معركتنا مع الغريب المحتلّ
موقع أنصار الله || مقالات ||منصور البكالي
معركتُنا ليست مع الإصلاحي ولا مع المؤتمري ولا مع الاشتراكي أَو الناصري والبعثي، في الشمال وفي الجنوب، فنحن أبناءُ شعب واحد، وكلنا إخوة، فهذا أخي وذاك ابن عمي وهذا بزيي، فلماذا الاستمرار في الدفاع عن الغزاة؟
وجميعُنا يعرفُ أن ابن محافظة صعدة يتمنى أن يعيشَ في محافظته وابن محافظة ريمة يتمنى أن يكون عملُه في محافظته وابن مأرب أَو عدن أَو تعز وكل أبناء المحافظات والمناطق اليمنية يتمنون الحصول على العيش الكريم، كُلٌّ في منطقته وبجوار أهله.
لكن العدوانَ على شعبنا ومحاولة احتلاله من قبل السعودي والإماراتي والأمريكي والصهيوني والبريطاني والفرنسي هو من سوّق الاختلافات بيننا وجنّد فئةً منا ضد فئة، وهذا يفرض علينا أن نوحدَ صفوفنا لطردهم وتحرير الوطن من دنسهم وجرائمهم، وأن تكون ثروات شعبنا لكل أبناء الوطن، لا للغازي والمحتلّ.
فالوطن لا يزال متسعاً للجميع وقيم العفو الصفح من أصل تأريخ شعبنا وثقافته، ومَن عاد إلى جادة الصواب فنحن عون وسند له، ولا داعي لأن يستمر المخدوعون من أبناء شعبنا في غيهم وضلالهم القديم، فدماؤهم غالية علينا ونأمل أن يسخروا حياتَهم لأهلهم وأبناء وطنهم لا لخدمة الغزاة والمحتلّين.
ولنا من بعض قبائل مأرب خيرُ مثال فهذه القبائل الحكيمة نأت بنفسها وأهلها ويلات الحرب والدمار وانحازت لصف الشعب وقدمت نموذجا فريدا يجب أن تستفيد منه بقية القبائل.
وهنا ننصحُ إخوتَنا في حزب الإصلاح بأن يراجعوا حساباتهم وأن يعقدوا جلسات مغلقة مع قياداتهم للتناصح وترك حِبال الغزاة والمحتلّين وننصح قواعدهم بأن يضعوا السلاح أَو يعودوا به، ويسلموا لإخوانهم في صفوف الجيش واللجان الشعبيّة، وأن يعود كُـلّ فردٍ منهم إلى منزله وبيته وبين أهله وله منا حُسن الاستقبال وتقديم المكافآت المالية وتوصيله إلى قبيلته وربعه.
في مثل هذه الحالة لن يستمرَّ التواجد الأمريكي ولا الصهيوني والإماراتي والسعودي في بلادنا وسوف تنتهي كُـلّ المشكلات ويحل في بلادنا الأمن والسلام.
وإن بقي بين السياسيين شيءٌ فهم اليوم أكثر وعياً وكلٌّ منهم أدرك ما يجب عليه نحو الآخر، وأن العملَ السياسي من اليوم وصاعداً يجبُ أن يكون مسخراً لخدمة المواطن وصون الوطن وحفظ مقدراته وثرواته.
فصنعاء اليوم تحتضنُ كُـلَّ الأطياف السياسية وتمنح الجميع الفرصة لإثبات حُسن النية وصدق الولاء لله والوطن، واستمرار باب العفو العام مفتوحاً أمام الجميع خير معبرٍ عن ذلك.