حلم «الجنة عدن» الموعودة يتبخر
|| صحافة ||
عدن.. مستنقع للفوضى وغياب كامل للخدمات الأساسية
المحافظات الجنوبية المحتلة تعيش أسوأ ظروفها منذ عقود في كافة المجالات
بخلاف الشعارات والوعود التي أطلقها تحالف العدوان، بتحويل عدن إلى جنة غناء، أصبحت هذه المدينة في ظل سيطرة مرتزقة العدوان جهنم لا يرحم ومستنقعاً حافلاً بالفوضى وغياب الخدمات الأساسية .
وتعيش المحافظات الجنوبية المحتلة ظروفاً سيئة وغاية في الصعوبة على مختلف المستويات الخدمية والاقتصادية والأمنية، إذ يعاني المواطنون من أوضاع معيشية متدهورة، مع انقطاع الكهرباء مثلما هو حال مياه الشرب و طفح مياه الصرف الصحي، فضلا عن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانقطاع المرتبات، مع تفاقم الانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية المحتلة.
ويتزايد الغضب والسخط الشعبي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي وحكومة الفار هادي، جراء انقطاع وغياب الخدمات الأساسية في ظل انشغالهم في صراعاتهم وحروبهم الداخلية التي لا تنتهي، بينما معاناة المواطنين غارقة في بحر متلاطم من الإخفاق والعجز الرسمي من قبل حكومة الفار، حيث لا تلوح في الأفق حتى الآن بشائر تعيد بصيصا من الأمل والرجاء الذي ينتظره المواطن في المحافظات الجنوبية المحتلة.
عدن
“جنة عدن” الموعودة التي حولها العدوان السعودي الإماراتي منذ 5 أعوام، إلى جهنم حتى أصبحت مدينة تضيق على أهلها الذين أصبحوا غرباء في بيوتهم، مهددون في أرواحهم وأعراضهم وأرزاقهم.
تدهور القطاعات والخدمات العامة ومختلف جوانب الحياة في عـدن المحتلة ضاعف من معاناة المدنيين الذين باتوا يعانون أوضاعا إنسانية سيئة لم يسبق أن شهدتها المدينة المحتلة، وذلك نتيجة فشل حكومة الفار هادي والدوائر التابعة لها وعدم قدرتها على تلبية أبسط الاحتياجات الرئيسية وتأمين قطاعات المياه والكهرباء والأمن ومختلف الخدمات والسلع الأساسية.
وتنوّعت آلة الموت في عدن المحتلة والنتيجة واحدة، فسكان المدينة لا ينعمون بالأمن والأمان منذ سيطرة قوات المحتل السعودي الإماراتي، فالمسيطرون على عدن المحتلة ، كشفوا عن وجههم الحقيقي لأهالي المدينة الذين باتوا ينظرون إلى قوات المرتزقة – التي استباحت مدينتهم وأرزاقهم وأعراضهم – على أنها عصابات تمارس القتل والاعتقال بحق المدنيين، وتداهم المنازل ليلاً، وهمّها الأكبر هو كيف تنهب الناس وتستولي على كل شيء ما جعل سكان المدينة يفقدون الثقة بالأمن تماماً، ومنذ سيطرة المحتل وأدواته على المدينة سُجّل الكثير من جرائم اغتيال بالإضافة إلى سجن الآلاف من أبناء الشعب اليمني في غياهب السجون، بعضهما معروف وبعضها الآخر سرّي، ودون تهم أو حتى محاكمة صورية، ولا يكاد يمرّ يوم دون أن تُسجّل انتهاكات ترتكبها تلك العصابات التي تدّعي أنها أجهزة أمن.
ومن الخدمات المتردية هي خدمة الكهرباء التي تشهد انقطاعات متكررة تصل إلى 4-5 ساعات مقابل ساعتين تشغيل طوال الفترة الماضية بمديريات المدينة التي تشهد حرارة مرتفعة ونسبة رطوبة عالية.
وانعكست تأثيرات انقطاع الكهرباء والخدمات الأساسية لسكان مدينة عدن المحتلة، خصوصاً على كبار السن الذين يعانون من أمراض الضغط والسكري ومضاعفات تقدم السن، وسط مخاوف لدى أغلب العائلات من أن يتسبب تردي الكهرباء في الإجهاز على كبار السن، إذ أنهم لا يتحملون البقاء في الحر لمدة 8 ساعات – 5 ساعات لانقطاع الكهرباء مقابل ساعتين تشغيل.
أزمة مياه
وخلقت أزمة الكهرباء أزمة أخرى في مياه الشرب في مدينة عدن، إذ أن نسبة كبيرة من الأحياء في المدينة يتم جلب المياه فيها عبر تشغيل مولدات ضخ تعمل بالكهرباء، ومع انقطاع التيار طيلة ساعات اليوم دفعت الكثير من العائلات مبالغ كبيرة لشراء المياه بواقع 7000 ريال عن الصهريج الكامل.
