أمريكا وخداعُها الأخير
موقع أنصار الله || مقالات || مصطفى العنسي
مَن ينتظرِ السلامَ من أمريكا فهو ينتظرُ الموتَ والدمارَ، أمريكا بشَرِّها وإجرامِها ووَحشيتها ونزعتِها العُدوانيّة هي أُمُّ الإرهاب والإجرام والطغيان.. لا يُمكِنُ أنْ تَقفَ يوماً من الأيّام مع السلام أَو تتخلى عن إجرامها وفسادها.. فلسانُ حالِها ومقَالِها يقولُ: اقتلوا المسلمين أينما ثقفتموهم ووجدتموهم..
(إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِم وَتَأْبَى قُلُوبُهُم وَأكثرهُمْ فَاسِقُون) (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً وَأُولئك هُمُ الْمُعْتَدُون).
السلامُ هو اسمٌ مِنْ أسماء اللّهِ الحُسنى يَهبُهُ اللّهُ مَنْ يشاءُ ويمنحُهُ لعبادهِ وأوليائهِ، ولا يمكنُ أَنْ يتحقّقَ السلامُ إلا مِن اللّه وعلى يدِ مَن يصطفيهُمُ اللّهُ لعباده.. أمَّا ما تسعى لهُ أمريكا فهو استسلامٌ وليسَ سلاماً؛ لأَنَّ اللَّهَ العالِمَ بخفايا نُفوسهم وما يكتمُوُنهُ يقول: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِين أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُم وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم).
يجبُ أن نُرسِّخَ في أذهاننا مَنْ نَحنُ ومَنْ هُمْ؟ حتى لا ننخدِعَ بزيفِهمْ ومكرِهمْ وينطليَ علينا خداعُهُم.. في الوقتِ الّذي يسعَونَ فيهِ إلى السلامِ نراهُم في مسارِهم الإجراميّ يزدادونَ إجراماً وطغياناً ويسلُكُون مسلكَ الشيطانِ، يُبدُونَ ما لَا يُخفُون، ويُظهِرونَ ما لَا يَكتُمُون (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ}.
مساعي “السلام” الأخيرة هي مسرحيةٌ لعبت فيها أمريكا دورَ المارد الخفي في دراماتيكية مفضوحة وفي دورٍ قبيح ينبئُ عن وجهها القبيح والذي قد كشفه الله لنا في كتابه:
(أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أكثرهُمْ لَا يُؤْمِنُون) (الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُم فِي كُـلّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُون).
إننا في مواجهة هذا العدوان منذُ 7 أعوام لندرك أننا في مواجهة منبع الشر والإجرام، أمريكا وإسرائيل وأدواتهم وعملائهم من الأعراب والمنافقين.. وندرك بأننا في مواجهتهم سنعاني من عدوانهم وحصارهم الاقتصادي.. ولكن لا يعني ذلك استسلامَنا أَو انتصارَهم علينا.. بل العكس؛ لأَنَّنا مع الله الذي وعدنا بالنصر وحُسنِ العاقبة وسلامةِ المصير ونِعم المنقلب.. فمهما لفُّوا وداروا ومكروا وخانوا فَـإنَّنا لن نضعفَ ولن نستكينَ ولن نستسلمَ، حتى لو حصل ما حصل ولو فنينا عن بكرة أبينا.. بل سنواجهُهم بالله القوي القاهر الذي بيده العاقبةُ والمصير.. وسنواجهُ مساعيَهم الكاذبة ودعواتِهم للسلام الزائفة باستراتيجية واضحة وصريحة أكّـدها اللهُ في كتابه بقوله:
(سَتَجِدُونَ آخرين يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُـلَّ مَا رُدُّوا إلى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ، حَيثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا).