دين الله يسر وهدى، وفساد الناس وانحرافهم يحوله إلى عقائد محرجة

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

وقالوا: أنهم يقولون: [سبعة أيام] سيجلسون في جهنم أو [أربعين يوماً] على عقيدتهم. لكن ساعة واحدة ليست سهلة في جنهم، يوماً واحداً، أسبوعاً، يعتبر حماقة كبيرة منك أنك تعمل أعمالاً تسجن بها، وتعذب بها في جهنم يوماً واحداً، ليس هناك حاجة للطريقة هذه: أن أبحث لأي شيء من هذا القبيل يؤمنني من ماذا؟ من أن أعمل جرائم ، وفي نفس الوقت لن أتعذب إلا عدة أيام في جهنم .

الله سبحانه وتعالى قدم للناس طريقة يسيرون عليها لا يدخلون جهنم، ولا يسمعون حسيس جنهم نهائياً، لكن هكذا المضللون. فتعرف أن الكثير من العقائد الضالة يكون منشؤها حالات نفسية عند أصحابها، يحاول يُؤمِن نفسه قليلاً قليلاً، ويقدمونها للناس كعقائد باطلة. تطور المسلمون فاقوهم فعلاً في هذه! هنا يقول لك:{أياماً معدودة} أصحابنا من المسلمين قالوا: ولا يوماً واحداً! من ساحة المحشر يجرهم بأيديهم ويشفع للمجرمين، وقد ارتكبوا كبائر الإجرام، ويدخلهم الجنة! أليس هؤلاء فاقوا اليهود في هذه العقيدة؟.

والنصارى عملوا نفس القصة [تحب المسيح وتؤمن به وسوف يدخلك جنة أبيه] وقالوا أيضاً هم: [إن الباري ضحى بابنه، ضحى بابنه تكفيراً  لخطيئات الناس] تخطئ كيفما تريد، الله قد ضحى بابنه من أجلك لترتكب الخطايا كما تريد! أما هؤلاء فظهروا أحمق، أحمق من اليهود، ومن المسلمين الذين يعتقدون العقيدة هذه، ليس هناك أحد يضحي بابنه لأجل الآخرين ليبقوا على إجرامهم وخطيئاتهم! يمكن أن يعف عنهم دون أن يقتل ابنه؟ أليس هذا ممكناً؟ يتركهم يخطئون! ضلوا فيها ضلالاً متعدداً، يجعلون المسيح ابناً لله،  وأن الله هو الذي قتل ابنه، وضحى بابنه من أجل أن يسلم الذين يحبونه مع بقائهم على الخطيئةً! ليس معناه : وهم يتبعونه، وهم يتبعونه أي : ما كأنه جاء برسالة.

أي نبي يأتي برسالة يكون المطلوب هو أن يتبعها الناس لا يحتاج إلى أن يكون عيسى رسولا نهائياً يكون عنده شريعة يقدمها للناس، وهدى يقدمه للناس ليسيروا عليه، ليسلموا العقوبة من الله في الدنيا وفي الآخرة، بل يأتي إليه يتجه يذبحه ليبقوا على ما هم عليه؛ إذا قد آمنوا فقط بأنه ابن الله على ما يقولون، وأنه يؤمن بالمسيح، وأنه ابن لله، ويسير على ما هو عليه من خطأ، من خطأ، من فساد.

هؤلاء لماذا يقدمون للناس ثقافة؟. إذاً نقول لهم جميعاً: أنه لا بأس اعتبرونا مخطئين، نحن مؤمنين بالمسيح، ألسنا مؤمنون بالمسيح؟ عندنا أخطاء. إذاً لماذا لا تطبقون العقيدة هذه علينا، وتسلمونا أذيتكم وشركم ، وأنتم تحاولون أن تفرضوا علينا ثقافتكم! إذا كانت ثقافتنا هذه خطأ فأنتم هؤلاء قد قلتم: أن الله قد ضحى بابنه تكفيراً لخطيئات المؤمنين به، نحن مؤمنون بالمسيح بأنه رسول من عند الله سبحانه وتعالى .

