إلى الجنوب: (اركبوا معنا)
موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي
بالدماءِ سنطهّر أراضيَ احتلها العدوُّ ونجّسها، وبالدماء سنكون إلى جانبكم نذود عن حريتكم وكرامتكم وعزتكم وشرفكم، أنتم لنا أهل أنتم نحن ونحن أنتم، ولن تستطيع أيةُ قوة أن تفرّق بين روحين في جسد واحد، وها نحن وبإذن الله عاقدون العزم على مواصلة دحر قوى العدوان ومنافقيهم من كُـلّ أراضي الجنوب، حتى نيل الحرية والسيادة والاستقلال في كُـلِّ شبر من أرض اليمن.
ولمن تبقّى في صفِّ العدوِّ، فنحنُ الآن نفتح صدورَنا لاستقباله، حيث أننا لا نريد أن نسفك قطرةَ دم يمنية؛ لأَنَّ الدم اليمني غالٍ ليس له ثمن إلاّ الحرية والسعادة في الدنيا والآخرة، ليس له ثمنٌ إلاّ الجنة ونعيمها.
فكونوا إلى جانبنا لنقفَ معكم ونحرّر معاً جنوبنا الغالي من دنس الأعداء وخبث منافقيهم، فلا يساوركم شكٌّ أننا نقصدكم في قتل أَو احتلال، فما زلتم وستظلون إخوتنا أهلنا أصدقاءنا زملاءنا وأحبتنا، لكم ما لنا وعليكم وما علينا، فأكّـدوا لأبنائكم المخدوعين والمغرر بهم من يقاتلون في صف العدوّ أن لا يقفوا في طريقنا، والتي نسعى من خلالها لاستعادةِ الحرية والمجد اليمني وتطهير كامل أراضيه، ولهم الحريةُ والكرامةُ يعودون إلى منازلهم معززين مكرمين أَو أن يبقوا بعيدًا وألّا يقاتلوا ضد إخوانهم منتسبي الجيش واللجان الشعبيّة (المجاهدين)، خذوا لكم عبرة ذات مكانة رفيعة بإخوتنا أهالي مريس والعود من وقفوا بحزم مع المجاهدين فلم يصيبهم أذىً أَو طالهم مكروه.
هي رسالة سلام ومحبة، وهي رسالة إخاء ومودة نبعثها لشعبنا في الجنوب خَاصَّة ونعمها لمن لف حول فتات الأعداء والذين عن قريبٍ سيتخلون عنكم؛ لأَنَّه عدوٌّ جبانٌ ومنافقٌ هو يتربص بكم أكثرَ منا ويريد أن يوقعكم في الفخ، فلا تأمنوا مكرَه فهو شيطان على هيئة بشر بعباءة وعقال خليجي وعبيد ذات بشرة سوداء من أفارقة العرب، من استحكم عليهم الشيطانُ بقبضة ومزّق شعبهم وجلبهم ليقاتلوا أبناء اليمن بلفيف المرتزِقة.
وبدورنا نؤكّـدها لكم أن الطوفان اليمني قادم هذا العام بقوة لا تتوقف ولا تعقه العوائق، ما عليكم إلاّ أن تركبوا معنا بـ “بسم الله مجراها ومرساها” قبل أن يحول عليكم موجُ التحرير فتَغرقوا تيهاً في وطن مزّقته الحروبُ.
وبالنسبة لمجاهدينا، فهم عاقدون العزمَ وقادمون ومستمرون في ملاحقة أذناب يهود ومنافقي الأعراب، لن يتوقفوا حتى يحكم اللهُ بيننا، ومن أبواب قعطبة الضالع نرسلها لكم بأن تكونوا حريصين على أن لا تشاركوا من باع نفسَه للشيطان بسفك دماء مجاهدينا وإزهاق أرواحهم، لا تقفوا في طريقهم ولا تتعرضوا بشي.
اعملوا خيراً لأنفسكم ولدينكم ووطنكم، أَو كفّوا أذى ارتزاقِكم عن مقاتلة أبناء جلدتكم واتركوا الميدان لهم ولـلفيف الارتزاقِ ومجاميعِ العلوج التي باتت تتهاوى مواقعُهم وثكناتُهم العسكريةُ وأنتم تشاهدون ذلك بأمِّ أعينكم، وشاهدتم الانتصاراتِ التي تحدث من حين إلى آخر بعون الله وبأس مجاهدينا الصادقين في مريس والخشبة والحشا والفاخر والعود إلى تخوم قطعبة وسناح.
اركبوا معنا على سفينة النجاة قبل أن لا تجدوا عاصماً يعصمكم من ضراوة المعارك التي ستدور رحاها في محميات قوى العدوان ومعسكراتهم في أراضيكم وأراضي الوطن التي جعلتموها معسكراتٍ لتحالف العدوان ومرتزِقته، وسيخرج العدوُّ وأذنابُه وأحذيتُه من كُـلِّ شبرٍ يماني بذلّه وصغاره، وسيجرُّ أذيالَ الهزيمة بإذن الله تعالى في كُـلِّ المناطق الذي سيطر عليها منذُ ستة أعوام مضت.
فقد رأيتم ما يُسطّره رجالُ اليمن الأوفياء الأحرار ومواقع مرتزِقة العدوان تسقط تحت أقدامهم الذي باتت اليوم وكل يوم أعظم طهارة من تيجان ملوك العهر الخليجي، فما بالكم بأذنابهم المرتزِقة.
إخوتنا وأشقاؤنا في الجنوب، كونوا عوناً لكتائب الموت وكتائب الحسين وكتائب الخَاصَّة، كونوا عوناً وسنداً لهم في محنتهم ومهمتهم الجهادية الوطنية والمقدّسة التي أُوكلت إليهم بطرد فلول العدوان، جحافلهم ومنافقيهم من أرض الجنوب التي ستكون كما عهدناها حرةً أبيّةً طاهرةً تضيئ قناديل الحرية في كُـلِّ زوايا الجنوب، برّه وبحره وجوه.
ونحنُ على ثقةٍ بالله العلي القدير، أننا المنتصرون وأُولئك المنهزمون بإذن الله جل في علاه، فعودوا إلى صفِّ الوطن أخياراً وأحراراً قبل أن يقيّدكم العدوُّ في مداخل المحافظات، لتكونوا درعَه البشريَّ الذي لا يقيه من رصاصات مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة، والذين سيكونون دوماً حريصين على ألا يصيبكم أذىً أنتم سببتموه لكل أبناء الوطن، فلا تركنوا إلى الذين ظلموا فيمسّكم عذابُ الله بأيدي (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).