سياسيون وإعلاميون وناشطون: تصريحات الرئيس الأمريكي المتناقضة.. تبادل أدوار وحلبٌ جديدٌ على طريقة بايدن

|| صحافة ||

لاقت تصريحاتُ الرئيس الأمريكي “بايدن” التي وردت في خطابه، يوم أمس الأول، حولَ وقف الولايات المتحدة الأمريكية لكافة الدعم لدول العدوان على اليمن، العديدَ من الردود الساخرة على المستوى السياسي والشعبي.

حيث رد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، في تغريدة له على تويتر: لسنا ممن تخدعهم التصريحات كيفما كانت.

وأكّـد عضو المجلس السياسي، أن ‌‌‌‌‌‌‌‏أي تحَرّك لا يحقّق نتائج على الأرض بإنهاء الحصار وإيقاف العدوان على شعبنا اليمني نعتبره شكلياً ولا يستحقُّ الالتفاتُ إليه.

بدوره، قال مستشار المجلس السياسي الأعلى أمين عام حزب الأُمَّــة، العلامة محمد أحمد مفتاح: “الجانب الأول من تصريحات الرئيس الأمريكي إقرار أمريكي صريح وواضح بقيادة العدوان على شعبنا اليمني وارتكاب المجازر والجرائم بحق النساء والأطفال، والتسبب بأكبر أزمة إنسانية بإجماع المجتمع الدولي، والجانب الثاني يتمثل في تحول السياسة الأمريكية بعد دراسة معمقة من قبل فريق الحزب الديمقراطي أفضت إلى فشل العمل العسكري في اليمن، والعدوان، ولا بد من التحول إلى المسار السياسي، ومحاولة فرض الرغبات الأمريكية عبر المسار السياسي والضغوط والابتزاز.

وحذر مفتاح في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” من التعاطي بجدية من السياسة الأمريكية وتصريحاتها، مُشيراً إلى أن التجربة التاريخية مع الغطرسة الأمريكية تؤكّـد أن مثل هذه التحولات مُجَـرّد تبادل أدوار وتنويع أساليب للاستمرار في هيمنتها واستكبارها بطريقة أَو بأُخرى.

من جانبه، قال أمين عام حزب العدالة والتنمية، بكيل الحميني: “هذه التصريحات تأتي في إطار تبادل الأدوار الأمريكية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويؤكّـد ذلك بما لا يضع مجالاً للشك العدوان الأمريكي على اليمن بصورة مباشرة وغير مباشرة، واتضح ذلك على لسان مستشار الرئيس الأمريكي “بايدن” عندما صرح مؤخّراً أنهم قاموا بالتواصل مع مسئولين سعوديين وإماراتيين وأبلغوهم بأن الإدارة الجديدة تعتزم إيقاف الدعم، معتبرًا تلك التصريحات صورةً محسَّنةً من صور الابتزاز والحلب الأمريكي لدول الخليج ونهب أموالهم، وإن لم يثبت ذلك بخطوات فعلية على الميدان.

وَأَضَـافَ الحميني في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: أمريكا من تقود الحرب على اليمن وهي اليوم تحاول التنصل عن المحاسبة على جرائم الحرب المرتكبة بحق شعبنا اليمني خلال 6 أعوام من العدوان والحصار، مُشيراً إلى أن الحزب الديمقراطي يحاول خلال هذه الفترة معاودة ارتداء قناع زائف يخالف به الوجه البشع والإرهابي لجوهر السياسَة الأمريكية في المنطقة والعالم التي صَدَقَ الرئيسُ الجمهوري ترامب في التعبير عنها بوضوح، وأن ذلك مُجَـرّد تبادل أدوار لتنفيذ الأجندة الأمريكية التي تقاد من داخل مطبخ واحد.

وأشَارَ الحميني إلى أن الخطاب الناعم للإدارة الأمريكية الجديدة محاولة لتزييف الوعي والرأي العام العالمي المتعاطف مع الشعب اليمني، قائلاً: “العدوان على شعبنا اليمني بدأ ديمقراطياً واستمر جمهورياً، ونعتقد أنه سينتهي مع الديمقراطيين أنفسهم، لافتاً إلى أن الكثيرَ من الحروب التي تصدت لها دول المنطقة كانت في زمن الديمقراطيين بشكل عام وبأكثر مما هي في زمن الجمهوريين”.

وأردف الحميني “تصريحات بايدن فيها من التناقض ما يكفي لفضحها فحين يعلن عن وقف الدعم ويقول في ذات الوقت نحن مستمرون في الدفاع عن حلفائنا، فهذا انفصام في الخطاب ذاته، ولكن نأمل أن تكون هناك خطوات فعلية على أرض الواقع تبدأ برفع الحصار وعودة البنك المركزي إلى صنعاء وإيقاف إطلاق النار وكافة الخطوات المطلوبة لوقف العدوان على شعبنا اليمني، والمعروفة في كافة إجراءات وقف الحروب والصراعات على مستوى العالم.

وتابع أمين عام حزب العدالة والبناء بقولة “نحن منخرطون في مواجهة العدوان منذ 26 مارس 2015م، ونجدد دعوتنا لقواعدنا وأعضائنا وكل أبناء شعبنا اليمني بأن يضاعفوا الجهود في رفد الجبهات بقوافل المال والرجال، وأن يكونوا متيقظين وحذرين في التعامل مع التصريحات والخطابات الإعلامية الزائفة التي تصدُرُ عن أمريكا وأدواتها.

كمال قال: “يجب أن نتعاطى مع تصريحات الأعداء من منطلق الممكن والمتاح والخِبرة الطويلة بسياستهم، فالعدوان والحصار قائم والاحتلال للجزر والموانئ وبعض المحافظات قائم، وشعبنا يعي ما يصنع، ولن ينهكَه طولُ زمن الحرب والمجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة، فكرامته وحريته ثمنها غالٍ ولا يمكنه التفريط بها أَو التخلي عنها أمام أية تحديات تواجهه في ميدان الصمود والاستبسال”.

ولفت الحميني إلى أن اللحظات الأخيرة والأيّام الأخيرة من الحروب هي الأشد ضراوةً وفتكاً، وشعبنا اليمني يجب أن يكون في كامل الجهوزية والاستعداد لخوض معركة الدفاع والتحرّر، مُضيفاً “يقول المثل الشعبي علينا أن لا نسكر بزبيبة”، وهذا ما ينطبق مع التصريحات الأمريكية ما لم يوقف العدوان ويرفع الحصار فعلياً.

 

مثل عاصفة الحزم وإعادة الأمل

ومن ناحية أُخرى، استهجن ناشطون وإعلاميون يمنيون تصريحات الرئيس الأمريكي من خلال صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، حَيثُ قال الإعلامي والناشط السياسي أحمد المؤيد “مختصر كلام بايدن بأنه سيوقف دعمه لحرب السعودية في اليمن، ولكنه سيدافعُ عن السعودية ممن أسماهم عملاء إيران في اليمن، يعني مثلَ عاصفة الحزم وإعادة الأمل”.

إعلان بايدن تضمن كثيراً من المغالطات بهذه الجملة المختصرة عنون رئيس تحرير صحيفة المراسل، إبراهيم السراجي، منشورًه على منصة الفيس بوك، قائلاً: قال سيوقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية وسيساعد السعودية في العمليات الدفاعية، مُضيفاً: حسناً حين تأتي السعودية لقصف اليمن ويرد اليمن سيكون الرد اليمني بالنسبة لأمريكا عملاً هجومياً ضد السعودية يستدعي مساعدتها!

واختتم السراجي منشورة بالقول: “في كُـلّ الأحوال الإعلان تأكيدٌ للدور الأمريكي في العدوان على اليمن”.

 

الإنسانية تقتضي قراراً بوقف العدوان والحصار دون شرط

بدوره، كتب الإعلامي، علي ظافر “لا قيمة لتوجيه الرئيس بادين بوقف الدعم للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، ما دام العدوان والحصار مستمرَّين ومخازن الأسلحة السعودية الإماراتية مكدسة بالسلاح الأمريكي واليمنيون يقتلون يوميًّا بالنار والحصار، إن كانت إدارة بايدن تدّعي الإنسانية فالإنسانية تقتضي استصدارَ قرار عاجل من مجلس الأمن بوقف الحرب ورفع الحصار فورًا ومن دون قيود أَو شروط وتهيئة المناخ السياسي، وتوفير المنح المالية اللازمة لإعمار ما دمّـرته الحرب، ما لم فَـإنَّ هذا التوجيه ليس سوى وسيلة لتحسين صورة أمريكا ومحاولة فاشلة لتبرئة ساحتها، والتهرب من الاستحقاقات القانونية؛ باعتبَار واشنطن شريكةً وراعيةً للحرب والحصار بالقرار والدعم السياسي والعسكري واللوجستي والاستخباراتي وباعترافهم هم.

 

إني بريءٌ منكم..!!

بهذه الجملة، عنونت الناشطة هبة عبدالملك منشورها “إني بريء منكم”، وتابعت لستُ محاضرةً إسلاميةً لأشرح لكم قصة الشيطان والإنسان، لكن في الحقيقة هذا ما تنوي فعلَه واشنطن للرياض وأبو ظبي وإن بعدَ حين.

وقالت هبة: “اليوم بايدن من البيت الأبيض يعلن أنه سيوقف دعم الولايات المتحدة للعمليات الهجومية في اليمن وتعيين نائب وزير الخارجية السابق “تيموثي ليندركينج” مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، وهذا معناه أن الولايات المتحدة تضعُ اليمنَ نُصبَ عينيها، وأنها أصبحت أكثرَ أهميّة من ذي قبل ولا يعني أن الحرب لن تنتهيَ في اليمن وأن الدعم سيتوقفُ على النظام السعودي والإماراتي فليس بالضرورة أن تباعَ الأسلحة علانية، وهو ما يعني أن المِلف اليمني صار مطمعاً للبيت الأبيض لتنافس بريطانيا التي تعتقد بأن مِلف اليمن خاصٌّ بها وملكها.

وأضافت “بالطبع هذه السياسة ستلقي بالنظامِ السعودي في الواجهة وكأنه هو من قام بشن الحرب على اليمن بإرادته، وهو بهذا ينوي ذَرَّ التراب على العيون، فكلنا يعلم بأن قرارَ الحرب أعلن من واشنطن”.

كما قالت: “على العموم الشعب اليمني لا يعنيه هذا القرار بقدر ما يعني النظامَ السعودي الذي يتوجب عليه فهمَ الدرس جيِّدًا بأن واشنطن قد تتخلى عنها في أي وقت فإذا كان هذا القرار قد تم بالتراضي معهم؛ كونهم لا يزالون يملكون المالَ فعليهم أن يضعوا في اعتبارهم كيف سيكون حالُهم في حال ضُربت منشآتهم الاستراتيجية وانهار اقتصادهم (بالتأكيد الذبح).

 

الدعم سيكون غيرَ معلَن

من ناحيته، كتب الناشط محمد القاضي “بايدن يريد أن يعلنَ وقفَ دعم أمريكا للعدوان على اليمن، لكن إذَا استمرت الغارات وَلم تدخل السفن النفطية وَيفتح مطار صنعاء بعد ما يعلن، فهذا يعني أن الدعم سيكون غيرَ معلَن وَإذَا فضحناه سيقول بأن الدعم مقتصرٌ على محاربة الإرهاب، مُضيفاً “لكن الأمريكي يريد أن يقول: السعودي وَالإماراتي يتحملون مسئولية العدوان والحصار والجرائم، أما أنا كأمريكي لم يعد لي أي دعم أَو تدخل”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا