رسائل صنعاء للرياض وواشنطن
موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم
منذ أن أعلن بايدن عن وقف دعم واشنطن للرياض في حربها على اليمن، وأكّـد ضرورةَ إيقاف الحرب وتحقيق السلام في اليمن، مضت الأيّام سريعاً ولم يلمس الشعب اليمني على أرض الواقع ما كان قد وعد به بايدن.
العدوان لم يتوقف والحصار لم يُرفع عن كاهل الشعب اليمني الذي يعاني الأمرَّين جراء هذا الحرب وَالحصار وانعدام المشتقات النفطية والتي تهدّد بتوقف الحياة وإغلاق المستشفيات وموت الآلاف من المرضى، وهو ما زاد من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن والذي ينذر بحدوثِ كارثة إنسانية لم يشهدها العالم من قبل، حسب تقارير وتصريحات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية.
وأمام الوعود الكاذبة والوضع الإنساني الصعب، فقد أعلنت صنعاء عمليةَ توازن الردع الخامسة باستهداف عاصمة السعودية الرياض ومطارات أبها وجيزان وخميس مشيط، وكذا استهداف شركة أرامكو بجدة بصاروخ قدس2 المجنح وعدد من الطائرات المسيَّـرة التي استهدفت مرابض الطائرات في قاعدة خالد في خميس مشيط.
هذه العملياتُ مستمرة وبشكل شبه يومي، كحق مشروع للجيش اليمني ولجانه الشعبيّة حسبما أعلن عنه العميد يحيى سريع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية.
كُـلّ هذه الضربات تعتبر رسائل من صنعاء للرياض وواشنطن، علَّها تفهم أن الشعب اليمني اليوم بات صاحبَ المبادرة وأن سير المعركة تغير ولم يعد بيد قوات التحالف السعودي الأمريكي، فالهجمات الشبة يومية للقوات الصاروخية اليمنية ووحدة الطيران المسيَّـر اليمني داخل العمق السعودي جاءت كرد مشروع وجواباً على التصريحات التي نشرتها وكالة رويترز التي أعلنت عن لقاءات بين الجانب الأمريكي وأنصار الله في مسقط، وهو ما نفاه رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبدالسلام والذي أوضح أن اللقاءات كانت عبر الوسيط العماني، ولم تكن مباشرةً، مؤكّـداً أن لا تفاوضَ ولا حوار إلا بعد وقف الحرب والعدوان ورفع الحصار، وأن المساعي الأمريكية لعقد مفاوضات مع صنعاء جاءت مع اقتراب دخول الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة إلى مدينة مأرب آخر معاقل الإخوان المسلمين وأدوات أمريكا القاعدة وداعش التي تقود المعارك في مأرب ضد قوات الحيش اليمني ولجانه الشعبيّة، وأن تواصل استهداف المطارات والقواعد السعودية من قبل الطيران المسيَّـر اليمني هي رسائلُ واضحة وصريحة مفادُها لن تتوقفَ عمليات الرد والردع واستهداف مطارات وقواعد ومنشآت حيوية داخل العمق السعودي ما لم يتوقف الحرب والعدوان ويرفع الحصار عن الشعب اليمني، وأن معركة مأرب لن تتوقف كذلك وستواصل القوات المسلحة اليمنية تطهير كُـلّ شبر من الأراضي اليمنية وليس مأرب فقط، وأن اليمن لم يعد لديها ما تخسره، بل إن قواتِها المسلحة أصبحت اليوم بعد ست سنوات هي من تمتلك زمام المعركة ولديها من القدرات العسكرية، ما يجعلها تفرض شروطَها في أي حوار أَو مفاوضات قادمة.
إذن على أمريكا والسعودية أن تفهم رسائلَ صنعاء وأن تغيِّر من تفكيرها ونظرتها إلى صنعاء التي لم تعد تلك الحديقة الخلفية للسعودية كما كانت سابقًا.