إسطبلات الخيول.. شاهد آخر على جرام العدوان الأمريكي السعودي
موقع أنصار الله – تقرير – 17 ربيع الآخر 1442 هجرية
لم تمر سوى سبعة أشهر فقط على استهداف طيران العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لإسطبلات الخيول في الكلية الحربية بالعاصمة صنعاء في مارس الماضي، حتى عاود ذلك العدو الأرعن استهدافه، الجمعة الماضية لتلك الاسطبلات في مؤشر واضح على وجود توجه لإبادة الخيول اليمنية الاصيلة.
عدو امتلك سلاح فتاك يضرب بشكل عشوائي أي مكان دون تمييز وإلا ماذا يعني استهداف اسطبلات الخيول وجناح الفروسية، أليس ذلك تعبيرا واضحا وصريحا عن افلاس قيمي وأخلاقي وعجز عسكري صريح لتحالف العدوان ليلجأ إلى قصف أهداف مدنية سيسجلها التاريخ كجرائم حرب وعمل عدواني ضد الإنسانية.
أكثر من 70 خيلا ابادها العدوان الامريكي السعودي الإماراتي خلال غاراته التي شنها في مارس من العام الجاري فيما أصيب أكثر من 100 حصان في ذلك اليوم بجروح متفاوتة، فضلا عن استشهاد أحد مربي الخيول واصابة اثنين آخرين في جريمة اثارت غضب الملايين، سيما بعد أن عدسات الكاميرات وثقت الكثير من المشاهد المأساوية في موقع الجريمة، فصراخ الخيول من تحت الأنقاض ودموعها التي اختلطت بدمائها شكلت حالة تراجيدية اخزنت الكثير وجعلتهم يدركون حقيقة العدو ونواياها الخبيثة في اهلاك الحرث والنسل وابادة كل ما هو جميل .
في الجريمة الأولى بدت عنابر الاسطبلات متكدسه بأكوام من لحم الخيول وأشلائها الممزقة بالصواريخ الأمريكية ولسان حالها يقول: “بأي ذنب نقتل”؟
أما الخيول التي نجت من الجريمة الأولى ورغم اصابة معظمها بإصابات خطيرة في الرقبة والفخذ والعيون، الا أنها تماثلت للشفاء وبدأت تستعيد عافيتها ولعل هذا ما لم يرق للعدو الذي عاد من جديد ليكرر جريمته ويستهدف الاسطبلات بسبعة صواريخ ما ادى الى نفوق 30 خيلا من الخيول العربية الأصيلة.
قنابل أمريكية
وأظهرت صور بقايا القنابل والصواريخ التي ألقاها طيرانُ تحالف العدوان، صباحَ الجمعة، واستهدفت إسطبلاتِ الخيول في الكلية الحربية بالعاصمة صنعاء، إلى أنه تم تصنيعها من قبل شركتين أمريكيتين.. الأولى شركة وود وارد. ومما ظهر في الصور أنه تم تصنيع البطارية بواسطة شركة وود وارد Woodward، Inc الأمريكية ومقرها كولورادو.
ووفقًا لمعلومات في موقع شركة Woodward، انها تصنع مكونات لأنظمة توجيه الأسلحة لقنابل JDAM وَSDB التي تنتجها شركة بوينج الأمريكية. (ذخيرة الهجوم المباشر المشترك هي مجموعة توجيه تحول القنابل غير الموجهة، أَو “القنابل الغبية”، إلى ذخائرَ دقيقة التوجيه في جميع الأحوال الجوية). وSDM هي قنبلة GBU-39 / B Small Diameter Bomb عبارة عن قنبلة انزلاقية دقيقة موجهة وزنها 250 رطلاً.
كذلك أشَارَت صور بقايا الصاروخ لشركة أمريكية اسمها eaglepicher technologies ايقل بيتشر التكنولوجية، وهي شركة أمريكية تصنع أَيْـضاً أنظمة تحكم لأجنحة نفس أنواع القنابل JDAM وَSDB.
وقال خبراء في الأسلحة: إن كُـلّ هذه القنابل تم بيعُها للسعودية خلال الحرب على اليمن وَأَيْـضاً قبل الحرب.
وأشار اتحاد الفروسية في بيان له إلى أن غارات العدوان الامريكي السعودي الاماراتي الجمعة الفائتة أدت إلى تدمير كامل لجميع مرافق جناح الفروسية بالكلية الحربية والذي شمل جميع اسطبلات الخيول والإدارة وعنابر سكن الفرسان ومخازن أعلاف الخيول والمطبخ، معتبرا استهداف طيران العدوان لإسطبلات الخيول ومرافق جناح الفروسية، انتهاكاً سافراً للمواثيق والأعراف والقانون الدولي الإنساني.
وحمًل البيان الأمم المتحدة كامل المسؤولية إزاء صمتها عن الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بحق الشعب اليمني واستهدافه للبنية التحتية والأعيان المدنية والمنشآت الرياضية.
وأكد رئيس اللجنة المؤقتة للاتحاد صدام ناصر آل راشد أن ذلك استهداف متعمد لأصالة الشعب اليمني الأصيل ممن لا يملكون اصلا ولا تاريخ .
وأوضح آل راشد أن العدوان سبق له قتل واستهداف الخيول في محافظة الحديدة.
والاعتداء على الحيوانات يؤكّـد أن بنكَ أهداف العدوان قد استنفد كُـلّ شيء في اليمن، البشر والحجر وأخيراً الحيوان!! كما أن هذا الاستهدافَ يثبت عدم تورع آل سعود عن أية حرمات أَو تقيده بأية مواثيق.
هذه المأساةُ المؤلمة لن تكون سبباً في إخضاعِ الشعب اليمني بل العكس كما هو الحال في مواجهته جميع جرائم العدوان الوحشية, كذلك من تغنون بالإنسانية وحقوق الإنسان خرست السنتهم كالعادة، فلا إنصاف للحيوانات سوى تلك التي في مأرب لا بغيرها!! لكن ليس هذا بجديد، لكن الجديد سيكون رداً قاسياً تتألمُ منه دول تحالف العدوان “والأمم المتحدة” في آن واحد, ولن تكن دمعة الخيل وأنين صهيلها إلّا لعنة تجرف بسلطان الظالمين, وإن غداً لناظرة قريب.