اليمنيون في شهر رمضان.. البهجةُ في قلب المأساة

|| صحافة ||

يأتي شهرُ رمضان المبارك هذا العام دون تغيير ملموس في الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون اليمنيون جراء استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعودي للعام السابع على التوالي، لكن وعلى الرغم من هذه المأساة فَـإنَّ بهجة الاستقبال لهذا الشهر الفضيل كانت حاضرة في المشهد.

ويطلقُ كُـلُّ من التقينا بهم لنسألهم عن كيفية استقبالهم لشهر رمضان عبارات الثناء والشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تعد وَلا تحصى، مؤمنين بأن الله لن يخذلهم وأن شهر رمضان سيكون موسماً لمراكمة الحسنات وأعمال الخير والصبر على كُـلّ المحن والابتلاءات.

ويؤكّـد المواطن عبد الناصر صالح، أن رمضان هو شهر التآلف والمحبة والغفران والتعاطف بين الناس والتراحم مع ذويهم، لكن اليمنيين يستقبلون هذا الشهر الكريم في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تجعل الناس تنسى أَو تتناسى جوهرَ هذا الشهر من تراحم وتسامح.

ويوضح عبدالناصر لصحيفة “المسيرة” أن العدوان والحصار القائم علينا وفي خضم الوضع المعيشي المتدني والوضع الاقتصادي الكارثي الذي أضاع البهجة لدى الكثير من اليمنيين في استقبال الشهر الكريم بفرحة حَـلّ محلها الكثير من الهموم أفرزها العدوان والحصار من انقطاع للرواتب وارتفاع الأسعار ليقتصر البعض على شراء الأَسَاسيات فقط، فيما يهرع ويصارع السواد الأعظم من اليمنيين في سبيل توفير وسد احتياجاتهم التي يصعب على العدد الأكبر من المواطنين الحصول عليها وعجزهم عن مواجهة متطلبات أسرهم وعوائلهم.

من جانبه، يقول المواطن أيمن عبد الرحمن: إن رمضان هذا العام يأتي ولا زال العدوان والحصار السعودي على اليمن مُستمرًّا للعام السابع على التوالي والذي أثّر بشكل كبير عليهم في جوانب الحياة ومعيشتها في ظروف قاسية انعكست على إقبال المواطنين على الأسواق والتزود أَو توفير الاحتياجات والمتطلبات الرمضانية وغيرها.

ويشير أيمن في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى أن الوضع المعيشي صعب جِـدًّا، مستدركاً بقوله: لكن مهما تسبب هذا الحصار والعدوان علينا من صعوبات وتحديات معيشية إلَّا أن روحانية رمضان باقية وهي فرصة أكبر للصمود والصبر للنفس المسلمة والذي يعتبر الصوم وسيلة قوية لتهذيبها بإيمان يمنحك جلد الصبر والقوة والتحدي لهذا العدوان الغاشم، مؤكّـداً أن مجيء رمضان بالنسبة للشعب اليمني يعتبر فرحةً وبهجةً كبرى، لكنها تأتي في ظل استمرار المأساة المتمثلة في العدوان والحصار الأمريكي السعودي على بلادنا.

ويضيف المواطن أيمن بقوله: “إن شهر رمضان فرصة أَيْـضاً لترويض المعاناة واحتساب الأجر عند الله، إلى جانب التقرب لله والمشاركة كُـلّ بما يستطيع لرفد الجبهات بالمال والرجال أَو حتى بالدعاء للمرابطين وتفقد أهالي الجرحى والمصابين. مؤكّـداً أنه مها حمل لنا العدوان من دمار وحصار وتجويع فَـإنَّ رمضان محطة رائعة لإحياء العزيمة اليمنية والجهاد في سبيل الله حتى النصر”.

 

الفرج قريب

وتتنوع العاداتُ والتقاليد لليمنيين خلال شهر رمضان المبارك وتُحضَّر بعضُ المأكولات في المائدة الرمضانية، كما تزداد الزيارات والقيام بأعمال لا تتم إلا خلال هذا الشهر.

ويقول المواطن محمد المطري: إن اليمنيين يستقبلون شهر رمضان بالخير وأعمال الخير والتراحم والمواساة وتفقد أسر الشهداء والفقراء والضعفاء والمساكين، مُشيراً إلى أنهم تعودوا خلال هذا الشهر منذ سنوات على التكافل الاجتماعي والتسامح.

ومن أبرز العادات والتقاليد للشعب اليمني خلال شهر رمضان -بحسب المطري- أن الأعمال تكون في الليل، مُشيراً إلى أن انعدام الرواتب وارتفاع الأسعار تفسد عليهم هذا الشهر، آملاً سرعة انتهاء العدوان ورفع الحصار عن اليمن.

من جهته، يؤكّـد المواطن أحمد الدفعي، أنهم يستقبلون رمضان بتوفير احتياجات المطبخ من بهارات وحبوب ومواد غذائية، مؤكّـداً أن بهجة رمضان تختلف عن بقية الشهور.

ويضيف الدفعي أن اليمنيين خلال رمضان يتراحمون فيما بينهم، وأن الزيارات تكثر للأقارب والأصدقاء، كما تتنوع الأكلات الرمضانية من شفوت وعصيد وحلويات ومشروبات، وهؤلاء تزخر بهن المائدة الرمضانية، مؤكّـداً أن الوضع الاقتصادي لليمن هش؛ بسَببِ العدوان وانقطاع الرواتب وحصار الوقود أَدَّى إلى ارتفاع الأسعار، مُشيراً إلى أن المواطن هو المتضرر.

أما المواطن محمد المسوري فيقول: إنهم يستقبلون هذا الشهر الكريم بالتفاؤل بتحقيق الانتصار الكبير ورفع الحصار عن المطار والميناء وبأن يحدث الفرج قريباً للشعب اليمني.

ويؤكّـد المسوري أن من عادات اليمنيين خلال رمضان هو التراحم والتجمع الأسري وأن رمضان يُكثر فيه الدعاء وقراءة القرآن، وهو شهر خير لا مثيلَ له.

ويعاني اليمنيون للعام السابع على التوالي من عدوان وحصار أمريكي سعودي غاشم، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم وأفسد عليهم فرحة استقبال هذا الشهر الفضيل.

ووجد المواطن اليمني نفسه بين مطرقة الارتفاع المهول للأسعار وسندان الفقر والحاجة، حَيثُ يعاني الكثير من سكان العاصمة صعوبة في شراء السلع الغذائية نظرا لخسارة العديد من أرباب العائلات مورد رزقهم، وعدم دفع رواتب الغالبية العظمى من الموظفين الحكوميين منذ نقل البنك المركزي في أغسطُس 2016 من صنعاء إلى عدن.

ويعيشُ الآلافُ من المواطنين اليمنيين في فقر وبطالة وتوقف الرواتب من العام 2016، حَيثُ لم يعد البعض يستطيع تجهيز الأشياء لرمضان مثلما كانوا يفعلون من قبل، كما أن القدرةَ الشرائية ضعيفةٌ بشكل كبير من شدة الحصار وعدم دفع الرواتب، حسب قول كمال فضل موظف وأحد سكان العاصمة صنعاء.

ويشير كمال في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى أن روحانية رمضان باقية في وجدان كُـلّ اليمنيين إلَّا أن الوضع المأساوي أثّر بشكل كبير عليهم، بحيث أصبحت هناك معاناةٌ وصعوبة في توفير احتياجات الحياة الضرورية في الأيّام العادية فما بالك في رمضان الذي تكثر فيه الالتزامات والمتطلبات لدى جميع الأسر اليمينة.

من جهته، يؤكّـد الموظف علي راجح لصحيفة “المسيرة” أن رمضان هذا العام لا يختلف عن ما سبق، حَيثُ نستقبل رمضان كما استقبلناه خلال الأعوام السابقة بتحمل وصبر ومعاناه إلَّا أن تسهيلَ الله جل شأنه أكبرُ من الصعوبات والتحديات التي يمر بها الوطن والمواطن وصمودنا مُستمرٌّ في وجه العدوان والحصار الأمريكي السعودي الجائر، مُضيفاً بقوله: “لكننا نسأل من الله العلي القدير الفرجَ القريب للعباد والبلاد وأن يجعل هذا الشهر هيناً على أهل اليمن”.

ويؤمن راجح أن الفرجَ قريب، وأن الفرحة ستكون مع انتهاء وهزيمة هذا العدوان الإجرامي على بلادنا وفك الحصار المفروض علينا للعام السابع على التوالي.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا