، فلماذا ضرب مفهوم الوحدة في الأمة بشكل فضيع جدا، بل أصبح عنوانا منفرا لدى البعض ممن قد تأثروا كل التأثر بالمس الشيطاني اليهودي الإسرائيلي الصهيوني، عنوان منفر، في بعض المجتمعات في بعض البلدان، لدى أطياف معينة ينفرون أن تتحدث عن الوحدة، عن وحدة الأمة، عن التحرك الجماعي، عن التعاون عن التآخي، لا يوجد لديهم إلا الحقد إلا الكراهية، إلا البغضاء إلا العداء، نجد أن أولئك هم الذين يتحركون في هذا السياق، وبأدواتهم، أدوات تحت عنواين طائفية، أدوات تحت عنواين مناطقية، أدوات تحت عناوين سياسية، تحت كل العنواين، سوق.
الواقع الإسلامي اليوم، واقع المسلمين العرب وغيرهم، إلا القليل، طبعا هناك استثناءات في كل شيء، لكن الواقع العام، الواقع السائد، سوق جاهز لكل من يبيع ويشتري، سيجد كفايته، ما يحتاجه، كل من لديه مشروع باطل، فكرة باطلة، مؤامرة، كيد، لعب، المهم أن يمتلك مال، تأثير إعلامي، مؤثرات معينة، وبسرعة سيتوفر له الكثير الكثير، على مستوى الاستهداف لأمتنا وعلى المستوى العالمي، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم قال عن أولئك: (ويسعون في الأرض فسادا) يسعون، يعملون بكل جهد، يوظفون القدرات والإمكانات، والبرامج والخطط للإفساد في كل المجالات، على المستوى الأخلاقي، وصلت الانسانية إلى مستوى رهيب من الانحطاط الأخلاقي، من الإفلاس في القيم والأخلاق، على المستوى السياسي، على كل المستويات، على المستوى الاقتصادي، اليوم الفساد يستشري وينتشر ليستهدف كل شيء.
حتى على المستوى البيئي وهذا معلوم، أمام هذه المخاطر والتحديات، المؤثرة والموجعة في واقع الأمة، والتي قد لمس الجميع تأثيرها السلبي، نجد أن أول سلاح تحتاج إليه الأمة في مواجهة هذا الخطر، وهذا التحدي الرهيب الذي يهددها في كل شيء، هو الوعي، أول ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي، وهذا ما كان يركز عليه الشهيد القائد، وأهم مصدر للوعي هو القرآن الكريم، الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، النور والهدى الشامل، (تبيانا لكل شيء)، ولكن بتلك المنهجية التي كان يحرص عليها الشهيد القائد، عين على القرآن وعين على الأحداث، ترقب الأحداث وتعود إلى القرآن الكريم، وحتى لتصحيح واقع الأمة، لا خيار لها إلى العودة إلى القرآن الكريم، ومع الوعي التحلي بروح المسؤولية.
لأن الكثير من الناس، خبا فيهم أو انطفأت فيهم، وهذه من أهم ما ضرب الأمة، من أهم ما تعاني منه الأمة، من أسوأ ما تعاني منه الأمة هو هذا، فقدان الشعور بالمسؤولية، لم يعد الكثير من الناس يعرف ويستشعر ويؤمن، ويدرك ويعي أنه مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام نفسه، أنه لا ينجي نفسه من هذه التحديات، وهذه الأخطار وهذه المكائد، إلا أن تنهض بمسؤوليتها، مسؤوليتها كأمة لها مشروع، لها دور فيما يعنيها هي وفيما يعني العالم من حولها، أن تكون الأمة التي تتحرك لإقامة العدل، أن تكون الأمة التي تأمر بالمعروف بمفهومه الواسع والحضاري، وتنهى عن المنكر بمفهومه الواسع والشامل، وتواجه الفساد، وقف ضد الظالمين، والمستكبرين، وتتجه لعمارة الحياة وبناء الحياة بالقيم المثلى وبالحق، وبالعدل وبالخير، بما يسعد البشرية، وفيما فيه صالح البشرية، وتستقل، تتخلص من هذه التبعية العمياء.
