ماذا وراء مؤتمر نيوم الذي ضم ثلاثي الشر؟
|| مقالات || زيد البعوه
في بلاد أم القرى حاضنة بيت الله الحرام بلاد الصفا والمروة وجبل عرفة ومنى ومزدلفة وعلى مسافة قريبة من مكة المكرمة والمدينة المنورة تم استقبال رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني من قبل بن سلمان آل سعود هناك في بلاد خليل الله إبراهيم وذبيح الله إسماعيل هناك في مسقط رأس خاتم الأنبياء والمرسلين سيد البشرية محمد صلوات الله عليه وآله وبالقرب من قبرة الشريف وروضته المطهرة انتهك آل سعود كل القوانين السماوية والأخلاقية والإسلامية والعربية والإنسانية، انتهكوا حدود الله وداسوا على ما تبقى لدى هذه الأمة من مقدسات بأحذية الصهاينة هذه الأيام شاهدت الأمة الإسلامية قرن الشيطان وهو ينموا ويترعرع ويتجول في بلاد نجد برفقة أحفاد القردة والخنازير وفق ما أخبر به رسول الله محمد صل الله عليه وآله في الماضي حين قال من هنا يطلع قرن الشيطان وأشار إلى بلاد نجد من يحكمها آل سعود اليوم على الطريقة الشيطانية الأمريكية الصهيونية.
نتنياهو في بلاد الحرمين الشريفين هذا الخبر الصاعق الذي تجاوز كل الحدود القومية والعربية والإسلامية والعقائدية والسياسية والجغرافية وغيرها ، بن سلمان ركل بقدميه كل الخطوط الحمراء واقدم بكل جرأة على استضافة رئيس الوزراء الصهيوني في مدينة نيوم السعودية, استقبله أولئك الذين يلقبون أنفسهم بخدام الحرمين الشريفين ! أي عار هذا وأي مستوى من الانحطاط وصل إليه حكام آل سعود؟ وأي خيانة هي هذه التي يرقى إليها خيانة لأنها خيانة لله ورسوله وخيانة لبيت الله الحرام لمكة المكرمة وخيانة للمدينة المنورة وخيانة للأمة الإسلامية كلها قبل أن تكون خيانة للمسجد الأقصى الشريف والشعب الفلسطيني وخيانة لقضايا الأمة ومقدساتها ويا لها من خيانة لا يساويها خيانة.
عكس حكام الإمارات والبحرين الذين ذهبوا إلى واشنطن للتطبيع مع الكيان الصهيوني ذهب نتنياهو هذه المرة بنفسه إلى الرياض برفقة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو إلى السعودية ليس من أجل التطبيع مع السعودية فحسب بل لأهداف أخرى تخدم المشاريع الصهيونية الأمريكية الاستعمارية، لأن ذهاب رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني للرياض يعني أن السعودية تجاوزت مرحلة التطبيع ودخلت مراحل ما وراء التطبيع ، وهذا الاجتماع السري المفضوح لا يستهدف اليمن فحسب ولا يستهدف ايران فقط بل يستهدف محور المقاومة بشكل عام ويستهدف الأمة الإسلامية بكلها.
البعض يرى أن هذا الاجتماع الثلاثي الذي ضم إسرائيل وأمريكا والسعودية انه من أجل التطبيع الصهيوني مع آل سعود هذا شيء مفروغ منه سواء أعلنوا وكشفوا عن ذلك للعلن أم لا، أضف إلى ذلك أن البعض يتحدث عن أن الاجتماع ناقش ضربة أمريكية صهيونية سعودية ضد ايران وهذا شيء محتمل لكنه في حكم التكهنات والاحتمالات وأمريكا لا تجرؤ على فعل ذلك إلا ان الشيء المهم الذي نحن على يقين منه هو ان هذا الاجتماع ناقش مستجدات المعركة التي يخوضها الشعب اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني وعملوا على اتخاذ خطوات وتدابير جديدة منها قد ربما وهذا ما تحدثت عنه وسائل إعلام العدوان في الأيام الماضية عن احتمال تصنيف أمريكا لانصار الله كجماعة إرهابية وغير ذلك من التدابير والخطط التي سوف تتكشف في الأيام القادمة ومع ذلك لا يوجد ما يثير القلق بالنسبة لنا كشعب يمني فمعركتنا معهم ليست جديدة وزمام الأمور اليوم بأيدينا بفضل الله وبفضل تضحيات واستبسال الجيش واللجان الشعبية وصمود الشعب اليمني .
معركتنا مع دول تحالف العدوان بدأت منذ ست سنوات ونحن كشعب يمني ندرك ان أمريكا تقودها بشكل مباشر وان إسرائيل تشارك في العدوان رغم محاولاتهم إخفاء حقيقة ذلك إلا ان المستجدات الميدانية العسكرية التي قلبت الموازين وجعلت العدوان وداوته يعيشون حالة تقهقر وانكسار متتالي أجبرت أمريكا وإسرائيل على الاقتراب عن كثب والجلوس مع محمد بن سلمان لمعرفة ماذا يحصل بالضبط وهذا اعتراف لا غبار عليه بحقيقة مشاركتهم في العدوان على اليمن ويثبت مدى خشيتهم وقلقهم من الانتصارات والإنجازات التي يصنعها الله على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وفي كل الأحوال لا يوجد لديهم أي جديد يمكنهم القيام به في عدوانهم على الشعب اليمني فقد جربوا كل أنواع الصراع وفشلوا ووجدوا انه كلما طال امد عدوانهم ازدادت قوة الشعب اليمني اكثر وهذا شيء ملفت تدركه أمريكا وإسرائيل جيداً اما السعودية فقد وصلت الى مرحلة الهزيمة والعجز وقد عبرت عن ذلك اكثر من مره اما بالنسبة لنا كشعب يمني صام فنحن نثق بالله ونتوكل عليه ومن يتوكل على الله فهو حسبه..