المرأة اليمنية خلال 6 سنوات من الصمود.. أيقونةُ العزة والثبات

|| صحافة ||

ضربت المرأةُ اليمنية أروعَ الأمثلة في الصمود خلال السنوات الست الماضية من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الغاشم على بلادنا، ولم يتركن مناسبةً إلا وسجلن حضوراً مشرفاً، وآخرها المشاركة الفاعلة بمناسبة اليوم الوطني للصمود والذي أقيم في جامع الشعب بصنعاء قبل أَيَّـام.

وكما لليمن رجال كواسر يشعلون فتيل النصر بسواعد من حديد، ففيه كذلك نساء شامخات ترتعد فرائص أمريكا وقوى العدوان لذكرهن وحضورهن القوي المهيب في ميادين الصمود والثبات والعطاء.

وخلال السنوات الست الماضية كان الصمود هو الميدان الأول للمرأة اليمنية، حَيثُ وقفت بثبات وعنفوان أذهلت بصمودها وتضحياتها الجسيمة وعطائها المنقطع النظير العالم، وأرعبت العدوان الوحشي الغاشم.

ومن وحي مسيرة اليوم الوطني للصمود في جامع الشعب، التقى المركز الإعلامي للهيئة النسائية للأمانة بعدد من اليمنيات الماجدات، فكانت هذه الحصيلة:

 

صمود أُسطوري

وتقول وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، الأُستاذة أُمَّـة الرزاق جحاف: إن سببَ مشاركتنا في اليوم الوطني للصمود هو “لنعلن للعالم أجمع أننا صامدون وثابتون إلى أن ينتهي هذا العدوان وَالحصار الأمريكي، وإلى أن تُرد الحقوق وإلى أن يدفع عدوُّنا ثمنَ الجرائمِ التي قام بها”.

وتواصل حديثها قائلة: “ونحن في بداية العام السابع، خرجنا لنقول: نحن أقوى من أول يوم قبل 6 سنوات من تلك الليلة التي أعلنت فيها العدوان علينا من أمريكا على لسان السفير السعودي، والذي يدل على أن العدوان أمريكي بامتيَاز، وأن أمريكا المتصدرة لهذا العدوان منذ ذلك اليوم الذي استباحت فيه سماءنا وسفكت فيه دماءنا، وأننا في مواجهة العدوان لم نكن نملك سوى البندقية ومع ذلك صمدنا إلى جوار قيادتنا وعلمنا واليوم ها نحن نرد الصاع صاعين، ونستمد من ضعفنا قوةً ومن إيماننا بالله سبحانه وتعالى أعظمَ قوة”.

وتؤكّـد جحاف أن العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني السعودي استباح دم المرأة اليمنية منذ أول غارة له في بني حوات، ثم استمر الاستهداف للنساء وارتفع عدد الضحايا، إلى أن وصل إلى استهداف النساء في الأعراس وفي العزاء وفي المناسبات الاجتماعية، موضحة أنه لم يبقَ بيتٌ في اليمن إلا وفيه شهيد، فكان هذا دافعاً للمرأة اليمنية للوقوف في وجه العدوان منذ اليوم الأول، فاستنهضت كُـلَّ قوتها وأعلنت النفير، ولملمت جراحها وجراح أبنائها، وتقدمت للمواجهة بمالها ومجوهراتها وفلذات أكبادها وأقربائها، وشاهدنا وشاهد العالم أجمع أُمهات الشهداء وهنّ يستقبلنّ جثامين أبنائهن بكل شجاعة واستبسال حامدات لله وشاكرات ومتيقنات أن هذا الشهيد لم يستشهد إلا لأَنَّ الله اصطفاه بخصوصية؛ ولأنه لم يقتل في موقف باطل، وإنما استشهد في موقف حق، ولهذا شاركت المرأة في دعم الجبهات مادياً ومعنوياً.

وتمضي جحاف قائلة: اليوم نعلن لهم أننا قادمون في العام السابع بطائراتنا المسيرة وَبصواريخنا وبشهدائنا وبجرحانا وبجيشنا ولجاننا الشعبيّة، وقادمون بالكلاشنكوف، وبمحمد عبدالسلام وَبيحيى سريع وبالعاطفي، وبكل هؤلاء العظماء، وسنحقّق في هذا العام النهاية المحتومة لآل سعود ومن الاهم، ونعلن للعالم أجمع أن اليمن أصبحت الرقم الصعب في المعادلة الدولية.

من جانبها، تقول الدكتورة ندى الوجمان -المسؤولة الصحية بساحة الفعالية- عن حجم الاستعدادات إنه تم تغطية العمل الصحي في الساحة بعدة جوانب، ففي الجانب الإسعافي ما يقارب60 عاملة، وكذلك تم التغطية بأربع سيارات إسعاف مجهزة بكافة التجهيزات الطبية وكوادر التمريض لاستقبال أي حالة طارئة.

وتشير الوجمان إلى أن الحشد لهذا العام ولله الحمد كبير وخُصُوصاً بعد أن تم فصل الساحة النسائية عن ساحة الرجال، وَأَيْـضاً مساحة الساحة أكبر من الأعوام السابقة، مؤكّـدة على صمود المرأة اليمنية في كُـلّ التخصصات والوقوف إلى جانب الرجل في دعم الجبهات لمواجهة العدوان الغاشم.

 

رسائلُ للعدو

وإلى جانب الآراء السابقة، تؤكّـد الإعلامية أُمَّـة الملك الخاشب أن المرأة اليمنية أبت إلا أن تلبي نداء قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الملهم التاريخي والذي لم ينسَ أحداً إلا وشكره.

