أبو عليا .. نال الشهادة في عيد ميلاده

موقع أنصار الله – فلسطين – 22 ربيع الآخر 1442 هجرية

 

قبيل مقتله يوم الجمعة برصاص العدو الصهيوني والذي صادف يوم عيد ميلاده، تمنى الفتى الفلسطيني علي أبو عليا ان يحصل على مفاجأة في هذه المناسبة وفق ما روت والدته.

أعدت الأم الطبق الفلسطيني الشهير “المقلوبة”، ووضعت الهدايا جانبا، لكن علي لن يعود إليها أبدا، فقد قتل برصاص العدو الإسرائيلي خلال مواجهات وقعت على أطراف قريته.

وتعيش قرية المغيّر منذ الجمعة حالة حداد على الفتى الذي علقت صوره على الجدران والمركبات وعلى أسلاك الكهرباء، وأصبح “الشهيد البطل” رغم صغر سنه.

ويقول والده أيمن أبو عليا وهو يقلب المسبحة في يده في بيت العزاء، “عند سماعي صوت الطلقات النارية على أطراف القرية، التفت حولي لكني لم أجد علي”.

بدأ ذلك اليوم بشكل هادىء على ما تقول عائلة وأصدقاء علي المعروف عنه التدين وحب المساعدة، وخصوصا مساعدة والده وجده في رعي الأغنام، بالإضافة إلى موهبته في لعبة كرة القدم، التي كان يشجع فيها فريق ريال مدريد واللاعب البرتغالي رونالدو.

صباح الجمعة، الرابع من ديسمبر استيقظ علي عند الساعة الخامسة صباحا، طلب منه جده ناصر الذي اعتمر الكوفية وعقالا أسود، إرسال الطعام لعمه الذي كان يرعى الأغنام بعيدا.

وعلى ظهر حماره، مشى علي عبر السهول المتقاطعة مع انعكاسات أشجار الزيتون واللوز، وعبر الحقول التي اكتست بلون التراب الخصب، قبل أن يعود إلى القرية بعد خمس ساعات.

بدأت والدته نِهاد بطهو طبق المقلوبة التقليدي-عبارة عن أرز وخضراوات ولحم ضأن- الذي كان علي يحبه.

وحضرت الأم الهدايا لعلي وجهزت البيت الخرساني للاحتفال العائلي بعيد ميلاده.

وتشهد مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة أيام الجمعة مواجهات متفرقة بين جيش العدو الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين، وعادة ما لا تجتذب التظاهرات أعدادا كبيرة من المشاركين ولكنها يمكن أن تتحول مواجهات احيانا.

وتعيش قرية المغيّر وهي قرية صغيرة يعيش فيها نحو 4500 نسمة، نزاعا مستمرا مع مستوطنة “عادي عاد”، بسبب محاولة مستوطنين الاستيلاء على أجزاء من أراضي القرية.

ويتمركز عناصر من جيش العدو الإسرائيلي كل جمعة عند مخارج القرية لمنع المواجهات بين الطرفين.

وبحسب شهود عيان، كان هناك 11 جنديا صهيونيا، يقابلهم ثلاثون متظاهرا كانوا يلقون الحجارة.

وقال زميل علي على مقاعد الدراسة نائل أحمد (14 عاما) إنه كان على بعد أمتار قليلة من علي في ذلك اليوم.

وتابع “فجأة صرخ علي وقال بطني، ثم أغمي عليه”.

وتُظهر لقطات عبر الموبايل، صورها أحد الشهود ، علي مستلقيا على مقعد بعد إصابته محاطا بعدد من الرجال الذين حثوه على الإفاقة.

ويمكن ملاحظة اثر الرصاصة على ارتفاع 2 إلى 3 بوصات فوق السُرة.

واشار نائل إلى صخرة تبعد أمتارا عدة عن مكان سقوط علي، واضاف “كان هناك جندي متكئ على هذه الصخرة عندما أطلق النار على علي”.

بعد إصابته، نقل الفتى على الفور بسيارة خاصة إلى قرية ترمسعيا المجاورة.

وقال والده أيمن، وهو يأخذ نفسا عميقا “عندما رأيت السيارة تمر مسرعة وسمعت بأن أحد الأولاد أصيب، قلت لنفسي هذا أحد أبنائي”.

لاحقا، تم نقل علي إلى مدينة رام الله على بعد 20 كيلومترا من القرية.

واضاف والده “لحقت به على المستشفى وكنت معه هناك، تمنيت أن ينجو، لكنه فارق الحياة”.

توفي علي الذي ورث رعي الغنم أبا عن جد، “متأثرا بجروح حرجة برصاص العدو في بطنه” على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية التي أعلنت وفاته.

قد يعجبك ايضا