إسقاطُ “سكان إيغل” الأمريكية يسجّـلُ نقطةً إضافيةً في رصيد إنجازات الدفاعات اليمنية

|| صحافة ||

لم تمر 48 ساعة على إسقاط الطائرة الأمريكية بدون طيار “سكان إيغل” في محافظة مأرب، حتى اصطادت الدفاعات الجوية طائرة أخرى من نفس النوع في المحافظة ذاتها، لتؤكّـد عمليًّا على أن النجاحات اليمنية في جبهة الدفاع الجوي ليست أحداثاً عابرة أَو مصادفات، بل إنجازات لعمليات تطوير تسير بخطى ثابتة وفي مسار تصاعدي لمواجهة أحدث التقنيات العالمية والتغلب عليها، برغم صعوبة الظروف وشحة الإمْكَانيات، وهو أمر تؤكّـده قائمة غير بسيطة من أنواع الطائرات المسيرة المتطورة التي تم إسقاطها في اليمن وبشكل متكرّر طيلة الفترة الماضية من عمر العدوان.

طائرة “سكان إيغل” الأمريكية الثانية التي تم إسقاطها مع أول ساعات، يوم أمس الثلاثاء، كانت تنفذ مهاماً عدائية في أجواء منطقة المشجح بمديرية صرواح في محافظة مأرب عندما تم إسقاطها بصاروخ أرض جو، بحسب تصريح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع.

وتعد هذه هي الطائرة الثالثة من هذا النوع التي يتم إسقاطها في اليمن، بعد إسقاط واحدة قبل يومين، وأُخرى في نوفمبر عام 2019.

تكرار عملية إسقاط نفس الطائرة خلال يومين، أعاد تسليط الضوء على القدرات العسكرية اليمنية، خُصُوصاً وأن هذه الطائرة تتمتع بمواصفات متطورة ومزودة بتقنيات حديثة للرصد والتجسس، الأمر الذي أكّـد على أن “تحييد” هذا النوع من الطائرات بات أمراً ثابتاً ونقطة مسجلة في رصيد مميزات وقدرات الدفاعات اليمنية، وليس مُجَـرَّدَ مصادفة، أَو حدثاً عابراً.

وبذلك، يضاف هذا النوع من الطائرات إلى قائمة متنوعة من الطائرات الحديثة بدون طيار، التي تمكّنت القوات المسلحة من إسقاطها بصورة متكرّرة خلال السنوات الماضية، وبما يؤكّـد القدرة على تحييدها والتغلب على أنظمتها المتطورة.

فيما يلي تستعرض صحيفةُ المسيرة نبذةً عن أبرز أنواع الطائرات المسيرة (التجسسية والقتالية) التي أسقطتها الدفاعات اليمنية منذ بدء العدوان:

 

* (MQ9 ريبر) الأمريكية “الحاصدة”:

طائرة مقاتلة بدون طيار تنتجها شركة جنرال أتومكس الأمريكية، يبلغ وزنها نحو خمسة أطنان، وطولها 11 متراً، ويصل عرضها مع الأجنحة إلى 20 متراً، ومهامها متعددة بين التجسس والمراقبة وضرب أهداف (مهامها الهجومية هي المهام الرئيسية)، حَيثُ تستطيع حمل قنابل وصواريخ موجهة بوزن طن.

ويبلغ مدى تحليقها نحو 3 آلاف كيلومتر، ويصل أقصى ارتفاع لها إلى 45 ألف قدم، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو 240 كيلومتراً، وقد تم تصميمها للعمل في الظروف الجوية القاسية، وللتحليق لفترة زمنية طويلة تصل إلى 40 ساعة.

وبحسب عدة مصادر، فَـإنَّ تكلفة بيع النسخة الواحدة من هذه الطائرة تصل إلى 64 مليون دولار.

وتمكّنت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط عدة طائرات من هذا النوع في الحديدة وذمار وصنعاء ومأرب، واعترفت الولايات المتحدة بمعظم هذه العمليات.

 

* (MQ1 بريداتور) الأمريكية “المفترسة”:

هي طائرة مقاتلة بدون طيار تنتجها نفس الشركة الأمريكية، وتم تطوير طائرة “MQ9” عن هذا الإصدار.

