هل سيكون التطبيع ثقافة عامة ؟؟ فلنحذر

|| مقالات ||  أمة الملك الخاشب

 

لم يحدث التطبيع وليد يومه أبدا بل كان له مقدمات كثيرة هيأوا بها النفوس العربية لتقبل بأن يقدم اليهود كحلفاء وكأصدقاء وتخف نبرة العداوة التي نشأنا عليها جميعا منذ طفولتنا وكان هذا حال معظم الشعوب العربية

وحتى في وسائل الاعلام في الماضي كانت كلها تقدم “اسرائيل” كعدو تاريخي وتحكي المسلسلات المصرية والأفلام في فترة الثمانيات والتسعينات وحتى وقت قريب نفس الفكرة وهي أنه لا تعايش مع اليهود الصهاينة .

واليوم وفي هذه المرحلة التي حاولوا فيها تغيير الثقافات وبدأوا فعلا في التغيير بدأوا في استخدام الإعلام لأنهم يعلمون بأن الإعلام أهم وسيلة لتغيير ثقافات الشعوب وبدأوا في استقطاب بعض الفنانين الذين لهم شعبية وبدأوا في انتاج أفلام ومسلسلات تروج للتطبيع وتحسن صورة اليهود القتلة الغاصبين الملعونين أينما ثقفوا.

وبدأت الشعوب العربية الواقعة تحت تأثيرات الحرب الناعمة التي تُفقد الإنسان مبادئه وتجعله عبدا لشهواته لا يبالي وإن رأى وطنه يغتصب وأرضه تسلب  بدأت تتقبل الواقع كما هو وكأن التطبيع أمر مسلم منه ولا بد منه وكأن قضية فلسطين لا تعنيهم من قريب أو من بعيد بل إن البعض يرى أن الأحقية في فلسطين هي لليهود وهذه كله نتيجة الحرب الناعمة الاعلامية التي استهدفت عقول الشباب وجعلت حتى من المناهج التعليمية في كثير من الأوطان ومنها اليمن تحت سيطرة جماعة الاخوان المسلمين الذي سعوا منذ تأسيسهم لخدمة المصالح الأمريكية الصهيونية في المنطقة تحت راية الاسلام وباسم الاسلام حتى تتقبلهم الشعوب.

ما نراه اليوم من واقع مؤسف بين أغلب الشعوب العربية خاصة شعوب الخليج  وتقبل طبيعي للمسارعة للتطبيع مع اليهود بل ومباركته وكأنه أمرا عظيما يستوجب المباركة لأنه في نظرهم يجلب السلام وينبذ العنف  هذا ما كان نتاج يومه , بل كان حصاد عشرات السنين من العمل الدؤوب لقيادات الصهاينة مع عملاءهم من الأحزاب والمكونات السياسية والزعماء في كثير من الدول.

للأسف حتى اليمن عاشت فترة تغريب ثقافي ديني إبان نظام الحكم السابق وابان سيطرة الاخوان فرع اليمن على وزارة التربية والتعليم  حيث عملوا جاهدين لنشر كل الأفكار الخبيثة ودسّوا السم بالعسل في كثير من الأحاديث حتى وصل بهم الأمر لإلغاء الأبواب التي كانت تتحدث عن الصراع العربي الصهيوني وحذف آيات الجهاد من مناهج التعليم واستبدال كلمة جهاد ب”الارهاب” وكل هذا استجابة لأوامر السفير الأمريكي الذي كان الحاكم الفعلي لليمن ابان حكم السفارات .

نحمد الله كثيرا على الثورة الفكرية التي قدمت من مرّان والتي تصدت لمشاريع كانوا قد بنوها خلال سنوات طوال وأخرجت أجيال واعية وقدمت تضحيات عظيمة.

لا بد من أن نلتمس عذرا لكل من حولنا ممن وقعوا ضحايا هذا الفكر اللعين والمنهج الذي يقتل الاعتزاز بالهوية وينشئ أجيالا  لا هم لهم سوى قضاياهم الشخصية بعيدين كل البعد عن فهم القرآن الكريم وفهم منهج الله وهديه المتمثل في عزة الاسلام والمسلمين.

ولا بد أن نحذر من الترويج لأفكار الترحيب بالسلام مع اليهود فقد سمعت وللأسف من حولنا من يروج بين الناس البسطاء السطحيين لمثل هذه الأفكار وسمعت أحدهم يقول  لمجموعة شباب في مكان عام ( ما أجمل أن يعيش الانسان في سلام  ويذهب الفلسطيني للتسوق في اسرائيل بسلام ويتبادل الابتسامات مع اليهود وكذلك يفعل اليهودي !!!

هذه الأفكار الخطيرة يستخدمونها بكل الطرق والاساليب سواء في وسائل التواصل أو في الاماكن العامة أو في الباصات أو في اماكن التجمعات ويروجون بين العامة للمسلسلات الداعمة لهذا الفكر الذي يجعلنا محط اذلال اكثر تحت أقدام اليهود ومحل سخرية حتى من اليهود الذين جبّلهم الله وفطرهم على كره المسلمين وتحدث عن هذا في ايات قرآنية تتلى الى يوم القيامة وصالحة لكل زمان ومكان مختصرها بأنه ما يود اللذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم.

قد يعجبك ايضا