نقول للآخرين من اليهود نفس الشيء، نقول للآخرين من داخل المسلمين ماذا تريدون منّا في الأخير؟ تأتون توعظوننا وتعلموننا وترشدوننا من أجل ماذا؟ غاية ما هناك أننا نرتكب كبائر، نحن مؤمنون بما أنتم مؤمنون به، بعناوين الإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ألسنا مؤمنين بهذه؟.

إذاً غاية ما هناك أننا على ما نحن عليه حتى عندما نعتقد أن أبا بكر ليس خليفة، حتى عندما نغضب على أبي بكر، أو نتكلم على أي شخص من هؤلاء، اعتبرها كبيرة ، عندما تطفح المسألة اعتبرها كبيرة عندك، أنتم هؤلاء قلتم: إن رسول الله سيشفع لأهل الكبائر.

إذاً، أليسوا هم يسدون على أنفسهم الطريق؟ أي: أنهم يغلقون على أنفسهم، لم يعد لهم أي مبرر أن يحاولوا أن يفرضوا علينا أي شيء من عندهم نهائياً لا يهود، ولا نصارى، ولا طوائف من داخل المسلمين .

{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً}(البقرة: من الآية81) بلى، غلط، ليست المسألة على هذا النحو، {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً}(البقرة: من الآية81 مَن، من أي جهة كان ، وأي واحد من أي مكان جَمَّع، ما هناك توبة، ما هناك رجوع إلى الله. فالخطيئات بهذا التعبير كأنها أعداء تتجمع عليه، فتحيطه من كل جهة حتى توقعه في الهاوية؟{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(البقرة:81) أليس هذا جواباً واضحاً؟ يقطع كل هذه الأماني التي لديهم، أصحاب هذه العقائد الباطلة؟ سواء عند يهود، أو عند نصارى، أو عند طوائف أخرى من المسلمين.

{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(البقرة:81)،{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}(البقرة:82) إذاً القضية مبتوتة تماماً بالنسبة للجنة، وبالنسبة للنار ، قضية مبتوتة.

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ}(البقرة: من الآية83)  لاحظ توليهم كيف هو في الأشياء الكبيرة، القضايا الهامة، وفي الأشياء الأخرى حتى الأخلاقيات، حتى الكلمة الطيبة، القول الإحسان {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ} هكذا  يصبح الإنسان في الأخير تقريباً لم يعد لديه شيء إيجابي يعطيه، ولم يعد لديه شيئاً هاماً يتبناه، ويركز عليه، ويقدمه.

تولي من أول ما يسمعون كلام الله، تولي وهم يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله، تولي وهم يقدمون عقائد باطلة تُؤمِّن المجرمين، تولي في ميدان التعامل مع الناس على هذا النحو: العبادة لله سبحانه وتعالى، الإحسان إلى الوالدين وإلى ذوي القربى واليتامى والمساكين، وقولوا للناس حسنى، وهذه من بديهيات الدين، هذه تعتبر من بديهيات الدين، من الأشياء التي هي أعني في دين الله سبحانه وتعالى بشكل عام وأشياء لا تمثل صعوبة في الواقع لا تمثل صعوبة: قول الإحسان، الإحسان للوالدين ولذي القربى واليتامى والمساكين والقول الطيب للناس، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة.

{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}(البقرة: من الآية83) لماذا؟ كلها اعتبرها نتائج لعدم الإهتداء بهدي الله ، تجاوز، عدم تقدير لهذه النعمة العظيمة، حتى في الأخير يصبحون هكذا في واقعهم كل شيء صاروا معرضين ويعملون بالمقلوب في أي مجال هم فيه، وإذا ما يزال لديهم أشياء يحتاجون أن يقدموها فإنما هي في الواقع يكون معها أهداف أخرى لأنه مقامه يفرض عليه، موعظ ـ مثلاً ـ موعظ : لاحظ كيف مقامهم يفرض عليهم، وأهداف أخرى لديهم مثلاً ولاءات معينة، مقامات معينة،  سياسة معينة لم يتعاملوا مع الناس على قضية أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) سيشفع لأهل الكبائر ويسكتون وفي الأخير ، يقولون:[إذاً لم يعد هناك حاجة أننا نتعب أنفسنا ونرشد] لا.

سيأتي يثرثر عليك في المحراب حث على الصلاة .. الصلاة .. الصلاة .. الصلاة ماذا يريد من ورائها؟! يجمِّع الناس إلى المسجد ليضلل عليهم ليكسبهم إلى صفّه، ليخدم جهة معينة، أو يصنع له كياناً معيناً، أليس الموضوع يبدو وكأنه برّ، وكأنه عمل صالح؟. لا، القضية أصبحت في الواقع لم يعد هناك حاجة لهذا لا عند يهود، ولا عند نصارى، ولا عند مسلمين يعتقدون هذه العقيدة! لم تعد المسألة إلا مجرد وظيفة، مجرد عمل، لأنه عندما يقولون: هو رجل دين أمامهم [ مطوّع ] أو عالم، أو من الأحبار، أو من الرهبان ، سيحتاج أن يكون معه ممارسات معينة تكون من الدين يقول لهم يصلون، يوعظهم بأشياء من هذه، لا هي من النوع الثقيل، وليست انطلاقته في الواقع إذا كان هو يتذكر العقيدة هذه التي لديه لم تعد انطلاقة مبررة. ماذا بقي هناك من مشكلة أمام هذه؟ إذا قد عند اليهود: بأن الناس لن تمسهم النار إلا أياماً معدودة، أما النصارى فسيدخله جنة أبيه ـ كما يقولون ـ والمسلمون لو عملت جرائم كبيرة كيفما كانت أيضاً سيشفع له رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) .

إذاً ليس هناك فائدة أنك توجههم للأشياء هذه بكلها لأن رؤيتهم هم الدينية، رؤيتهم الدينية، هي مبنية على قضية جنة ونار، فلا تتعب نفسك ولا تعمل لك هيئة أمر بمعروف ونهي عن منكر، وميزانية خاصة لها، ولا مطوعين بمرتبات، ومرشدين بمرتبات يتحركون ويسيرون، ولا تتعب نفسك في مطبوعات وكتب معينة تعلم الناس كيف يعتقدون وكيف يعملون،  هذا كله قد صار عبثاً.

لو أن المسألة هكذا في دين الله فلن يكون هناك حاجة إلى أشياء كثيرة من هذه، لو أن الرؤية الدينية كلها تقوم على مسألة جنة ونار، وأن القضية هناك شيء معين يعتبر مُؤمِّن للناس على الرغم مما هم عليه فلن يبقى أي حاجة إلى تعليمات أخرى نهائياً لأن كل الذي يقدمه لك على أساس : أنك تدخل الجنة، وتسلم النار، أليس هكذا؟.

إذاً، قد حسم الموضوع من البداية، لو أنا تارك للصلاة وتارك للصيام على ما تقولون فليس ذلك يمثل مشكلة سأدخل الجنة إذا قد آمنت بهذا العنوان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، هذا هو البطاقة، بطاقة دخول الجنة لم تعد تحتاج إلى أي شيء آخر غيره.

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ}(البقرة:84ـ 85) أليست هذه مخالفات واضحة لما هم مقرّون به وشاهدون على إقرارهم به ؟{تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(البقرة: من الآية85) يتحولون في الأخير على مستوى التفاصيل، متى ما انحرف الناس عن هدى الله، تحولوا في الأخير في تصرفاتهم إلى ماذا؟ إلى ما يكون في الواقع مبني على إيمان ببعض الكتاب وكفر ببعض، إيمان ببعض الكتاب عندما يكون إيماناً بأشياء لا تشكل خطورات معينة، أو لها اعتبارات وتعطي قيمة معينة، وكفر ببعض.

هنا لاحظ لأن هناك حالة تجعل الإنسان تكون تصرفاته هكذا! هل في الواقع يوجد هناك في دين الله ما يشكل إحراجات تجعلك تتصرف بهذه الطريقة الخاطئة؟ لا، لكن هنا عندما تفسد النفوس ، عندما يتمادى الناس في الإعراض عن هدي الله، تصبح النتائج بهذا الشكل تصبح دائماً بهذا الشكل .

