حصيلةُ تحرُّك الشهيد القائد.. مشروعٌ تنويري لإيقاظ الأُمَّــة من سُباتها

‏موقع أنصار الله || مقالات ||دينا الرميمة

تحمِلُ ذكرى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي الكثيرَ من الوجع، لا سيما عندَ ما نعرفُ أنه قُتل مظلوماً، وحورب تلبيةً لرغبة أعداء الله ورسوله؛ للقضاء على النور الذي سيعيد للأُمَّـة الإسلامية عزها بعد أن أصبحت رهينةَ الخوف من دائرة اليهود، وبقدر ما تعترينا مشاعر الحزن المتلاطمة الأمواج في خلجات صدورنا بقدر ما نشعر بالعزة والكرامة والنعمة التي من الله بها علينا أننا من أتباعه وأن مشروعَه نما وخرج للملأ بعد أن كان يرادُ وأدُه داخلَ جرف سلمان!!

ففي مرحلة خطيرة وحساسة ازدادت فيها مساعي اللوبي الصهيوني للسيطرة على العالم وتكثّـفت حيلهم للنيل من الإسلام وأهله والقضاء على الأخلاق المحمدية التي بعث النبي الكريم متمماً لها؛ لأَنَّهم يدركون أن الإسلامَ والنهج المحمدي الصحيح يشكلان سداً منيعاً لتنفيذ خططهم وأطماعهم!!

فجعلوا من أمريكا رأسَ حربة لتحقيق أطماعهم في الشرق الأوسط والمقدسات الإسلامية، خَاصَّة وأنها كانت قد أحاطت نفسها بهيلمان وعظمة تهابها فقط القلوب الضعيفة، تخوفاً من غضبها وطمعاً في الوصول إلى ما وصلت إليه من حضارة لا تسمن ولا تغني من جوع.

بعد أحداث ١١ من سبتمبر ٢٠٠١ المدبرة بتفجير برجي التجارة العالمي في نيويورك بالشراكة مع ابن لادن استطاعت أمريكا توظيف هذا الحدث لصالحها مطلقة عليه مسمى العمل الإرهابي وَنسبوه للإسلام للوصول إلى الدول العربية بذريعة محاربة الإرهاب والقاعدة وداعش والذي اتضح للجميع أنها صنيعتها.

في الوقت نفسه توجّـه الكثير من الزعماء العرب الخائفين على مناصبهم لتلبية رغبة أمريكا في السيطرة على الشرق الأوسط وفتحوا أبواب دولهم للجيوش والقواعد الأمريكية وأصبحت القنصليات الأمريكية هي المتحكمة بمصير الدول العربية.

في هذه الفترة، ظهر السيد “حسين بدر الدين الحوثي” وكان يقظاً وعلى بصيرة بما يحاكُ للأُمَّـة الإسلامية من مخطّطات تجعلها أسيرة بيد اللوبي الصهيوني وكان يرقب عن كثب ما يحدث وتحت قاعدة عين على الأحداث وعين على القرآن بدأ بالتوعية بخطر أمريكا واليهود وأطلق صرخة “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل” كشعار يردّده مع أتباعه كأقل ما يمكنه فعله لفضح ما تدّعيه أمريكا من أنها راعية للسلام والحريات.

انطلق بمشروعه التنويري لإيقاظ الأُمَّــة من سُباتِها واستنهاضِها لاتِّخاذ موقف تجاه ما يحدث بحقها، كان أهم ما يميز مشروعه أنه مشروعٌ قيمي يهدف إلى إعادة بناء الأُمَّــة من منطلق (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ).

ويدعو للعودة إلى القرآن الكريم الذي أُهمل كَثيراً وأصبح ما يحكُمُ الأُمَّــة هو ثقافات وأحاديث مغلوطة وهَّـابية تخدم المشروع الصهيوني الذي كان يهدف إلى فصل الناس عن دينهم بما يسمى (العلمانية).

