زيارة السفير الأمريكي إلى المهرة .. وأطماع الهيمنة

 

أثارت الزيارة المفاجئة للسفير الأمريكي كريستوفر هينز إلى محافظة المهرة أمس الأثنين ، الكثير من التساؤلات حول الأسباب التي دفعته للذهاب إلى المهرة الواقعة أقصى الشرق من اليمن.
زيارة هينز خالفت القيم والأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها والتي تجعل عمل السفراء مقتصرة على التواصل بمجموعة مغلقة من السياسيين ، حيث توجه إلى المهرة دون أي تنسيق أو إشعار حتى من حكومة الرياض التي تتغنى واشنطن بشرعيتها ، والتقى بالمحافظ المعين من الرياض لبحث مسائل تتصدر أهمية خاصة لدى إدارة البيت الأبيض.
الفترة الأخيرة كشفت تنامي الدور الأمريكي في العدوان على اليمن بعدما كان يدير العمليات خلف الكواليس ، لكنه أصبح أكثر تواجداً وظهوراً ليؤكد الدور المحوري الأمريكي في تحريك أدواته ومحاولة العبث بالملف اليمني وفق الأجندة الأمريكية الساعية لبسط نفوذها وهيمنتها.
الأطماع الأمريكية للسيطرة على الشريط الساحلي والموانئ الإستراتيجية لم تعد خافية وهو الهدف الحقيقي وراء زيارة المهرة وليس كما أشيع أنه جاء بهدف الترتيبات لتشكيل حكومة جديدة للمرتزقة ، حيث سعت أمريكا مؤخرا للعب دور أكثر حيوية لخدمة المصالح الأمريكية الاستعمارية والساعية لفرض الوصاية والهيمنة على الشعوب واستغلال بعض العناصر العميلة التي باعت نفسها للشيطان وارتهنت للخارج مقابل حفنة من المال المدنس بالعمالة.
التركيز الأمريكي على المحافظات الشرقية وجزيرة سقطرى يؤكد جدية واشنطن في تعزيز تواجدها وإنشاء المزيد من القواعد العسكرية وفرض سيطرتها على منابع الثروة النفطية والسمكية واستغلال الأراضي اليمنية لتأمين إمدادات النفط السعودية عبر أنبوب نفطي يمر عبر محافظتي المهرة وحضرموت وصولاً إلى ميناء الضبة المطل على البحر العربي ، وهو الحلم الذي ظل يراود السعودية لعقود طويلة.
كما أن الزيارة الأمريكية إلى المهرة لها دلالات خاصة حينما جاءت في الوقت الذي عجزت السعودية والامارات عن إخماد الانتفاضة الشعبية التي تشهدها محافظة المهرة الرافضة للتواجد الأجنبي والسيطرة على المطارات والموانئ اليمنية ، ليتدخل السفير الأمريكي بصورة مباشرة من أجل إنقاذ أدواته العميلة ومحاولة لقاء شخصيات في المنطقة وإقناعها بتمرير السياسة الأمريكية القائمة على استثمار الأراضي اليمنية في المحافظات الشرقية لخدمة المصالح الأمريكية في المجالات السياسية والاقتصادية خاصة في ظل تبادل الأدوار بين الامارات والسعودية في فرض السيطرة على بعض المناطق اليمنية كما هو حاصل في سقطرى وشبوة والمهرة وبعض مناطق حضرموت ، في إطار المشروع العام للولايات المتحدة القائم على الهيمنة والاستحواذ وقهر إرادة الشعوب.

قد يعجبك ايضا