وقالت الخاشب: إن المرأة اليمنية التي أنفقت خلال السنوات الست الماضية مالها ووقتها ومجوهراتها وحليها في دعم الجبهات كان عليها أن تلبي النداء للخروج إلى هذه الساحة رغم بعد المسافة لبعض المناطق والقرى والأرياف، وذلك لتعطي رسائلها للعدو وتقول: نحن اليمنيين واليمنيات من حولنا ذكرى الغدر والخيانة إلى ذكرى الصمود وذكرى الطعن في الظهور وَذكرى أشلاء الأطفال والنساء في بني حوات أولى غارات العدوان على بلادنا، حولناها إلى ذكرى للصمود بفضل الله.

وتؤكّـد الخاشب أنه وبفضل الله والقائد العظيم ودماء الشهداء فقد أثمرت عزاً ونصراً، مباركة عملية يوم الصمود الوطني الأخيرة، مشيرة إلى أن المرأة اليمنية استطاعت مواجهة العدوان، مستلهمة تضحية السيدة زينب-عليها السلام-؛ ولهذا فَـإنَّ كُـلّ ما تقدمه من تضحيات وشهيد تلو شهيد فَـإنَّها تقول: “لعل الله يرضى عليَّ”، سواءٌ أكانت أُمَّ شهيد أَو أختَ شهيد أَو زوجةَ شهيد.

وترى الخاشب أن المرأة اليمنية اليوم ليست كما كانت قبل 6 سنوات، ففي كُـلّ عام نزداد عزة وسمواً وأنفة وصبراً، وأن العدوان مهما تعالى وتغطرس فلن يزيدهن ذلك إلا صموداً، موجهة بذلك نصيحة بقولها: أقول لكم نصيحة كما قالها لكم السيد القائد: لن يوقف ضرباتنا إلا أن يتوقف عدوانكم وكفاكم عنجهية وكفاكم استكباراً.

من جهتها، قالت الأُستاذة ابتسام أبو طالب -المسؤولة الأمنية للساحة-: خرجنا في هذا اليوم العظيم لنؤكّـد للعالم أن الشعب اليمني صامد وأن الشعب اليمني لا يمكن أن يرضخ للعدو، ونؤكّـد لدول الشر أمريكا وإسرائيل أنه رغم قتلهم لنا وتدميرهم إلا أننا صامدون وسنظل صامدين، الشعب اليمني شعب معطاء وقوي استمد قوته من الله ومن قضيته، فلن نخضع ولن نمل أبداً، خرجنا اليوم نساءً وأطفالاً وكلنا شموخ وعزة لنقول لدول الاستكبار: هيهات منا الذلة.

وتشير أبو طالب لحجم الاستعدادات في ساحة الفعالية بقولها: “الساحة مقسمة إلى ثلاثة أقسام ولجان: لجنة أمنيه ولجنة نظامية ولجنة إعداد لبرنامج الفعالية، وجميع العاملات في هذه الأقسام يعملنّ بجهود عظيمة وهدفهنّ الرئيسي هو إنجاح هذه الفعالية وتأمين الحضور والحرص على راحتهم، وإيصال رسالة للعالم أن فعاليتنا مستمرة”، متطرقة في سياق حديثها إلى حجم الحضور وحجم العاملات في الساحة فقالت: “أعداد العاملات تتزايد في كُـلّ فعالية وذلك لأَنَّنا نلاحظ تزايد الحضور بشكل كبير وهذا العام كان الحضور أكبر من كُـلّ عام، وهذا يدل على وعي الشعب وكيف أن هذا الشعب صامد في كُـلّ الساحات”.

وتوجّـه أبو طالب رسالة للعدوان قائلة: رسالتنا للعدوان اخسؤوا فلن تستطيعوا إركاعنا، وكما قال سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي إن صمودنا هو الخيار الأمثل وأية مبادرة تقدمونها لا فائدة منها طالما لم تقضِ بفك الحصار وإنهاء العدوان ونحن صامدون في جميع الجبهات وفي كُـلّ المحاور.

وتأبى الطفلة ندى عبد الفتاح العزي إلا أن تشارك في هذا الاستطلاع، مؤكّـدة أن خروجها اليوم إلى الساحة هو لتجديد العهد لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بأنهن صامدات، وليثبتن للعالم وآل سعود الذين زعموا أنهم سيسيطرون على اليمن في أسبوعين، نقول لهم: ها أنتم في العام السابع ولم تحقّقوا أي انتصار، وسنصمد حتى العام التاسع والعاشر وحتى المِئة؛ لأَنَّنا شعب صامد تحت قيادة رجل صامد حر، واثقين بالله ومعتمدين عليه وسائرين على خطى سيدي حسين -رحمة الله عليه-، ووَالله إنكم كُـلَّما ذبحتم الطفولة في اليمن زاد صمودنا، وَكُـلّما حاربتمونا زدنا قوة من قوة الله وإن هذه الضربات لن تذهب دون رد.

ووجّهت الطفلةُ ندى رسالةً للعدوان قالت فيها: رسالتي للعدوان أننا الجيلَ الصاعدَ واثقون بالله، متوكلون عليه، تحت راية سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي، فكيدوا كيدَكم، واسعوا سعيَكم، فلن تزيدونا إلا جهاداً وصموداً في وجوهكم.

 

صحيفة المسيرة

 

قد يعجبك ايضا