التوجه نحو الزراعة لتعزيز الصمود وتحقيق النصر
موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم
شعبنا اليمني خلال الخمس سنوات والنصف من العدوان استطاع أن يسطر أروع الملاحم العسكرية ويقهر تحالف العدوان السعوصهيوامريكي بفضل الله سبحانه وتعالى، وتعاون ومساندة أبناء الشعب اليمني للجيش، في دعم الجبهة العسكرية بالمال والسلاح والرجال والذي شكل عاملاً محورياً من عوامل الصمود والتحدي.
ولمواصلة هذا الصمود يتطلب من الجميع تضافر الجهود، حتى تحقيق النصر الكامل والشامل وتحرير كل شبر ٍ من دنس المحتل السعودي والإماراتي أذناب وأدوات أمريكا وإسرائيل، ولتعزيز هذا الصمود لا بد من تفعيل عدة عوامل منها الزراعة كما ذكرها الرئيس المشاط في خطابه الأخير أمام المشاركين في ورشة عمل اللجنة الزراعية ومحافظي المحافظات، حيث حث الأخ الرئيس مهدي المشاط على ضرورة تفعيل الجبهة الزراعية وان نتجه نحو الإنتاج، وان نحدث قفزه نوعية.
ومن هذا المنطلق وبما أننا اليوم اصبحنا نمتلك الإرادة الحقيقية والقرار الحر والسيادي، ولدينا القيادة الحكيمة التي تحثنا دائما ً على التوجه نحو العمل والانتاج وان نزرع كل شبر من الأرض الزراعية وهي ما كنا نفتقر إليه في السابق، ورغم أن الإمكانيات شحيحة أو تكاد تكون معدومة إلاً أننا نمتلك ما هو أغلى من ذلك وهو الإنسان اليمني الطموح، والذي يعتبر أكبر ثروة نمتلكها والتي تعتبر اغلى من ثروات بلدان البترودولار كما قال الأخ الرئيس.
فالمجتمع هو صانع المعجزات وهو الداعم والرافد الأساسي للبناء والتنمية، فكما استطعنا أن نقهر الأعداء في ميادين وجبهات القتال، ونصنع المعجزات في الجبهة العسكرية، بإمكاننا أن نقهر الحصار، وان نصنع من الحصار والاحتياج الحرية والإنتاج.
فالأرض الزراعية تنتظر التحرك الجاد والفاعل في استثمارها، وان المجتمع جاهز للدعم والمساندة يحتاج فقط التوجيه والإرشاد، من المختصين في الزراعة والسلطات المحلية.
فالوضع لا يحتمل التآخير والمماطلة وافتعال الأعذار والتسويف وخلق الحجج والمعوقات، يجب أن نمضي وفق رؤية وطنية مبنية على حب الوطن أساسها التعاون والتنسيق، وركائزها الإنسان والأرض ،وهدفها الإنتاج والاكتفاء من منطلق إيماني بعيدا ًعن التنظير والدراسات النظرية التي تعيق وتعقد الأمور، يجب أن يكون إيماننا بالله كبيراً، وبإمكانياتنا التي نتملكها اكبر، وان يكون عنوان المرحلة العمل في الميدان، وعلى المسؤولين أن ينزلوا من على كراسيهم، وان يغلقوا مكاتبهم ويتوجهوا للميدان يحملون معاولهم ومحاريث البناء والإعمار، فالميدان هو المكان الصحيح اذا اردنا أن نصنع جبهة زراعية، وان نأكل من خيرات أرضناً، ونكتفي ذاتيا ً،كفانا خطابات وحملات إعلامية، الشعب اليمني يريد أن يلمس صدق التوجيهات ، المزارع يريد أن يجد الوزير والمدير والمسؤول والمحافظ وهو بجانبه في المزرعة يحمل المعول والمحراث، يريد أن تذلل الصعوبات والعوائق التي تواجه منتجاته، يريد سوقا ً يبيع فيها منتجاته الزراعية، يريد مصنعا ًللفواكه والخضار.
الوطن اليوم يتعرض لأبشع عدوان واخبث مخطط ، دماء أبنائه تسفك يوميا ًلتروي تربته الطاهرة في سبيل نيل الحرية والاستقلال والسيادة، ونحن لا نستطيع أن نطعم هذا المجاهد وأسرته، وأسرة ذلك الشهيد الذي قدم روحه من اجل أن نعيش في حرية وعزة وكرامة.
وعاش اليمن حرا ً عزيزا ً والخزي والعار للخونة والعملاء.