في الذكرى العاشرة لحرب تموز.. حرب لبنان.. نجاح أم فشل ؟..
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
كتب وزير حرب العدو الأسبق موشي أرنز مقالة بصحيفة “هآرتس” بمناسبة مرور عشر سنوات على الحرب العدوانية الصهيونية على لبنان، أو ما يسميها بالحرب الثانية، مشددا على اهمية “الإستعداد للمستقبل وتعلم الدروس من تلك الحرب”.
وتساءل أرنز، ما هو الثمن الذي سنكون على استعداد لدفعه مقابل فترات هدوء بين حرب واخرى؟ هذا السؤال يتم طرحه ايضا فيما يتعلق بالجنوب. فهناك ايضا حققت العمليات العسكرية المتتالية الهدوء لفترات معينة وأعلن قادتنا أن هذا هو هدفهم – بضع سنوات من الهدوء قبل استئناف الهجوم من حماس.
وقال: إن الخروج للحرب من اجل الحصول على بضع سنوات من الهدوء هو هدف معقول في الـ 25 سنة الاولى من وجود “اسرائيل”. نظرا لأنه لم يكن في استطاعتها هزيمة الجيوش العربية تماما – الهزائم المتكررة اعتبرت استراتيجية فعالة تهدف الى جعل القادة العرب يفهمون أنهم لا يستطيعون الانتصار على “اسرائيل” في ارض المعركة. لقد نجحت هذه الاستراتيجية. كانت حرب “يوم الغفران” (حرب رمضان / اكتوبر 1973) هي المحاولة الرابعة والاخيرة لمهاجمة “اسرائيل” من قبل الجيوش العربية.
وتساءل أرينز، لكن هل تعتبر هذه الاستراتيجية ناجعة ايضا ضد تنظيمات مثل حزب الله وحماس؟ هل يعقل القول إنه بعد الضربات المتكررة ستستنتج هذه التنظيمات أنه لا فائدة من الهجوم مرة اخرى؟.
عند الحديث عن هذا السؤال يجب علينا أخذ شيئين في الحسبان: أولا، سلوك “الارهابيين” وقادتهم يختلف عن سلوك الزعماء العرب الذين يسعون الى بقائهم السياسي. “الارهابيون” الذين يفكرون بطريقة مسيحانية ويعملون بناء على جدول زمني مسيحاني، على استعداد للخسارة في معارك كثيرة انطلاقا من الايمان بأن انتصارهم مضمون مع الوقت.
الامر الثاني هو البُعد الجديد الذي أضيف الى الصراع مع التنظيمات في أعقاب امتلاكها الصواريخ. فرغم أنها أضعف كثيرا من “اسرائيل” من الناحية العسكرية، إلا أن هذه الادوات تمنح التنظيمات قدرة على الردع الامر الذي يجب أخذه في الحسبان. من الواضح أن كل تجدد للعمليات العدائية، سيقترن باطلاق عدد كبير من الصواريخ على السكان المدنيين في “اسرائيل”. هذا الاعتبار يكون ساريا في حالة حزب الله بشكل خاص، الذي يملك أكثر من 150 ألف صاروخ، وينطبق ايضا على حماس التي تملك آلاف الصواريخ. الضربات التي وجهتها “اسرائيل” لهما في السابق قد تردعهما عن استئناف الهجوم. لكن عامل الردع يعمل ايضا ضد “اسرائيل”: كل زعيم “اسرائيلي” مسؤول ملزم بأن يفكر بنتائج استئناف الحرب.
عشر سنوات بعد حرب لبنان الثانية تأثرت من تدخل حزب الله العميق في الحرب في سوريا. وكانت فترة ردع متبادلة. ولكن حزب الله استغل هذه السنين من اجل توسيع وزيادة عدد الصواريخ التي بحوزته. ستكون هذه المنظمة مستعدة أكثر من الماضي في حالة حدوث مواجهة مع “اسرائيل”، مع قدرات أكبر لاحداث تدمير في المدن. الدرس واضح: جولة اخرى من الحرب التي لن تضع حدا لقدرة التنظيمات العسكرية، تعني أنه ستكون جولات اخرى. وفي كل مرة سيأتون الى الحرب وهم أكثر جاهزية.
وكالة القدس للأنباء