“الوعي” كساحة مواجهة مع قوى العدوان.. من وحي خطاب قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي
|| صحافة ||
مخطّطاتٌ كثيرةٌ ومؤامراتٌ رسمتها الولاياتُ المتحدة الأمريكية تجاه اليمن منذ سنوات وهي تسعى لإحكام السيطرة على بلادنا، سواء بالوجود المباشر أَو غير المباشر.
ويؤكّـدُ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير أن الشواهد كثيرة على التدخل الأمريكي في المنطقة ومنها السيطرة على الخطاب الديني والتعليم والإعلام، وتغيير مناهج التعليم، والسيطرة على القضاء وغيرها من الشواهد الكثيرة والمتعددة التي تطرق إليها قائد الثورة.
واستناداً إلى ما كشفه قائدُ الثورة من مخاطر كبيرة ومتعددة للأمريكيين ضد أبناء الأُمَّــة في كافة الجوانب، فَـإنَّ ذلك يستوجب منا وعياً كافياً لما يحاك ضدنا من مخطّطات؛ كي نكونَ على دراية للمواجهة والتصدي لها قبل وقوعها.
ويؤكّـد عضو مجلس الشورى، الشيخ عبد الله منصور الشريف، أن الوعي المجتمعي هو الركيزة الأَسَاسية التي ستحصن المجتمعَ من الاختراقات الفكرية والثقافات المغلوطة وتقبل الشائعات والأكاذيب التي تستهدف الشعوب في حياتهم وأوطانهم وكرامتهم، كما أن الوعي المجتمعي يجعل من المجتمع سداً منيعا أمام كُـلّ المخاطر الاستعمارية سواءٌ أكانت عسكرية أَو سياسية أَو فكرية مغلوطة.
ويقول الشيخ الشريف في تصريح لصحيفة “المسيرة”: إن الشعب اليمني كان مغيَّباً عن الوعي المفيد خلال عقود من الزمن، غير أنه وخلال فترة العدوان استطاع الكثير من أبنائه اكتشاف الزيف والأكاذيب التي يضعها تحالف العدوان عناوين وهمية يبرّر من خلالها عدوانه ويستقطب بها مجاميع من الأغبياء وفاقدي الوعي للتضحية بهم؛ مِن أجلِ احتلال وطنهم، مؤكّـداً أن أبناء اليمن حينما اكتشفوا ذلك سارعوا إلى ميادين المواجهة لقتال تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزِقته ومقاومة الظلم والاستعمار بكل صوره وأشكاله تحت قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وهم على قناعة تامة بصدق وحكمة هذا القائد وسلامة خط السير الذي يقودهم عبره وعلى قناعة تامة بأن الحفاظ على الوطن والدين والكرامة هو هدفٌ سامٍ وضروري وله ضريبة باهظة ولا بد من تحقيق ذلك الهدف مهما كبرت التضحيات.
من جانبه، يرى الناطق الإعلامي باسم تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان، الدكتور عارف العامري، أن توجيهات السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- جاءت مركزةً عن أهميّةِ نشر الوعي والثقافة القرآنية في مواجهة الجيش الإلكتروني والأفكار الهدامة وخَاصَّة الفكر التكفيري الذي يخدم مصالح الماسونية العالمية ويعمل على تغييب الثقافة المجتمعية عن الفكر الديني المحمدي القويم ويَحرِفُ بُوصلة التوجّـه من عداء اليهود والنصارى إلى صداقة قوية تربطها العلاقات الوهمية، وذلك باستخدام كافة الوسائل الافتراضية منها والمباشرة.
ويقول العامري لصحيفة “المسيرة”: ويجب القول هنا إن معركتنا في هذا العصر هي معركة وعي بالمقام الأول، وإن مواجهة العدوّ الأصيل أهون بمئات المرات من مواجهة الخائن العميل.
