سياسي روسي يؤكد أن لسان حال السعودية اليوم في اليمن ” لا يمكننا المغادرة، ويستحيل البقاء”
كتب الكاتب والمحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف، عن توقعاته بخروج السعودية من حرب اليمن عام 2021 والصعوبات التي تعترض طريقها في هذا الاتجاه.
وقال في مقالة له نشرتها وسائل اعلام عربية ودولية اليوم الثلاثاء، أن النظام العالمي يتفكك، ويحدث هذا على شكل سلسلة من الأزمات، لكل منها طبيعته الخاصة. ومن بين الأزمات التي تدخل فيها أكبر دول العالم، أزمة الحلفاء والتحالفات.
ومع أن المحلل الروسي أكد انه من المفترض أن تكون الرياض لديها الرغبة القوية في إنهاء الحرب على اليمن، خاصة بعد أن اثبت اليمنيون أن التحالف الذي تقوده السعودية ليس لديه أي أمل في النصر، على الرغم من الإنفاق الهائل الذي أصبحت السعودية أقل قدرة على تحمّله، حيث قدّر مركز “ويلسون” الأمريكي، في عام 2015، إنفاق “التحالف “على الحرب في اليمن بمبلغ 200 مليون دولار يوميا، مع تغطية السعودية لمعظم هذه التكاليف.. الا أنه أكد أن السعودية تواجه صعوبات في الخروج من حرب اليمن، لغياب صيغة واضحة للخروج من اليمن بشروط مقبولة إلى حد ما بالنسبة للرياض. بالإضافة إلى ذلك، تزداد التناقضات، ويتعقد التنافس مع الإمارات في حال خروج السعودية من اليمن، وستفقد السعودية قيادتها في شبه الجزيرة.
وقال بانه مهما كان الأمر، فقد أصبح وضع اليمن بالنسبة للسعودية بنفس كارثية الوضع الذي أصبحت به أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة، حيث لا يمكن المغادرة، ويستحيل البقاء.
وأضاف أن إضعاف موقف الرياض في اليمن يقوّض مكانة السعودية في مجلس التعاون الخليجي، وآفاق هذه المنظمة برمتها، حيث من المحتمل أن تنهي الحرب اليمنية ما بدأته قطر بتدمير المجلس، وإن لم يكن رسميا، فعلى مستوى جوهر التنظيم.. مؤكداً أن الأمور تسير في هذا الاتجاه.
وأشار الى أن المشاكل الاقتصادية المتزايدة اجبرت الدول الكبرى على إعادة توجيه بوصلتها نحو حل المشكلات الداخلية، وإعادة النظر في العلاقات مع الحلفاء، والمبادئ التي كانت تستند إليها التحالفات في السابق، معلناً إنتهاء كرم الزعماء والقادة، وبدأت الاحتكاكات والصراعات مع المرؤوسين.
ولفت الى أن أمريكا تواصل امتصاص آخر قطرة من رحيق الحلفاء، عبر عقود الأسلحة مع السعودية، كما تطرق الى الخلاف في حلف الناتو وانفراط عقد الاتحاد الأوروبي، وخفض روسيا دعمها لحلفائها.
وبشأن مجلس التعاون الخليجي أكد أن السعودية تواجه تحديا بسبب تمرد قطر عليها وظهور الإمارات كلاعب رئيسي في المنطقة بما في ذلك اليمن، في اشارة الى أن السعودية فقدت مكانتها السابقة.
واكد نازاروف أن تدهور الوضع المالي في الخليج ما زال مستمراً، سواء بسبب انخفاض أسعار النفط، أو بسبب الجائحة المستمرة، مبيناً أن المتلقون الرئيسيون للمساعدات المالية السعودية، بما في ذلك البحرين ومصر والأردن، باتوا يعانون من عجز كبير في الحساب الجاري أو الموازنات أو كليهما. وللسبب نفسه، قد تواجه عمان أيضا مشكلات، وقد تحتاج إلى المساعدة.
وقال: المملكة السعودية نفسها، تعاني من عجز كبير في الموازنة، وتحتاج إلى المال، لهذا كان على الكويت والإمارات تقديم المساعدة للرياض من خلال شراء جزء من أسهم أرامكو السعودية كجزء من الاكتتاب العام للشركة.
مضيفا: الشكوك تحوم حول آفاق نمو الإيرادات في الرياض..
ونتيجة للأزمات في السعودية فقد توقع انخفاضا كبيرا في الإنفاق السعودي على المشروعات الخارجية، بالتوازي مع تراجع نفوذ السعودية على حلفائها وفي الخارج بشكل عام.