لاحظ كيف أخيراً يتحدث عنها في نهايتها، من البداية تكون تصرفات الإنسان كلها وبال عليه ، وبال عليه من أول ما قال:{فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ}(البقرة: من الآية79) ثم تحدث عنهم بأنهم:{يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}(البقرة: من الآية79) {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ}(البقرة: من الآية79) ثم يقول:{فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}(البقرة: من الآية79) ودائماً يأتي بعدها بالشكل الذي يبين بأنه تصبح نتائج أعمالك كلها وبالاً عليك، وشراً عليك، وخزياً، وفي الآخرة عذاب {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(البقرة: من الآية85). بينما كان السير على هدي الله، والله قد جعل هداه يسراً ولم يجعل في هداه حرجاً، وتكون  كل نتائجه طيبة لك، وخيراً لك، وجزاءاً حسنٌاً لك في الدنيا وفي الآخرة.

ما الذي قدم في الموضوع هنا حيث جاء بعده:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}(البقرة: من الآية85). أليست قضية معينة تبدو عادية في قضية أسرى؟ وتظاهر على آخرين، وهو محرم عليهم أن يظاهروا عليهم، محرم عليهم أن يخرجوهم، لكن يعملون هذه، ومتى ما أصبحوا أسرى سلموا فدية لإطلاقهم! هنا ظهر فيها ماذا؟ إيمان ببعض الكتاب، وكفر ببعض، يترتب على هذا التهديد الخطير{فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ}(البقرة: من الآية85). فكيف في القضايا الكبيرة، هذه القضية هي قضية اعتبرها من القضايا الطبيعية أو العادية، هذا التعامل مع أسرى برز فيه مظهر من مظاهر ماذا؟ إيمان ببعض الكتاب وكفر ببعض. فكيف عندما يكون الناس في واقعهم مؤمنين ببعض الكتاب وكافرين ببعض في قضايا هامة جداً، قضايا العمل لإعلاء كلمة الله، قضايا جهاد في سبيل الله ، قضايا مواجهة لأعداء الله ، قضية توحد كلمتهم أليست هذه قضايا كبيرة جداً؟!.

فهذه تعتبر مما يبين للناس أن المسألة خطيرة جدا،ً إذا قدمت لك هذه العقوبة الخطيرة في قضية تبدو من القضايا العادية، موضوع أسرى ، فكيف بالقضايا الكبيرة؟.

عندما يعرض الناس عن هدي الله في الأخير تصبح هذه النظرة قائمة ، يصبح يشعر بحرج ، يشعر بالدين هذا عبارة عن جبال أمامه فيحاول يتخلص من هذا، ويحاول ينطلق في هذه، عسى هذه الانطلاقة تكفر عنه تركه للجانب الآخر مع أن الدين ما قدم بهذا الشكل. الله يقول:{مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}(المائدة: من الآية6) {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}(البقرة: من الآية185) .

فدين الله، هدى الله هو بالشكل الذي يمكن للناس أن ينطلقوا عليه بسهولة، ليست قضية يحتاجون أن يتهربوا منها حتى يظهر منهم مظاهر أو عمل أو سلوكيات من هذا النوع، إيمان ببعض وكفر ببعض. للأسف هذه قد تكون ظاهرة في تعاملنا مع القرآن الكريم! إذا كانوا هم، بنوا إسرائيل ـ والله اصطفاهم ـ وتعاملهم قام على هذا النحو مع التوراة، وقدم مثلاً هو من القضايا العادية، موضوع الأسرى، فكيف بالقرآن العظيم، القرآن هذا الكتاب الهام الذي هو مهيمن على كتب الله ـ كلها ـ السابقة، كيف عندما يكون تصرفات الناس، أو تعاملهم مع القرآن هو بالشكل الذي فيه إيمان ببعض وكفر ببعض. أي: رفض للعمل به في بعض آخر، وكان هذا البعض من القضايا الهامة والكبيرة في القرآن. أليست هذه تعتبر حالة خطيرة جداً على المسلمين؟.

معنى هذا أنه يجب على الإنسان أن يفهم ، ويوطّن نفسه على أن ينطلق بأن يعمل بكتاب الله، وأنه لا تشكل حرجاً في الواقع خاصة في الانطلاقة الجماعية عندما يصبح مجتمعاً ستكون هذه القضية تسهل على الناس بشكل كبير ولهذا قال الله:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}(المائدة: من الآية2) قد يكون هناك نوع صعوبة إلتزام في وسط فاسد، مجتمع سيء، مجتمع فاسد، يبدو أن الإلتزام فيه نوع صعوبة، لكن هنا الله يقول للناس: يهاجرون إلى مناطق أخرى. أما إذا استطاع الناس أن يكونوا بشكل مجتمع فيتجهوا للإيمان بكتاب الله والعمل به فستظهر الأشياء يسر بالنسبة لهم ، بالنسبة لهم ؛ لأن الجو نفسه يصبح جواً مؤلفاً من مجتمع، الناس فيه يتواصون بالحق، ويتواصون بالصبر، ويشدون بعضهم بعضاً، المظاهر الأخرى التي هي مخالفة لكتاب الله ، مظاهر فساد، مظاهر المخالفة لكتاب الله تكون شبه معدومة، فسيكون هو بيئة صالحة، الدين فيه سهل أكثر ، ينشأ جيل في وسط يساعد على أن ينشأ نشأة صالحة .

إذاً فنأخذ عبرة من هذه أنه إذا كان المسألة خطيرة إلى هذه الدرجة:{فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (البقرة: من الآية85) } كلمة خزي معناها: ذلة، عذاب، مختلف الأنواع، كلمة شاملة مثل كلمة: مرض في قوله الله تعالى:{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}(البقرة: من الآية10) الخزي يعني: عذاب مخزي، حالة مخزية، وضعية مخزية وكم أصناف الأشياء التي يصبح الناس معها في وضعية تعتبر عذاب مخزي:{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} (البقرة:86) هكذا أخيراً تأتي النتيجة .

أيضاً يبدل الهدى بأثمان قليلة كما يقول في الآية:{اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً}(التوبة: من الآية9) استبدال للآخرة بالدنيا، يعني: تكون كلها تصرفات بالمقلوب، تصرفات كلها سيئة ، ووبال كلها، تمثل خسارة فادحة، تعتبر خسارة فادحة.

{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}(البقرة:86)  عندما تستبدل بدين الله مصالح معينة، أنت هنا اشتريت بآيات الله ثمناً قليلاً أو استبدلت بهدى الله أشياء أخرى باطلة معناه أنك تخليت عن نصيبك في الجنة، تخليت عن الجنة، تخليت عن رضوان الله! أليست هذه خسارة كبيرة؟! أي: نتيجة استبدالهم بدين الله ثمناً قليلاً، مصالح معينة هو أنهم جعلوا هذه الدنيا التي سيعيشون فيها في وضعية مخزية بديلا عن الجنة التي هي مقامات عالية، ونعيم عالي ورضوان من الله أكبر {فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}.

كيف مواقفهم أيضاً مع الرسل الذين يأتونهم  كمجددين ، هل تفترض أنهم عاشوا هذه الفترة مع نبي من الأنبياء كانوا بهذا الشكل؟. لا. أيضاً ظهر من مساوئهم كيف يتعاملون مع الأنبياء الذين يأتونهم من بعد، ومهمة النبي هو: أن يهديهم من جديد، ويعيدهم من جديد إلى طريق الصواب، وإلى السير على هدى الله. وهذا أيضاً مما يبين أن الله سبحانه وتعالى يقيم حججه بشكل كامل، وهي مظهر من مظاهر رحمته. يقول لك على الرغم مما تراهم على هذا النحو السيء فليس هناك تقصير من جانب الله ، هو آتا موسى الكتاب الذي فيه هدى لهم ، وأيضاً أتبعه برسل من بعده:{وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}(البقرة: من الآية87) لم يعودوا يستفيدون حتى ولا من الرسل الجدد الذين يأتون في مرحلة هم أحوج ما يكونون إلى الإهتداء بهديهم ، وإلى الإصغاء لتوجيهاتهم. لكن لا، وصل بهم الحال إلى أنه إذا جاء رسول لا يتأقلم معهم، يقتلونه، أو يكذبون به، ويموت ولا يكون قد أثر فيهم بأي أثر .

 

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

سلسلة دروس رمضان – الدرس الخامس

سورة البقرة من الآية (67) إلى الآية (103)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 5 رمضان 1424هـ

اليمن – صعدة

 

قد يعجبك ايضا