السعودية و(إسرائيل) والنهاية المرتقبة
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح البنوس
لا يختلف دور الكيان السعودي عن دور الكيان الصهيوني الإسرائيلي في المنطقة العربية، صحيح كل واحد منهما يمثل كيانا مستقلا بحد ذاته ، ولكنهما يجتمعان في كثير من المواضع والقضايا والنقاط والمهام التي تمثل مصدرا للشرور والفتن والأزمات والصراعات والحروب في المنطقة ، كلاهما تجمعهما العمالة والخيانة ، ويشتركان في التوحش والإجرام ، فلا فرق بين بني سعود وبني يهود ، فاليهودة ضاربة في بني سعود حتى الجذور ، والتصهين يجري في داخلهم مجرى الدم في العروق ، لذلك نجد الكثير من القواسم والصفات التي تجمع بينهم ، والتي تؤكد أصولهم اليهودية وفي مقدمتها الغدر والمكر والخديعة والتآمر على الإسلام والمسلمين وتسخير كل طاقاتهم وإمكانياتهم من أجل ذلك .
واللافت فيما يتعلق بهذين الكيانين المأزومين أنهما لا يمتلكان القدرة على حماية نفسيهما ومواجهة أي أخطار قد تتهددهما رغم الثروة الهائلة التي يمتلكانها ، فالسعودية الدولة النفطية التي تعد من أكثر دول العالم ثراء لا يمكن لها أن تحمي نفسها بمعزل عن الحماية الأمريكية التي فرضتها عليها الأخيرة بعد أن نجحت في إقحامها في صراعات وأزمات استعدت بها الكثير من دول وشعوب المنطقة ، عملوا على إذكاء الطائفية والمذهبية من خلال الفكر الوهابي الذي صوروا للعالم أنه الممثل الحقيقي للإسلام ، واستخدموا الثروة التي حباها الله لبلاد نجد والحجاز في تمزيق الأمة وتفكيك أوصالها ، سجلهم الإجرامي حافل بالكثير من الجرائم والمذابح التي يندى لها جبين الإنسانية ، دمروا وقتلوا سوريا وشعبها ، واليمن وشعبها ، ولبنان وشعبها ، وتآمروا على مصر وليبيا وقطر وسلطنة عمان والكويت وفلسطين وغيرها من الدول العربية والإسلامية ، تجندوا لمهاجمة حركات المقاومة الإسلامية وكل ما يربط الأمة بربها ونبيها وكتابها ، تنفيذا للأجندة والمخططات والمشاريع الأمريكية التي تخدم كيان العدو الإسرائيلي المسمى ( إسرائيل ) ، فالإسلام عندهم هو ما جاء به ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب ، لا ما جاء به محمد بن عبدالله عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وكان بإمكان الكيان السعودي أن يعيش في أمن واستقرار دون أي منغصات أو مكدرات أو مشاكل ، لو أنه تحلى بالعقل وتخلى عن عمالته وارتهانه للأمريكان والسير خلف توجيهاتهم وتنفيذ مخططاتهم ، ولكنه برعونته وحماقته عمل على استعداء من حوله وشن الاعتداءات والحروب وفرض الحصار عليهم ، وكله من أجل تأمين السلطة والحفاظ على العرش ، لاسيما في ظل تنامي حدة السخط الشعبي السعودي ضده ، وخصوصا بعد أن أظهر آل سعود المزيد من قبحهم ويهودتهم وعمالتهم وإجرامهم العلني ، من خلال تبني صفقة القرن ، وتقاربهم ووقوفهم إلى جانب الكيان الصهيوني ، الذي ( لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة !!! ) بحسب ما أكده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في وقت سابق قبل هزيمته في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة .
والأمر ذاته ينطبق على الكيان الصهيوني الذي يستقوي بالعصا الأمريكية ويرى في الدعم والحماية الأمريكية دافعا له لممارسة جرائمه الوحشية في حق أبناء فلسطين والعمل على إذكاء الصراعات والخلافات بين دول المنطقة، فبغير الحماية والفيتو الأمريكي والتآمر والدعم السعودي ، والخيانة الإماراتية والتصهين الخليجي العربي من قبل الأنظمة المطبعة معه ، ما كان هنالك أي تواجد للكيان الصهيوني المسمى ( إسرائيل ) في المنطقة ، ولكانت الأراضي الفلسطينية المحتلة قد تحررت منذ سنوات عديدة .
لولا أمريكا لما كانت هناك ( السعودية ) ولما وصل آل سعود إلى هذا المستوى من التنمر ، ولولا الدعم والإسناد الأمريكي والخيانة والتآمر السعودي لما كان هناك ( إسرائيل ) ولما وصل كيان العدو الصهيوني إلى هذه الحالة من التفرعن والتوحش ، فكلاهما أوهن وأضعف من بعض ، لذا فإن زوالهما مجرد مسألة وقت ليس إلا ، وبإذن الله ستكون الكلمة الفصل في زوال هذين الكيانين الدخيلين على شعوب ودول المنطقة بعد تأييد الله وعونه لأبطال محور المقاومة من فلسطين واليمن وسوريا والعراق ولبنان وإيران ، ومعهم كل الأحرار في المنطقة .