بأسٌ واستبسالٌ يماني في محرابِ الصمود
موقع أنصار الله || مقالات || مطهر يحيى شرف الدين
أَيَّـامٌ قلائلٌ تفصلنا عن بدء العام السابع من العدوان الأمريكي على اليمن والجيش واللجان الشعبيّة يخوضون معركةً هي الفريدة في تاريخ المواجهات بين المؤمنين المدافعين عن دين الله وجعل كلمة الله العليا وبين الظالمين الطغاة أنصار الطاغوت والتي يتبين فيها الحق من الباطل ويعرف من خلالها من هو محور الشر في هذا العالم الذي بغى وتكبر وأفسد وأعلن حربه العبثية اللئيمة الحاقدة ضد شعبٍ مسالم اختار أن يبني لأبنائه يمناً حراً أبياً لا ينشد إلا السلام والتسامح والتعايش والحرية والعيش بعزةٍ وكرامة.
كانت الحربُ على اليمن تحمل مبرّراتٍ ودوافعَ واهيةً وكاذبةً ومضللة انتهج فيها تحالف العدوان وأدواته الاعتماد على تشويش المشهد السياسي منذ ما قبل سنوات العدوان وكذلك اتِّخاذ الحيل وَالمراوغة المفضوحة.
فأحياناً يعلن التحالف أن عدوانه على اليمن هو مِن أجلِ الدفاع عن ما يسمى بالشرعية وأحياناً لدفع خطر اليمن الذي أصبحت زمام أموره بيد عملاء إيران حسب زعم التحالف وأدواته في المنطقة.
وأحياناً أُخرى بدوافع مواجهة المد الشيعي الذي أصبح شبحاً وَبُعبُعاً خلقته أمريكا، إذ نجحت وأخواتها من الدول الأُورُوبية أن تجعلَ تلك الأسباب والدوافع حاكمةً ومسيطرةً على مزاج الأنظمة الخليجية الساذجة والتي أصبحت في حقيقة الأمر عبارة عن أحذية للأنظمة الاستكبارية العالمية تمشي بها وتوجّـهها أين ما تشاء وكيفما تشاء وضد من تشاء.
ومنذ بداية العدوان الأمريكي الهمجي على اليمن وشعبه يخرُجُ الجيش واللجان الشعبيّة من أبناء اليمن وهم يحملون بنادقَهم البسيطة في مواجهة الغطرسة الأمريكية ليعلنوا للعالم أجمع مدى شجاعتهم وبأسهم واستبسالهم ودفاعهم عن الأرض والعرض والقضية العادلة، وقد أثبت الشعب اليمني بصموده وثباته لأكثر من ست سنوات من العدوان والحصار مدى حجم المؤامرات والمخطّطات التي يحيكها تحالف العدوان الكوني الطامع الذي أهلك الحرث والنسل مستخدماً ترسانته العسكرية المتنوعة الحديثة ضد مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء ومنتهجاً حصاره البحري والجوي لشعبٍ بأكمله.
اليوم وبعد ست سنوات من العدوان الجائر والحصار الخانق الذي أنتج حالةً إنسانيةً هي الأسوأ في العالم يخرج الجيش واللجان الشعبيّة والقوة الصاروخية بمفاجآتٍ أذهلت العالم الذي لم يكن متوقعاً صموده وثباته حتى لبضعة أَيَّـام، وَقد أصبح النظام السعودي والإماراتي يحسب ألف حساب لتوازنات الردع المتتابعة والتي تم من خلال آخرها تنفيذ العمليات الهجومية الأخيرة في العمق السعودي ضد مواقع اقتصادية وَعسكرية في أرامكو والدمام وعسير وجيزان وذلك بأربع عشرة طائرة مسيرة وثمانية صواريخ بالستية، محقّقةً إصابات دقيقة وموجعة.
ستجعل من أَيَّـام النظام السعودي حُبلى بالهزائم والانكسارات.
وبلا شك فَـإنَّ التحدياتِ والمخاطرَ العسكرية العدوانية التي تواجه اليمن ستتلاشى وتختفي نتيجةً لتعاظم القوة الصاروخية اليمنية وما فيها من بأسٍ شديد وإيلامٍ أشدَّ على أعداء الله، وكذلك لوهن وضعف تبريرات ودوافع العدوان المفضوحة وَأَيْـضاً نتيجةً للواقع السيء الذي تعيشه الشرعية المزعومة في المحافظات الجنوبية التي تعاني الانفلات الأمني والاقتصادي وتنوع واختلاف المكونات والفصائل العسكرية والتناقضات المجتمعية.
وبالتأكيد فَـإنَّ الدعمَ السعودي الإماراتي لتلك التوجّـهات والمكونات لن يدومَ طويلاً لانعدام ثقةِ المجتمع في المناطق الجنوبية بتلك الثُّلة من المرتزِقة والعملاء الذين لا هَمَّ لها إلا جمع الأموال لتحقيق مصالحها وأغراضها الشخصية والذاتية دون الاعتبار للوطن والأرض والشعب.