القرار الأمريكي.. والخيارات اليمنية
موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم
بعد تصنيف الخارجية الأمريكية حركة أنصارالله ضمن قائمة الإرهاب ثمة أسئلة تبحث عن إجابات:
كيف سيواجه الشعب اليمني هذا القرار؟
وما هو دور القيادة السياسية إزاء هذا القرار وإبطال مفعوله؟
وما هي الخيارات التي تمتلكها اليمن ضد القرار الأمريكي؟
ست سنوات والشعب اليمني يتعرض للإرهاب الأمريكي، قتل ودمار، جوع وأمراض، ولم تتوان الإدارة الأمريكية في استخدام شتى أنواع الأسلحة بهدف إخضاع واستسلام الشعب اليمني، ولكن أمام كل هذا فقد واجه الشعب اليمني الإرهاب الأمريكي بكل شجاعة وصمود وثبات، لم يخف من طائراتهم ولم يستسلم لقصف صواريخهم، ولم يركع لحصارهم ولم يرتجف أمام حربهم النفسية، وعليه مواصلة مسيرة الصمود والثبات والاستبسال والالتحام مع القيادة الثورية والسياسية ومواصلة تماسك الجبهة الداخلية لإفشال القرار الأمريكي الأخير ضد حركة انصارالله..
وعلى اليمنيين أن لا ينشغلوا بهذا القرار وأن لا يرهبهم القرار الأمريكي، كما أن عليهم مواصلة دعم الجبهات بالمال والرجال والسلاح، وعلى القيادة السياسية والحكومة أن تعملا على إبطال مفعول هذا القرار من خلال كشف وجه أمريكا للشعب اليمني وللعالم.. وأهم ما يتطلب منها هو العمل على ثتبيت الجبهة الداخلية من خلال إرساء مداميك الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون، دولة إنصاف المظلوم ومحاكمة الظالم، والعمل على كسب ولاء الشعب اليمني من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، وأن تعمل على محاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين، وبناء اقتصاد وطني قوي، وأن يكون قوت الشعب وتوفير الخدمات العامة له هو البرنامج الأول للحكومة بعد الجبهة العسكرية، فتثبيت الجبهة الداخلية هو ما سيفشل القرار الأمريكي، لا يهمنا الإدانات واستنكار الدول والمنظمات العالمية، بل يجب التركيز على الشعب والتفافه حول القيادة وتلاحمه مع الجيش واللجان الشعبية، وخلق وعي مجتمعي مبني على مصادقيه القيادة مع الشعب..
إن القرار الأمريكي بتصنيف أنصارالله ضمن قائمة الإرهاب هو دليل إفلاس الإدارة الأمريكية ووصولها إلى حالة الانهيار، وإعلان فشلها في حربها وعدوانها على اليمن، وأمام الشعب اليمني والقيادة اليمنية عدة خيارات يمكن استخدامها لمواجهة هذا القرار أو أي حماقة يمكن أن تقوم بها القيادة الأمريكية، فالشعب اليمني لم يعد لديه ما يخسره ،فقد تعرض للقتل والدمار والجوع والحصار البري والبحري والجوي، والخاسر الأكبر هي أمريكا وأدواتها، فالشعب اليمني لن يستسلم بعد صمود ست سنوات، ولن يموت جوعا ولن يقف موقف المتفرج وثرواته تنهب ومقدراته تدمر وأراضيه تحتل وجزره تقام عليها قواعد عسكرية أمريكية صهيونية، فعلى الجيش اليمني ولجانه الشعبية مواصلة تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية، في مأرب وتعز والحديدة والمحافظات الجنوبية والشرقية، وأن يعتبر القواعد والمعسكرات في هذه المحافظات أهدافاً مشروعة للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر، فيجب قصف مواقع قوات الاحتلال ومرتزقته في المخا والساحل الغربي وعدن وغيرها، كما يجب أن لا يأمنوا بعد اليوم، فباب المندب لن يظل مفتوحا ً أمام البوارج والسفن الأمريكية والصهيونية العسكرية ولن تظل تسرح وتمرح كيفما تشاء، والبواخر والسفن التجارية المحملة بالنفط اليمني والخليجي لن تمر من المياه الإقليمية اليمنية والشعب اليمني يموت جوعا ً، ولن تظل موانئ ومطارات اليمن مغلقة وموانئ ومطارات دول العدوان مفتوحه، فكل الخيارات أمام القيادة الثورية والسياسية اليمنية مفتوحة وعليها استخدامها في الوقت الذي تراه مناسبا ً..
أما أمريكا ودول تحالف العدوان فعليها أن تتحمل عواقب ونتائج هذا القرار الأحمق.