أرامكو من جديد.. لماذا هذا الوقت بالتحديد؟!
موقع أنصار الله || مقالات || إكرام المحاقري
لم تعد مسألةُ الرد والردع اليمني المشروع على دول تحالف العدوان قائمةً على معادلة المنشآت الحيوية والعسكرية بل تجاوزت ذلك، حَيثُ أصبح إيلام الأضرار الناتجة عن القصف الباليستي اليمني تتجاوز كُـلَّ الحسابات، فقد أصبح الزمان والمكان اللذين يبينان أبعاد الاستهداف بالنسبة للقيادة اليمنية، ولتعد أرامكو مجدّدًا إلى واجهة الاستهداف، ولتكن أرضا مشروعة للمناورات العسكرية اليمنية، حَيثُ وقد تم الكشف عن مجنح باليستي جديد نوع (قدس2) دشّـنت القوة الصاروخية اليمنية دخوله خط الهجوم في العمق السعودي.
جاء خبر استهداف أرامكو السعودية من قبل الصاروخية اليمنية، محقّقا ما تم التحذيرُ عنه منذ أَيَّـام ماضية من قبل ناطق القوة المسلحة اليمنية (العميد سريع) لدول تحالف العدوان على رأسهم المملكة السعودية، وجدّد خطاب التحذير، حَيثُ وأن هذه العمليات لن تكون في صدد التوقف إذَا لم يرفع العدوُّ حصارَه ويكف عدوانه عن اليمن، من جهة أُخرى، هناك أبعاد سياسية لتوقيت العملية العسكرية اليمنية، حَيثُ كان في ذات الوقت اجتماع سري لثلاثي قوى الشر في “نيوم السعودية”، وكأنهم كانوا يتدارسون خطط كيفية إعلان رسمية التطبيع وتحديد تاريخ أوانه مع الكيان الصهيوني، والتي هي قدمت طلبا قيل عنه بأنه شرط القبول بإعلان التطبيع مع العدوّ الصهيوني، حَيثُ طلبوا من “الأمم المتحدة” إدراج اسم (أنصار الله) في قائمة الإرهاب، وتم رفض الشرط المخزي المقدم من صناع الإرهاب الحقيقيين، في خطوة محسوبة للأمم المتحدة.
وضمن قانون العين بـالعين وَالسن بـالسن، ستواصل القوة الصاروخية عملياتِها النوعيةَ الدقيقةَ في العمق السعودي وما بعده من أهداف استراتيجية قد تقصم ظهر اللوبي الصهيوني، في نهاية عهد ترامب وتغير وجه المشهد السياسي وواجهة الصراع في المنطقة، فـجرائمهم في اليمن بحقِّ الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وبحق اليمن أرضًا وشعبًا بشكل عام، لن تمر مرور الكرام، كما لن يمرَّ مشروعُ التطبيع والمراهنة على تمدد المشروع الصهيوني وبيع القضية الفلسطينية، ولن تجد المملكة السعودية مأمنا لمنشآتها الحيوية وحقولها النفطية حال استمرار حصارهم وعدوانهم على اليمن، ولن يكن القادم إلّا ضربات باليستية ومسيّرات متنوعة تحسمُ الحربَ بشكل كلي، وستحسم بقاء آل سعود في المنطقة كذلك، وإن غداً لناظره قريب.