السيد حسن نصرالله: اليمنيون كبار في السياسة والحكمة، ولا يمكن خداعهم سياسيا
موقع أنصار الله – لبنان – 18 شعبان 1442 هجرية
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال الحفل التأبيني الذي اقامه “تجمع العلماء المسلمين” للراحل الشيخ القاضي أحمد الزين، ان اليمنيين كبار في السياسة والحكمة، ولا يمكن خداعهم سياسيا
وأوضح السيد نصر الله أن قوى العدوان تحاول أن تدفع اليمنيين للتفاوض تحت الضغط الإنساني وانتشار الأوبئة والأزمات الاقتصادية .. مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار بدون رفع الحصار يعني أن قوى العدوان تحاول تحقيق ما عجزت عنه عسكريا عبر الضغط الاجتماعي .
وقال السيد حسن نصرالله: هناك حرب إعلامية وسياسية على المجاهدين في اليمن من خلال تصوير المشهد بشكل خاطئ والقول بأن السعودية تريد وقف الحرب وأنصار الله يرفضون وقفها.. مضيفا ان المعروض على الإخوة في اليمن كما يشرحونه ليس وقف الحرب، بل وقف إطلاق النار واستمرار بقية أشكال الحرب على اليمن.
وأضاف “يقولون لليمنيين تعالوا لوقف إطلاق النار لكن مع إقفال المطار والموانئ ولا يدخل أي شيء لليمن وبعدها نذهب للتفاوض السياسي وعلى أساسه نحل باقي المشاكل، وهذا خداع كبير.. مؤكدا أن الخداع الكبير لا ينطل حتى على أطفال اليمن، مضيفا ” أقول للأمريكيين والسعوديين أنتم تضيعون الوقت ، لا تضيعوا وقتكم، الخداع لن يجدي نفعا، واذهبوا لوقف الحرب ورفع الحصار”.
وأوضح أن اليمنيين يريدون وقفا عسكريا وإنسانيا للحرب، ولا يجوز أن يخدع أحد بالمطالبة بوقف الحرب عسكريا فقط، واليمنيون اليوم يدهم هي العليا وفي موقع التقدم على أبواب العام السابع من العدوان.. مؤكدا أن الصمود اليمني لـ6 سنوات فيه الكثير من الدروس والعبر والتجارب للبنان وفلسطين وكل المستضعفين في العالم.
وأشار إلى أن النظام السعودي أراد إعطاء بعدٍ معين للحرب على اليمن فقام المفتي السعودي في بداية العدوان وأعلن أن هذه الحرب هي “حرب السنة والشيعة”.. لافتا إلى أن الشيخ أحمد الزين تصدى للعناوين الطائفية التي أطلقتها السعودية في حربها على اليمن.. موضحا أن الفتنة الطائفية والمذهبية بين السنة والشيعة هي آخر أسلحة المحور الأمريكي الإسرائيلي.
وأكد أن الشيخ الزين كان ثابت القدم في طريق المقاومة والوحدة منذ تصديه للشان العام ولا تجد مكانا للتقلبات والاهواء في شخصيته.. وأضاف ” سماحة الشيخ واجه المشروع الاسرائيلي والاميركي في المنطقة وهو اعتبر ان المعيار هو قضية فلسطين والمواجهة مع العدو وكان ضد اي تصفية لهذه القضية او تسوية على حساب الشعب الفلسطيني.
واكد ان الشيخ احمد الزين كان يقف مع كل من يقف مع فلسطين ولذلك وجد نفسه في مكانه الطبيعي بجوار الامام السيد موسى الصدر وهكذا استمر بعد العام 1982 مع الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي وكل قادة المقاومة .
واشار ان الشيخ احمد الزين انطلق في مواقفه منذ بداياته بتأييد قضية الشعب الفلسطيني المظلوم والمعذب في أرضه وفي الشتات. ولفت ان الشيخ الزين كان مع فلسطين منذ البداية وان كل شيء يقدر ان يقدمه في طريق هذه المقاومة كان يقدمه بلا حدود.