اليوم لو نعود إلى بعض الأنظمة أو بعض الكيانات في المنطقة ترى في نفسها، هي معجبة بنفسها بعض الكيانات، أنها هي تطبق الإسلام بشكل كامل، تمثل نسخة متكاملة من مبادئ الإسلام، ولكن في الواقع الذي تعيش فيه التبعية الكاملة لأمريكا ولسياسات أمريكا، وتتودد لإسرائيل وتتقرب من إسرائيل، وتسعى وتسارع لتعزيز روابطها مع إسرائيل، لا يمكن أن يكون الإنسان منتميا حق الانتماء، مهتديا بما تعنيه الكلمة متمسكا بالإسلام في قيمه ومبادئه، ومنظومته المتكاملة، وهو في نفس الوقت يعيش هذه الحالة من التبعية العمياء لأولئك، مستحيل، الله يقول عن هذه الحالة: (ومن يفعل ذلك) لأن هذه الحالة التي يوصفها القرآن هي حالة الولاء، الولاء لأولئك، التبعية العمياء لهم، التحرك في سياساتهم وتوجهاتهم، التي هي شر وخطر على الأمة بكلها، يقول: (ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)، يعني إلى هذا الحد تمثل المسألة خطورة كبيرة جدا لأن الإنسان حينما يتجه وراءهم، ويحذو آثارهم، ويتجه وجهتهم، إنما هو يخرج عن قيمه يخرج عن مبادئه، ينسلخ عن هويته وعن مبادئه وعن قيمه.
حينما نعود إلى واقعنا في عالمنا الإسلامي هو واقع مؤسف، عالم كبير، رقعة جغرافية واسعة، وفي أهم مواقع جغرافية على الأرض، عدد كثير من البشر، أكثر من مليار إنسان، ثروة هائلة وقدرات مادية هائلة، ولكن أين هو وزن هذا العالم الإسلامي؟ أين هو وزن المسلمين اليوم في العالم؟ هل هم أمة مستقلة لها تأثيرها في الواقع العالمي؟ ومطلوب بالتأكيد أن يكون تأثيرا إيجابيا.
لأن الإسلام لا يقبل بالظلم، لا يقبل بالفساد، لا يقبل بالطغيان، تأثيرا إيجابيا، حضورا إيجابيا في الساحة العالمية، هذا العالم الإسلامي الكبير بجغرافيته، الثقيل بثرواته وموقعه، الكثير بأعداده، هو صغير في تأثيره، هو قزم في حضوره في الساحة العالمية، هذا العالم الإسلامي بعرب وغير عرب أين هو وزنه وحضوره في الساحة العالمية كمستقل، كمؤثر إيجابا، كفاعل في الساحة، لا، حفنة من الصهاينة، بضعة ملايين من اليهود، يدوخون هذا العالم الإسلامي بكله، يلعبون في الواقع العربي بأبشع وأفضع اللعب، يجعلون من الجميع مهزلة، مهزلة، الجميع محط سخريتهم واستهزائهم واستهتارهم، ولا يحتاجون كما قلت في بداية الحديث إلى عناء وشقاء في نجاح مؤامراتهم وخططهم، لربما أبسط صهيوني وأقل الصهاينة قدرة على التفكير يمكن أن ينجح في كثير من واقع أمتنا ومنطقتنا العربية، هل لهذا العالم الإسلامي حتى على مستوى مجلس الأمن حق النقض، هل له تأثير في السياسات والقرارات والتوجهات، لا، ولكن الشيء المؤسف، الشيء المؤسف، أن تجد البعض من الدول، البعض من المنظمات.
البعض من التوجهات والكيانات، داخل عالمنا الإسلامي التي فقدت قيمتها، فاعليتها قدرتها، تأثيرها في الاتجاه الصحيح، لصالح الأمة تجد لها فاعلية في الاتجاه الآخر.