وأزمة مياه الشرب جعلت من سكان مدينة عدن المحتلة يعيشون أزمة مياه خانقة لأكثر من شهر ما دفع بسكان مدينة “كريتر” إلى إغلاق الطريق العام أمام مؤسسة المياه والخروج بمظاهرات فوق الحمير، وحرق الإطارات وإيقاف حركة السير مطالبين بإقالة مدير مؤسسة المياه ومدير مديرية صيرة وتوفير المياه إلى منازلهم و منطقة شِعب العيدروس في كريتر بمديرية صيرة بعدن هي أكثر المديريات استمرارية في انقطاع المياه عن المنطقة.
وكان المحتجون في مديريات الطريق الواصلة إلى وسط مدينة كريتر من ناحية عدن مول، يطالبون بتحسين الخدمات المنهارة وسرعة إعادة المياه المنقطعة منذ أكثر من شهر إلى منازلهم.
وأحرق الغاضبون الإطارات أمام مقر مؤسسة المياه، وأغلقوا كل الطرقات المؤدية إلى كريتر حتى تتم الاستجابة لمطالبهم.. مؤكدين على ضرورة محاسبة ومحاكمة كل من يقف خلف استمرار انقطاع المياه عن المنطقة.
كما تعد مشكلة طفح مياه الصرف الصحي خطورة كبيرة على الوضع البيئي العام، نتيجة ما تنشره هذه البرك الطافحة من أمراض فتاكة لاحتوائها على أنواع مختلفة وقاتلة من البكتيريا والطفيليات والفيروسات، إلى جانب ما تنفثه من غازات ومواد سامة تهدد سلامة الحياة العامة، وتنذر بكوارث بيئية خطيرة ضحيتها في المقام الأول الإنسان.
مياه الصرف الصحي
ويُعاني سكان مدينة المنصورة ـ أكبر مديريات عدن المحتلة – من استمرار طفح مياه الصرف الصحي في شوارعها، ويشكو المواطنون فيها من عدم معالجة هذه المشكلة المستمرة، وما سببته من انتشار للأوبئة والأمراض وتشويه المنظر، حيث تملأ مياه المجاري الشوارع والطرقات وبجانب المحلات والمستشفيات والمطاعم، بل وإلى داخل المنازل.
ونظراً لتردي الأوضاع والخدمات في عدن المحتلة تشهد المدينة خروج مظاهرات متواصلة من المواطنين بكافة المديريات وقاموا بقطع عدد من الشوارع الرئيسية داخل المدينة، حيث عملوا على حرق الإطارات ورمي الحجارة في عدد من شوارع المدينة.
حضرموت
المحافظات الجنوبية المحتلة ومنها حضرموت هي الأخرى تتعرض لضربات اقتصادية مفتعلة ساهمت بشكل كبير في تردي الخدمات الأساسية، كما فاقمت من ارتفاع معاناة المواطنين في ظل عجز حكومة الفار هادي بعدم الإيفاء بالتزاماتها تجاه تلك المحافظات.
واستمرت التظاهرات في مدينة المكلا لعدة أشهر، احتجاجاً على التردّي غيرِ المسبوق في جميع الخدمات، ولا سيما التغذية بالتيار الكهربائي.
وأشعل شباب غاضبون إطارات السيارات وقطعوا الطرق أمام عناصرِ الأمن، مطالبين بحلول جذرية لأزمة انهيار الخدمات الأساسية في المدينة وعمل حل لمشكلة الانقطاع المتواصل للكهرباء.
ويعاني مواطنو محافظة حضرموت من سوء الخدمات وحالة من الانهيار التي جاءت نتيجة عجز السلطة المحلية للمرتزقة عن تحقيق الاستقرار الخدماتي وذلك نتيجة تملص حكومة الفار هادي عن الإيفاء بالوعود التي هي ملزمة بتنفيذها وتقديم المتطلبات الخدماتية التي تحتاجها حضرموت، بالرغم من الإيرادات الكبيرة التي توردها المحافظة لخزينة بنك عدن والتي تصل لأكثر من 70% من إيرادات المحافظات المحتلة.
شبوة
محافظة شبوة المحتلة والغنية بالمشتقات النفطية، هي الأخرى تفتقر الكثير من الخدمات الأساسية، وسادت فيها حالة من الاستياء والغضب الشعبي لدى المواطنين بسبب انقطاع تام وكلي للمياه في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.
ويشكو أهالي وسكان المدينة من انقطاع المياه عن منازلهم منذ عدة أشهر، وتفاقم المعاناة مع ارتفاع جنوني في الأسعار، وسط مطالب برحيل إدارة مؤسسة المياه.
غياب الخدمات في الجنوب المحتل
ولا يقتصر تردي الخدمات على الكهرباء والمياه والصرف الصحي وإنما هناك العديد من الخدمات الأخرى التي تشهد تراجعاً كبيراً وغيابا متكررا مثل انعدام المشتقات النفطية والغاز بين فترة وأخرى وتحولها إلى سوق سوداء مع ارتفاع أسعارها , فحتى فترة قريبة وصل سعر دبة البترول إلى عشرين ألف ريال في مدينة عدن المحتلة في الوقت الذي ينبغي على دول تحالف العدوان الغنية بالمشتقات النفطية توفيرها للمدينة والعديد من المحافظات الأخرى المحتلة بالمشتقات النفطية، لكن المحتل وأدواته لا يريدون أن ينعم أبناء هذه المحافظات بالاستقرار مع توفير كافة الخدمات الأساسية لهم.
صحيفة الثورة/ محمد هاشم