رسالةُ الشعب إلى رجال الله.. (3)
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالقوي السباعي
قال تعالى: (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) صدق الله العظيم.
إلى كُـلّ مجاهدٍ في سبيل الله انطلق ورابط، في كُـلّ جبهةٍ ومحور، في كُـلّ نقطةٍ وموقع، في كُـلّ خندقٍ ومترس.. في سهول اليمن وسواحلها، في هضابها وجبالها، في الصحاري والوديان.
أيها المجاهدون الأخيار.. وأنتم تقتحمون ساحاتِ الوغى، وتخترقون متارسَ الموت، بأجسادِكم التي أعرتموها لله، وأنفسِكم التي بعتموها من الله.. وبأرواحكم التي تسافرُ كُـلَّ يوم إلى السماء.. في زمنِ البرد والصقيع، في زمنِ الحَرِّ والقَر، في الضبابِ والمطر.. في المَكْرَهِ والمنشط، في الشدة والرخاء.. أعلم أن كُـلَّ هذه المفاهيم والمفردات لم ولن تكونَ يوماً في قاموس انطلاقاتكم أَو ضمن إحداثيات تموضع أقدامكم.
نعم.. أيها المجاهدون الأخيار.. إن قيادتَكم العسكرية والسياسية والثورية ومن ورائهم كُـلُّ أبناء شعبكم يحيّون فيكم روحَ الشجاعة والاستبسال، روحَ البذل والعطاء، روحَ التضحية والفداء.. ويشدون على أياديكم.. وأنتم تعيدون لليمن الاعتبارَ، بل وتصنعون تاريخاً يمانياً مشرقاً.. يحملُ بصماتِ إبداعاتكم التي أذهلت العالم.. بعد أن بددتم بهِ كُـلَّ أحلام الغزاة والمحتلّين، وتخرُّصات الخونة والعملاء من المرتزِقة الطامعين، وإرهاصات المرجفين وصمت المتذبذبين..
وكسرتم بعنفوانكم شوكةَ المعتدين وجبروتَ المستكبرين.. ونقولُ لكم: سلمت أياديكم التي أجادت صُنعَ التاريخ، في حين ما كان له أن يتغيرَ إلا بعد مئات السنين.. وأن تُعلِيَ شأنَ حضارة شعبٍ ضاربة جذورُها في اعماق التاريخ.. قبل أن يحاولَ البغاة المعتدون من الأعراب المتصهينين أعداء الحضارة اليمنية الخالدة، وأدَها وطمسَ آثارها ومسخَ هُــوِيَّتها.
نعم.. إن التاريخَ يعجزُ عن وصف مآثركم البطولية.. ومواقفكم المشرفة وتحَرّكاتكم الشجاعة في كافة الجبهات والمحاور ومختلفِ الثغور والمواقع.. فكنتم السدَّ المنيعَ والحصنَ الحصين والحارسَ الأمين لهذا الوطن.. سائرين على خُطَى الشهداء، متيقظين ومستشعرين معيةَ الله معكم.. فبإحسانكم ويقظتكم تغفو عيونُ ملايين من الأطفال والنساء والشيوخ، تداعبُها الأحلامُ، وتسبحُ في باطن أجفانها الرؤى في أمنٍ وأمان.
نعم.. يا رجالَ الله، يا مَن أنتم مصدرُ فخرنا ومنبعُ بأسنا وعنوانُ عزتنا وكرامتنا.. إن هديرَ مدافعِكم وأزيزَ رصاصاتكم، وصريرَ أسلحتِكم ووَقْعَ خطواتكم الزاحفة نحو العدوّ على أرض المعركة.. هي محطُّ متابعتنا ومبلغُ اهتماماتنا.. ولقد صارت كُـلُّ رصاصةٍ تستهدفون بها نحرَ العدوّ، وكل طلقةٍ توجّـهونها إلى قلبه، وكل قذيفةٍ تسحلونه بها.. هي أجمل لحظاتنا..
فما أروعَكم وأنتم تحوّلون الأرض من حولهم إلى جحيمٍ مُستعر، يتخطفهم الموتُ والعذابُ من كُـلّ اتّجاه، إذ لا عاصمَ اليوم لهم منّكم ولا مَناصَ.. فالله مولاكم ولا مولى لهم.. فلا تهنوا في ابتغاء القوم.. وقد أحاطت بهم المنايا، ونزلت فوقهم الردايا.. فاضربوا فوقَ الأعناق واضربوا منهم كُـلَّ بنان..
فإلى الأمام يا رجالَ الله وجنودَه.. إلى الأمام.. {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.