لم يأتِ السيدُ حسين بجديدٍ وإنما كان مشروعُه يستندُ على القرآن؛ لأَنَّه علم معنى (إِنّ هَذَا القرآن يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

فكان يواكب كُـلّ الأحداث والمتغيرات ويتناسب مع الجميع ولا يخص شعبا دون آخر، إنما كان مشروعاً جامعاً وموحداً للأُمَّـة يجعلها قوة في وجه اليهود ويقزم قوة أمريكا.

أدرك السفير الأمريكي في اليمن آنذاك عظمةَ هذا المشروع ومدى خطورته عليهم وعلى ما تصبو إليه حكومة بلده ليس في اليمن فقط إنما في كُـلّ المنطقة.

حينها أوعز للنظام بإسكات صوت السيد حسين وأتباعه فأرسل رسله تأمره بأن يتوقف عن صرخته؛ بسَببِ أن عليهم ضغوطات من أمريكا!!

وقتها السيد حسين رد عليه قائلاً: “إن كنتم عليكم ضغوطات من أمريكا فنحن علينا ضغوطات من الله سبحانه وتعالى”..

وقاموا بشن حمله إعلامية للتشويه بالمشروع القرآني مدعين أن السيد حسين يدعي النبوة.

بَيْدَ أن المشروع كان يزداد توسعاً ويكثُرُ متَّبعوه، الأمر الذي جعل النظامَ يعلنُ الحربَ العسكرية على السيد فجاءوا بمختلف الأسلحة الثقيلة إلى صعدة؛ ظناً أنه بالقضاء على السيد وأتباعه سينتهي كُـلّ شيء، لكنهم لم يستطيعوا هزيمتَهم رغم كثافة الضربات والحصار! وبخدعة الصلح والوساطة من زعماء القبائل الذين تعهدوا للسيد حسين أنه في وجوههم.

استجاب السيد حسين حقناً للدماء وإنقاذاً لبقية الجرحى الذين قاموا بإحراقهم داخل جرف سلمان.

لكن ما أن خرج السيد حسين حتى انهالت عليه رصاصتهم غدراً وظلماً في موقف كربلائي شبيه بما حصل في الطف وهكذا ذهب شهيدا مضحياً بنفسه وَبالكثير من إخوته وأبنائه لأجل دين الله وأمته واقتيد الكثير من أتباعه إلى السجون يتجرعون التعذيب.

ولعل طريقة قتلهم للسيد حسين الغادرة كانت سبباً في انتشار رقعة المشروع القرآني والتفاف المشايخ والقبائل مع السيد عبدالملك الذي تولى قيادة المسيرة من بعد الشهيد القائد فتزايد عددُ التابعين له حتى انتشرت المسيرة في كُـلّ اليمن الذي خرج منتفضاً ضد التواجد الأمريكي والتدخل بالشأن اليمني وأخرجوها من بلدهم حانقة غاضبة لتعود عليهم بحرب أعلنتها من واشنطن ونفذتها أيادٍ عربية، علهم يخضعون الشعب اليمني وتعود لسابق عهدها من الهيمنة على سياسة واقتصاد البلد، ولكن خابت رهاناتهم فالمشروع القرآني كان قد تغلغل في قلوب اليمنيين عزةً وكرامةً وصموداً وتحدياً جعلهم يجابهون العدوان وأصبحت صرختهم ومسيرتهم براكين ومسيرات تدك معاقل المعتدين وترسل الرسائل للعالم أن العزة لله ولرسوله ولعباده المؤمنين وأن الله متم نوره ولو كره الكافرون.

فالسلام على الشهيد القائد وعلى دمائه الطاهرة التي أحيت أُمَّـة وأطاحت بالطغاة والمستكبرين وستطهّر كُـلّ الأرض الإسلامية ومقدساتها من دنس اليهود الغاصبين.

قد يعجبك ايضا