ولفت سماحته انه عندما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران واقتلعت الشاه عميل اميركا والحليف الاستراتيجي لاسرائيل، الشيخ احمد الزين كان من الجيل الاول المسارع في موقف تاييد الثورة الى حد اعلان البيعة للامام الخميني.
ولفت انه في موضوع سوريا تحمل الشيخ احمد الزين والعلماء الكثير من الاذى لأن ما حدث في سوريا كان كبيرا وخطيرا وفيه ابواب كثيرة للفتنة والتضليل. واشار السيد نصر الله ان المرحلة الاصعب في حياة الشيخ الزين هي العقد الاخير وبالنسبة للنخبة المضحية وخصوصا من اخواننا السنة. ولفت ان أصحاب الانبياء كانوا قلة وأصحاب الامام الحسين في كربلاء كانوا قلة وهذه القلة استطاعت ان تكسر الفتنة منذ عشر سنوات وحتى اليوم، والسلاح الامضى بيد اميركا بعد الهزيمة امام المقاومة هو العمل على الفتنة الطائفية والمذهبية ومحاولة تضليل الناس.
واكد الامين العام اننا عندما نتحدث عن الشيخ احمد الزين نتحدث عن رمز كبير من رموز الوحدة الاسلامية والتقريب بين المسلمين ولذلك فإن هذا الخط هو امانة بأيدي علماء الامة وسماحته ترك مؤسسات على رأسها تجمع العلماء المسلمين، وهو أمانة بأيديكم ويجب الحفاظ عليه ليستمر بخطه وطريقه ويعمم في بقية أرجاء العالم الاسلامي وهو قدم نموذجا فريدا في العالم الاسلامي.
السيد نصر الله اشار في يوم الارض الى ان هذا الصمود الفلسطيني هو الأمل . واشار السيد نصر الله الى اننا لم نعد نسمع بصفقة القرن لانها سقطت وماتت بصمود الشعب الفلسطيني.. ولفت ان الضلع الاول في صفقة القرن سقط أي ترامب والضلع الثاني وضعه صعب اي نتانياهو وقد يسقط، ولو بقي ففي الحد الادنى تبرز الازمة الاسرائيلية لنا ازمة القيادة والثقة في هذا الكيان الذي بُني على وهم.
محور المقاومة
واكد سماحته ان الاسرائيلي في الاسابيع والاشهر الماضية لديه الصوت العالي والقلق من تطور محور المقاومة، والمقاومة تعمل على تطوير وتراكم قدراتها ، واضاف: اليوم محور المقاومة ليس في حالة ركود وهو عبر خلال العشر سنوات الماضية أسوأ المراحل وهذا المحور يقابل التهديدات بمزيد من العمل وتراكم القوة والقدرات التي ستحسم المستقبل لافتا ان الاسرائيلي يهدد بالحرب ويخشى الحرب وذلك بسبب قدرات المقاومة.
اولوية اميركا.. ودعوة للحوار
ولفت السيد نصر الله ان اولوية اميركا اليوم ليست منطقتنا بل ملفات اخرى مثل الصين وروسيا وجزء كبير من استحقاقاتها داخلية ، واميركا لم تعد تلك التي كانت سابقا، وهي تسير نحو الافول وهي في مرحلة نزول وهبوط ومسار محور المقاومة في المنطقة هو مسار تصاعدي..
انطلاقا من ذلك دعا سماحته الجميع دولا وشعوبا وانظمة وحركات ان تعالوا لا ننتظر اميركا ولا تطورات دولية ، تعالوا لحوارات بين دول وشعوب المنطقة لنعالج مشاكلها وازماتها واليوم افضل لكم من ما بعد. واشار الى ان اسرائيل ايضا -كما سيدتها اميركا- في القوس النزولي وفي مسار الافول.
الحكومة اللبنانية
في موضوع الحكومة اللبنانية اشار السيد نصر الله ان هناك تعقيدات ولكن لسنا في موقع اليأس معلنا ان هناك جهودا جادة وجماعية من اكثر من طرف للتعاون في محاولة لتذليل بقية العقبات والمسألة بحاجة لجهد ودعاء فالبلد استنفذ وقته وحاله وروحه وآن الاوان ان نضع كل انتظاراتنا وتوقعاتنا جانبا.
المصدر: موقع المنار