تأتي إلى المنظمة العربية الجامعة العربية، ماذا عملت الجامعة العربية للقضية الفلسطينية على مدى كل هذه العقود؟ ولا شيء، لم تخدم القضية الفلسطينية بأي شيء مفيد ومؤثر وملموس، ما هو؟ أو منظمة التعاون الإسلامي، وقبل ذلك أيام كانت باسم المؤتمر الإسلامي، منظمة المؤتمر الإسلامي، ماذا قدمت لقضية فلسطين؟ ماذا قدمت للأمة في سبيل أن تتوحد الأمة؟ أن تحل مشاكل الأمة بالحوار والتفاهم، أن تعالج الكثير من جراح الأمة الغائرة، ولا شيء، ولا تأثير إيجابي نهائيا، أي قضية من قضايا المنطقة في الداخل العربي، في الواقع الإسلامي، أين هو التأثير الإيجابي والملموس لمثل هكذا منظمات أو دول، تأتي إلى دول بارزة في الواقع العربي، أين هو تأثيرها الإيجابي الذي يمكن أن يشكر من الدول التي الآن تلعب دورا سلبيا، لكن فاعلية، جهد، اهتمام، قرارات، مواقف، في الاتجاه الخطأ.
اليوم في سبيل تمزيق الأمة، في تغذية الصراعات الداخلية في الأمة، في الاعتداءات على شعوب وبلدان المنطقة، نرى القرارات، نرى الاجتماعات، التي تخرج بنتائج، ونرى أيضا التحرك العسكري الصارم والتحالفات، ونرى كذلك المواقف على المستوى الإعلامي، والاقتصادي، على المستوى العسكري ولا مرة واحدة حصل التحرك من بعض الدول التي تتحرك اليوم لتضرب بلدان المنطقة هنا أو هناك على مثل هذا النحو تجاه إسرائيل، أو لخدمة الأمة، اليوم ما الذي يحدث؟
على المستوى الإعلامي كم هي القنوات الفضائية المخصصة ضد إسرائيل؟ لا شيء، صفر، من جانب أولئك طبعا، من جانب أولئك، الذي يتحركون بفاعلية لمصلحة إسرائيل ولخدمة أمريكا، ولكن لتشويه المقاومة، سواء في الداخل الفلسطيني أو حزب الله، لتشويه الأحرار في هذه الأمة التواقين للحرية واستقلالية الأمة، أو لما يخدم إثارة النزاعات والصراعات، والعداوات المذهبية والطائفية، الكثير من القنوات تشتغل بنشاط، وبشكل مثكف، فاعلية في الاتجاه الخطأ، وهم، ضياع، ضلال، تيه، تأثير، مس من المس الشيطاني الإسرائيلي الصيهوني اليهودي، .
إننا نؤكد أنه واهم ومخطئ من يتصور من بلدان المنطقة، من أنظمة المنطقة، من هذه الكيانات، في الواقع العربي والإسلامي، من يتصور أن مصلحته وفلاحه وخيره أن يتمترس في الخندق الأمريكي والإسرائيلي ضد أمته، وهومتناقض مع القرآن، ومفرط في مبادئ وقيم وأخلاق الإسلام، ومنسلخ عن هويته الحقيقية، بل وإنسانيته، إن المصلحة الحقيقية والفعلية لكل بلدان المنطقة وشعوب أمتنا هي في السلام، والاستقرار والوحدة والتعاون، والتفاهم، وهذا ما يجب أن تصب فيه الجهود، وأن يتحرك الجميع من أجله، وأن يسعى له الجميع وأن توظف فيه القدرات، والإمكانات، وأن تتحرك في سبيل تحقيقه الأنشطة الإعلامية وغيرها، إننا نحمل هذه الرؤيا وهذا التوجه تجاه كل محيطنا العربي والإسلامي، إرادة الخير، روح التفاهم، روح التعاون، رغبة السلام، الحرص على الاستقرار، هذه هي رؤيتنا هذا هو توجهنا، لكننا في نفس الوقت لن نألوا جهدا، في الدفاع عن أنفسنا عن كرامتنا عن استقلالنا حينما يقرر أي طرف أن يعتدي على شعبنا، وأن يتقرب زلفى بذلك إلى الصهاينة، والأمريكان، إننا من هذه الرؤيا التي تؤمن بالروابط الإنسانية والأخوة الإسلامية، وبهذا الروح الإيجابي وبحس المسؤولية وبهذا الوعي، نحمل الحرص كل الحرص على حل كل المشاكل والخلافات والنزاعات الداخلية بين أبناء الأمة، التي يستفيد منها أعداء الأمة، وتلحق الضرر البالغ، على الكيان الداخلي للأمة.
