وقفةُ تأمل مع خطاب السيد القائد
موقع أنصار الله || مقالات ||مصطفى العنسي
أطلَّ السيدُ القائدُ -يحفظه الله- ليطويَ لنا سِجِلَّ الصراع منذ انطلاق المسيرة القرآنية، مبينًا الدورَ العظيمَ لقائدها ومؤسّسِها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- وما واكبها من أحداث ومتغيرات وتحديات ما زالت قائمة حتى اليوم.
لقد قدم البيانَ والبرهانَ ببلاغة القرآن وفصاحته ليفهمَ كُـلُّ من لا زال يسمع ويبصر (إِنَّ فِي ذَلِك لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب أَو أَلْقَى السَّمْع وَهُوَ شَهِيدٌ) وبشكل يعجز عن الإتيان بمثله وبمثل كلمته وطرحه حتى لو اجتمع من في العالم..
إنه السيدُ القائدُ والقرآن الناطق والعلم القائم من اصطفاه الله واختاره لنا وللأُمَّـة ليكون خلفاً لأخيه الشهيد القائد، فلا غرابة أن نسمعَ منه ما يوحي لنا بعظمته وما يجعله معجزة العصر.. فاللهُ هو من صنعه وعلمه وفهمه وهو من يلهمه ويؤتيه الحكمة.. وهو جل شأنُه من وهبه مجمع الكلم وأعطاه فصل الخطاب وقذف في قلبه نورا وزاده بسطة في الجسم والعلم..
لو نتأمل ما قدّمه في كلمته من تناوله للماضي وربطه بالحاضر وتقديمه الحل لما هو حاصل ولما قد يحصل لفهمنا أنه إعجازٌ لفظي ووحي قرآني.. فكل كلمة من فمه لها دلالاتها ولها مضامينُها وكل حرف يحمل هدياً ونوراً وبصيرة..
تناول ما بدأ به المشروعُ كمنهج إيْمَـاني يتطابقُ مع الحال والواقع شاملاً لما تحتاجُه الأُمَّــة وجامعاً وموحداً لها بعيدًا عن التأطيرات المذهبية والمناطقية والحزبية..
كما تناول التحديات التي واجهت المشروع القرآني للشهيد القائد، حَيثُ لم يكن معتمداً على أية جهة خارجية حتى يبرّر لأعدائه مواجهته بتكالب واضح ودعم أمريكي وسعودي بارز، موضحًا كُـلّ أشكال المواجهة التي أعتمد عليها الأعداء لمواجهة المشروع القرآني في كُـلّ المجالات عسكريًّا وأمنيًّا وعلميا وإعلاميا وثقافيًّا وأخلاقيا وسياسيًّا ودينياً بتفاصيلها وجزئياتها ونطاق نشاط الأعداء فيها.. وبدقة وتسلسل نحتاجُ إلى أَيَّـام وشهور، بل لا أبالغ إن قلت أعواماً حتى نعطيَ كُـلّ جزئية من كلمة السيد القائد تفصيلاً كافياً وتغطية إعلامية شامله..
السيد القائد ولأول مرة يوكلُ المسؤوليةَ الكبيرةَ على الإعلاميين، مبينًا دورهم الكبير والعظيم في المواجهة.. هذا شرفٌ كبيرٌ لكل إعلامي في هذه المرحلة أن يكون مقدساً لما وجّه به السيد القائد وأن يتناولَ الإعلام تلك الفصول التي ذكرها وما يندرج تحت كُـلّ عنوان منها من تفاصيل وجزئيات.. ببرامج وأنشطة توعوية وبالاستفادة من الأرشيف كما نوّه السيد القائد بذلك..
قد وضع النقاط على الحروف ورسم خارطة المستقبل بما تتضمنه من حلول؛ لنفهمَ أننا لا زلنا نواجه نفس التحديات وَلزاماً علينا العودة إلى تلك الأحداث التي واجهت المشروع وربطها بحاضرنا حتى نستفيدَ، فالعدوّ الذي بذل كُـلّ أوراقه لوأد المشروع والقضاء عليه هو نفسُه العدوُّ الذي يواجهُنا اليوم بتحالفه الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني.