يوم القدس العالمي مناسبة لتجديد العهد
موقع أنصار لله || مقالات || علي السراجي من خطاب السيد عبدالملك القضية الفلسطينية ستظل قضيتنا المركزية والأمة الإسلامية مدعوه لمراجعة مواقفها ومواجهة عدوها الحقيقي و يوم القدس العالمي يوم رفض ومواجهة ومقاومة مشروع التطبيع مع العدو الإسرائيلي ،
اكتسب خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة يوم القدس العالمي ، أهميته من أهمية المناسبة التي تختلف هذا العام في توقيتها عن الأعوام السابقة كونها تتزامن مع الكثير من التحركات السياسية على مستوى المنطقة للتطبع مع الكيان الإسرائيلي وإظهار العلاقات المباشرة معها ، وآخرها خطوات التطبيع التركي الإسرائيلي التي تم الإعلان عنها قبل ايام وكذلك الخطوات الدولية لفرض الوجود الإسرائيلي دوليا عبر المؤسسات الدولية كما حصل من تولي الكيان الإسرائيلي لرئاسة اللجنة القانونية للأمم المتحدة وكان من ضمن الدول التي أسهمت في تحقيق ذلك عبر التصويت بالموافقة والتاييد من بعض الدول العربية وهي سابقه خطيرة وتعتبر الأولى من نوعها وخاصه من قبل الدول التى تقع خارج إطار دول الطوق العربي المحيطة بإسرائيل والتي وقعت اتفاقيات سلام معها .
وخلال الفترة الماضية من العدوان السعودي الأمريكي الذي تم شنه على اليمن ، طفت الى السطح العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول الخليجية و التي كما يبدو كانت تحت الطاولة لفترة طويله وبطريقة غير مباشرة ، وقد لاحظنا ذلك بالخطوات الإماراتية التي أقدمت مع إسرائيل على رفع المستوى الدبلوماسي بين البلدين وهو ما تم الإعلان عنه من قبل الطرفين كمقدمة للتطبيع الكامل . كما لا ننسي ما تم أثارته سياسي و إعلامي خلال الفترة الماضية عن ما يعرف بمبادرة السلام العربية والتى تم تقديمها من قبل الملك عبدالله وسميت بمبادرة السلام العربية وبالتأكيد فان الكثير قد استمع الى الكثير من التعليقات في الإعلام عن هذه المبادرة و إمكانية إعادة تفعيلها وخاصة التصريحات والردود الإسرائيلية التي تم نشرها ومناقشة المبادرة وبنودها .
إذاً ومن خلال مسار الأحداث نكتشف ان هناك دفع كبير وسريع وبشكل غير مسبوق نحو عملية التطبيع العربي الإسرائيلي والإسلامي الإسرائيلي ، وكل هذا الحراك السياسي الدبلوماسي الإقليمي والدولي يقدم التسهيلات ويدعم ويدفع لتحقيق ذلك، ولهذا خاطب السيد عبدالملك الأمتين العربية و الإسلامية بكل وضوح وشفافيه واضعاً يديه على الجرح الذي صنعه الاستعمار والاحتلال والذي اسهم في زرع العدو الإسرائيلي في جسد الأمه وفي خاصرتها فقام بضرب الأمه جغرافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا وهو ما اسهم في تدجين هذه الامه وجعلها ضعيفة مفككة هشه تسير في مشروع العدو الإسرائيلي حتى وصلت الى هذه الحاله من الضياع بحيث انحرفت البوصلة للأمتين الإسلامية والعربية عن قضيتها المركزية وهي القضية الفلسطينية وأصبحت تُمارس التدمير لدولها وانظمتها السياسية ومجتمعاتها ولبعضها البعض وما يجري من عدوان سعودي أمريكي على اليمن يعتبر خير دليل على ذلك ولا ننسى ايضا ما تعيشه الكثير من الدول العربية من العراق الى سوريا وليبيا وفي المقدمة ما تعيشه فلسطين المحتلة من حروب وصراعات ودمار .
وبما ان المنطقة تعيش الكثير من الصراعات المفتعلة والتي يصنعها وينفذها الكيان الصهيوني والمرتزقة والعملاء من الأنظمة العربية والحركات المتطرفة ، نجدنا امام هذا التساؤل المهم والذي يتمثل بالجدوى من تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي في حين ان المحيط العربي يعاني من اللاستقرار السياسي والاقتصادي بسب هذا العدو ؟ ولهذا نجد السيد عبدالملك قد أوضح الأبعاد الخفيه التى تنفذها هذا الأنظمة حينما تحاول فصل التوجه المجتمعي الشعبي العربي والاسلامي عن القضية الفلسطينية والسير في مشروع اختزال القضيه في المستويات السياسية للأنظمة العربية والإسلامية بما يجعل القضية الفلسطينية خاضعه لعملية الابتزاز والمساومات لتحقيق مصالح سياسيه خاصه لهذه الانظمه بما يضمن ويحقق بقائها واستمراريتها ، وهي غاية لا يمكن تحقيقها كون الشعوب العربية والإسلامية تدرك ذلك وعلى وعي للمخططات الإسرائيلية .
ونظرًا لأهمية هذه النقطة فقد أوضح السيد عبدالملك ان قضية احتلال فلسطين وانتهاك مقدساتها الإسلاميه هى قضية لا تعني الأنظمة السياسية فقط او حتى الشعب الفلسطيني وحده بل تعني الشعوب الإسلاميه دون استثناء ، ولهذا فقد توجه السيد الى الأمة الإسلامية بالدعوة لمراجعة وضعها وتقييم حالها بما يسهم في التوحد وإعادة توجيه بوصلة الصراع والعداء نحو العدو الحقيقي للأمة معتبرا ان الوقف ضد مشروع العدو هو ما يجب ان يتحقق وغيره يمثل انحراف وخروج عن المبادئ والقييم والشرع.