نهاية البلطجة الأمريكية

تقرير | 

 

الأحداث التي تشهدها أمريكا هذه الأيام هي ترجمة حقيقية لواقعية السياسة الأمريكية ومآلاتها فمنذ أن أصبحت أمريكا الدولة العظمى في العالم اتخذت من نهج البلطجة والغرور والاستعلاء منهجاً ثابتاً وخاصاً بها لدرجة أن أعطت لنفسها الحق للقفز على كل القوانين الدولية والمواثيق الأممية وظلت الرغبة الأمريكية الجامحة بدون أي قيود أو خطوط حمراء لا يوقفها أو يعترضها أي شيء فما تقرره واشنطن أصبح قانون دولي الجميع ملزم بتنفيذه فشهد العالم منذ ما بعد الحرب العالمية  الثانية وحشية أمريكية مفرطة بداية من قصف المدن اليابانية بالقنابل النووية ومروراً بحرق الشعب الفيتنامي وصولاً لما رأيناه وشهدناه في السنوات الأخيرة من إجرام أمريكيا في افغانستان والعراق وسوريا واليمن كما ملأت البحار بمدمراتها الحربية وكان لمنطقتنا العربية الحظ الأوفر من الهيمنة والبلطجة الأمريكية فحولتها إلى قاعدة عسكرية خاصة بها تنهب ثرواتها النفطية الهائلة وتهيمن على قرارها السياسي والاقتصادي ودمرت مقدراتها وما تزال المنطقة تحت وطأة الهيمنة العسكرية الأمريكية بل وصلت البلطجة الأمريكية لمستويات خطيرة فأصبحت تفرض العقوبات الاقتصادية على كل الدول التي لا تنطوي تحت هيمنتها أو ترفض سياساتها الاستعمارية وأصبحت قائمة الإرهاب الأمريكية جاهزة لتصنيف من تراهم خطراً على وجودها الاستعماري ولها وحدها الحق في التدخل في أي دولة واغتيال أي شخص في أي مكان في العالم أما بالنسبة لمظلومية الشعب الفلسطيني فأمريكا أصبحت ترى الكيان الصهيوني جزء من وجودها وتعتبر العلاقة معها علاقة وجودية واستراتيجية ويجب على الشعب الفلسطيني أن يترك أرضه لصالح حلفاء واشنطن القادمين من عصور التيه..

 

هل بدأ زمن الهيمنة الأمريكية في الأفول

 

 الحديث عن أفول الهيمنة الأمريكية لم يعد مجرد تحليلات لعلماء الاجتماع أو أقوال سياسيين أو تنبؤات اقتصاديين بل ما ترسمه الأحداث الحاصلة في أمريكا اليوم إلى مجمل الأحداث السابقة يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن عصر الهيمنة الأمريكية يتضعضع وأن غروب نهاية البلطجة الأمريكية باتت قريبة .. فعلى المستوى الاقتصادية مثلاً أصبحت الصين اليوم أكبر قوة اقتصادية منافسة لأمريكيا وأصبح الكثير حتى داخل أمريكا نفسها يدركون أن الصين باتت تضع أول خطواتها لتتربع على عرش الاقتصاد العالمي ، أما في الجانب السياسي فأصبح التقارب الصيني الروسي الإيراني إضافة الى دول قوية أخرى يضع أمريكا رهن التقاعد، أما من وجهة نظر دينية واستناداً إلى سنن الله سبحانه وفي هذا الكون فقد سبق أن تحدث الشهيد القائد عن أن أفول الحضارة الأمريكية بات حتمياً استناداً إلى حقيقتين جوهريتين الأولى هي الاعراض عن هدى الله سبحانه وتعالى والحقيقة الثانية هي هيمنة اليهود على أمريكا نفسها ومن المعروف أن طبيعة اليهود طبيعة فساد وإفساد ونشر للرذائل وتدمير للأخلاق وقد رأينا ذلك في طبيعة الاحداث التي شهدتها أمريكا خلال ولاية ترمب من تفشي للعنصرية المقيته وانتشار للعصابات الإجرامية وتفشي كبير للفساد الأخلاقي والاجتماعي (كثير من المحللين يذكرون بأنه الآن أمريكا هي معرضة للإنهيار هي، بخبراتها العالية، بعلومها، بكل ما عندها معرضة للإنهيار على يد من؟ على يد اليهود فضلاً عن باقي الأمم ؛ ولهذا ترى كيف أصبح الكثير يضجون منهم الآن، العالم الآن يضج من اليهود، في مؤتمر القمة الإسلامية سمعنا الوزير الماليزي عندما تحدث عن اليهود، وحصل تأييد له من أطراف كثيرة ؛ضجة من المناطق التي لليهود نفوذ فيها وهيمنة مباشرة عليها كثير من الكتابات حتى كتابات هنا في اليمن أذكر في بحث جميل في مجلة من مجلات الجيش يذكر خطورة السياسة الإسرائيلية وخطط اليهود على أمريكا نفسها، تؤدي إلى تحطيم أمريكا نفسها .)) [الدرس السادس]

 

 

الإمبريالية الغربية بقاؤها مرهون ببقاء أمريكا نفسها

 

كان عالم الاجتماع الأشهر فرانسيس فوكوياما قد أطلق نظريته “نهاية التاريخ” في العام 1998م مؤكدا أن الديمقراطيَّة الليبراليَّة بقِيَمها عن الحرية، الفردية، المساواة، السيادة الشعبية، ومبادئ الليبرالية الاقتصادية، تُشَكِّلُ مرحلة نهاية التطور الأيديولوجي للإنسان وبالتالي عولمة الديمقراطية الليبرالية كصيغةٍ نهائيةٍ للحكومة البشرية.

ولكنه تناسى أن الليبرالية نفسها أوجدها الغرب وهو في حالة عداء مع الشيوعية لتكون بديلاً عنها فماذا كانت النتيجة:

تقوم الليبرالية على تركيز رأس المال وإحياء الجشع والاستهلاك البشري معتبرة أن ذلك جشع حميد ولكنه لم يكن كذلك فثروات العالم تركزت في يد مجموعة محدودة من الأشخاص وهيمنت القوى الغربية على الأسواق العالمية دون أي اعتبار لكرامة الإنسان ومكانته فكل ما تريده هذه الدول هو الحصول على المال بغض النظر عما ينتج سياستها الجشعة من مآسي ومظالم فرأينا دول تدمر وشعوب تذبح وثروات تنهب ومسخ للعقول وتجريف للثقافات وتغيير للهويات واستعمار جديد بشعارات زائفة ومسميات متنوعة كحقوق الإنسان ونشر الديمقراطية.. كما أعلت الليبرالية من الحرية المنفلتة ففتحت المجال لإشباع الغرائز الفردية فتفككت الأسر في الغرب وانتشرت المفاسد والانحلال الأخلاقي وهكذا أصبحت الليبرالية واحدة من أسوأ نظم الحكم في العالم واكتوى العالم كله بنارها.

 

ولأن الليبرالية الديمقراطية تُعدُّ الركن الأساسي للحضارة الغربية وأمريكا هي رأس الهرم فسقوط أمريكا يعني أن الحضارة الغربية بنظمها تسير نحو الأفول إن لم يكن قد بدأ فعلاً وأصبحت البدائل تتبلور والعالم بدأ يتغير وسيأتي زمن بلا أمريكا وسيكون بإذن الله للمستضعفين الواعين دورهم في حكم هذا العالم إلى أن يأذن الله بنهايته..

قد يعجبك ايضا