فإما أن تسلم عينك وذهنك للتيار الفكري الجارف المشوه، وتترك بصرك يسبح يمنة ويسرة نحو ملذات الحياة والاقتناع بحلاوة عيشها في ترف ولهو ولعب، وهنا لا محالة ستفقد البوصلة وتنحرف وتُضيعُ الوجهة، فتخسر الدنيا والآخرة.
ويواصل الدكتور العامري حديثه قائلاً: إن الحياة حين تصير ساحةً لمعركة الوعي، ونزال بين الفكر والفعل، فعلينا مواجهة التكفير الديني، بالرسالة المحمدية والنهج القرآني والعترة، والوقوف أمام الخيانة بالعقوبة وليس بالتناغم، ومنازلة الحقد بصده ورده، ومبادرة التخلف والتقهقر بالفاعلية والانطلاق نحو المولى عز وجل، وتوجيه بوصلة الوعي عن الشذوذ الذي تحاول فرضه ونشره القوى الداخلية بالغة الخطورة التي تقاد من قبل أجندات خارجية.
أساليبُ متطورة
إن الواجبَ الديني والوطني أن يشارك المجتمع بكامل أفراده وشرائحه ومكوناته وطوائفه في مواجهة تلك الأفكار المتطرفة التي تحاول تأجيج نار الفتنة والفرقة بين أجزاء الجسد الواحد، وإيجاد شرخ مجتمعي، بحروبهم الناعمة، ورياح سلامهم المزعومة.
وهنا يؤكّـد الخبيرُ العسكري العقيد إبراهيم الوجيه، أن الوعي المجتمعي هو الصخرة التي تتحطم عليها كُـلّ آمال وأوهام الأعداء، مُشيراً إلى أن الأساليب الاستعمارية قد تطورت من السيطرة العسكرية المباشرة إلى السيطرة على العقول والأفكار، موضحًا أن الأعداء يحاولون قبل وأثناء أي عمل عسكري تفكيك النسيج الاجتماعي والمجتمعي للأسرة المسلمة لعلمهم أن الإنسان بجوهره القيمي والإنساني والأخلاقي هو النواة الأَسَاسية للأسرة الصالحة الذي يتكون منها المجتمع وبالتالي تنشئة أُمَّـة قوية وموحدة في مختلف القضايا الداخلية والخارجية.
ويشير الوجيهُ إلى أن هذا ما هو حاصلٌ في عدوان تحالف الشر الأمريكي والإسرائيلي على بلدنا الحبيب عبر أدواته السعودية والإماراتية ومرتزِقة الداخل، فقد باشرت دول العدوان ومن وقت مبكر عبر النظام السابق وأدواتها تفكيك النسيج الاجتماعي، وذلك باستهداف المجتمع ثقافيًّا وفكريًّا وأخلاقيًّا واقتصاديًّا، وسعت وبكل جهد إلى السيطرة على المساجد والإعلام وتغيير المفاهيم والمصطلحات وتغيير المناهج الدراسية واستهدفت المجتمع اقتصاديًّا وزراعياً واستهدفت الأمن الغذائي والصحي للمجتمع وبأساليب مختلفة ومتنوعة.
ويؤكّـد الوجيه سعيَ الأعداء إلى تعزيز الانقسامات الداخلية وإثارة الفرقة تحت عناوين مذهبية وعنصرية وطائفية وسعت إلى فرز المجتمع رجالاً ونساء وشباباً وكهولاً وأطفالاً واستهدفت كُـلّ فئة بما يناسبها، منوِّهًا أن الوعيَ المجتمعي بكل هذه المخاطر يُفشِلُ مخطّطات العدوان ويحطّم كُـلّ آماله بالسيطرة على هذا البلد ويصبح العمل العسكري لوحده دون جدوى أمام مجتمع موحَّدٍ ومتماسك ويحمل وعياً بكل المخاطر الحالة والمحتملة.
صحيفة المسيرة