وذهب وفد بلدنا الوطني إلى الكويت التي استضافت مشكورة الحوار الحالي بغية الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، وقد سبق الذهاب إلى الحوار اتفاقٌ موقع عليه على وقف جميع الأعمال القتالية من جميع الأطراف، وما زال الطرف الآخر، مستمرا في خرواقاته وانتهاكاته، بالرغم من توقيعه والتزامه على الورق.
وفد بلدنا قدم في الكويت رؤية للحل، مستندة إلى المرجعيات المعترف بها دوليا وإقليميا ومحليا، والحل السياسي ليس عصيا، ولم يكن هو العقدة، كانت كل القوى والمكونات موشكة قبل بدء العدوان على الخروج بحل سياسي للمشكلة الداخلية في البلد، إلا أن هذا الاتفاق مُنع بغية إيجاد بيئة ملائمة للعدوان والمعتدين، اليوم هناك مرجعيات، معنى ذلك، أن مسألة الحل السياسي سهلة جدا جدا، هناك مرجعيات الكل ملتزم بها، أمامك وثيقة السلم والشراكة موقع عليها من جميع الأطراف، مستندة أيضا إلى اعتراف دولي، اعتراف إقليمي، اعتراف والتزام محلي، أمامك مخرجات الحوار الوطني، نفس المسألة، وقبل ذلك كان هناك ما بين المؤتمر الشعبي العام والمشترك المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كل هذه المقررات بنت المرحلة الانتقالية التي هي قائمة الآن على أساس الوفاق والشراكة، لا يمتلك أولئك الذين يعملون لصالح العدوان في بلدنا، الحق بالاستناد إلى أي شيء، إلى هذه المقررات كلها، من المبادرة الخليجية إلى وثيقة السلم والشراكة لا يمتلكون الحق في أن يحكوا البلاد منفردين، أو أن يحتكروا السلطة، أو يتحكموا في القرار السياسي، هذا ليس لهم فيه أي مستند، ولا معتمد، إنما مجرد هوى وحقد.
اليوم هناك عراقيل كثيرة جدا منشأها الجشع الحقد والطمع، المؤشرات لا تزال سلبية ولا تبعث على التفاؤل، والرغبة الأمريكية والإسرائيلية من جانب، والحقد الشديد لقوى العدوان، كل ذلك يستدعي الحذر والانتباه على مستوى موقفنا الداخلي، ولكل قوى شعبنا السياسية والاجتماعية وللجيش واللجان الشعبية، شعبنا العزيز يا يمن الإيمان والحكمة، يا شعب الكرامة والعزة، بقدر ما أنت شعب كريم وودود وحليم، وبقدر ما أنت شهم وذو نخوة، بقدر أصالتك وأخلاقك وقيمك، وبقدر ما أنت تحمل إرادة الخير والسلام كن حذرا، كن حذرا، كن حذرا، فالآخرون ليسوا كما أنت، لقد أعماهم الحقد والكبر، وهما مرضان خطيران يفسدان النفس البشرية، ويدمران إنسانية الإنسان، ولذلك فإنني بالقدر الذي أؤكد فيه بكل مصداقية على جديتنا في الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية، وحرصنا بكل جد وصدق على الحل السياسي، وتثبيت كل التفاهمات في الداخل والخارج.
أؤكد على ضرورة الحذر واليقظة والانتباه والجهوزية العالية، فإن عاد المعتدون لمواصلة عدوانهم، فإن مسؤولية شعبنا وقدر شعبنا هو التصدي لنزعة الشر، وقوى العدوان بثبات وصبر، وتوكل على الله تعالى، وثقة بوعده بالنصر كما كان في المرحلة الماضية بكلها، (إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وما النصر إلا من عند الله والعاقبة للمتقين).
رضوان الله ورحمته على الشهيد القائد،
ورحم الله كل الشهداء في درب الحق والحرية، وطريق العزة والكرامة،
ونسأل الله الشفاء للجرحى والنصر لشعبنا العزيز المظلوم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛
قد يعجبك ايضا