يبلغ طول هذه الطائرة 8.2 متر، وطول أجنحتها 14.8 متر، وتزن 512 كيلو غراماً، ومع الحمولة 1020 كيلو غراماً، حَيثُ تستطيع حمل صاروخين، وتحلق على مدى 1100 كيلو متر، وعلى ارتفاع 7620 متراً.

وتصل تكلفة البيع لهذه الطائرة إلى 40 مليون دولار، بحسب بعض المراجع.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية إسقاط طائرة من هذا النوع في مايو 2019 في العاصمة صنعاء.

 

* (RQ20 – بوما) الأمريكية:

طائرة تجسس ومراقبة تنتجها شركة “ايروفيرونمنت” الأمريكية، تم تصميمها للعمل تحت الظروف الجوية القاسية.

يبلغ طول هذه الطائرة 1.4 متر، وطول جناحها 2.8 متر، ووزنها 6.3 كيلو جرام، وتحلق على مدى 20 كيلو متراً، وبسرعة تصل إلى 83 كيلو متراً في الساعة، على ارتفاع 152 متراً، وهي مزودة بتقنيات حديثة للتصوير والرصد الدقيق.

ويبلغ سعر تصنيع النسخة الواحدة من هذه الطائرة 400 ألف دولار، لكن الولايات المتحدة تبيعها بسعر أعلى يشمل التدريب والدعم اللوجستي ومعدات الاستطلاع.

وأعلنت القوات المسلحة اليمنية إسقاط طائرة من هذا النوع في فبراير من العام الماضي قبالة جيزان.

 

* (سكان إيغل Scan Eagle) الأمريكية:

تنتجها شركة “إنسيتو” التابعة لشركة “بوينغ” الأمريكية، وتتمتع بمواصفات حديثة، حَيثُ يتراوح وزنها بين 14- 18 كيلو غراماً، وتستطيع نقل 3.4 كيلو غرام من الحمولة، وتبلغ سرعتها 148 كيلو متراً في الساعة، وتستطيع التحليق في الجو لمدة 24 ساعة على ارتفاع 5950 متراً، ويبلغ سعر تصنيع الوحدة 3.2 مليون دولار، لكنها ثمن بيعها يتجاوز ذلك.

وتتميز الطائرة بكفاءة عالية في أداء المهام تحت الظروف الصعبة ودرجات الحرارة العالية، ويتم استخدامها لمهام الاستطلاع في فوق البحار أَيْـضاً، وهي مزودة بأنظمة حديثة للرصد والاستطلاع والتصوير الدقيق لمساحات واسعة ورسم الخرائط.

 

* (CH4) الصينية:

تعتبر نسخة صينية من طائرة “MQ9” الأمريكية، وهي طائرة مقاتلة بدون طيار، مداها يصل إلى 5 آلاف كيلو متر، وتحمل عدة صواريخ، ويمكنها الإطلاق من ارتفاعات عالية.

واستخدم تحالف العدوان هذا النوع من الطائرات بشكل مكثّـف في عملياته العدائية على اليمن، وتمكّنت القوات المسلحة من إسقاط عدد منها في عدة جبهات.

 

* (وينغ لونغ 1و 2) الصينية:

طائرة مقاتلة بدون طيار تنتجها الصين كمنافس لطائرة “MQ9” الأمريكية، حَيثُ يبلغ طولها الجيل الثاني منها “وينغ لونغ2” حوالي 11 متراً، ويصل طول الأجنحة إلى 20 متراً، وهي قادرة على حمل ما يصل إلى 12 قنبلة وصواريخ متنوعة موجهة بالليزر.

أما الجيل الأول فيستطيع حمل قنبلتين أَو صاروخين.

وقد تمكّنت القوات المسلحة من إسقاط عدة طائرات من هذه النوعية خلال الفترة الماضية بصواريخ أرض جو.

 

* (كاراييل) التركية:

هي طائرة مقاتلة بدون طيار، تنتجها شركة “فستيل” التركية، يبلغ طولها 6.5 متر، وطول جناحها 10.5 متر، وتحلق بسرعة تصل إلى 148 كيلومتراً في الساعة، لمدة تصل إلى 20 ساعة، على ارتفاع يصل إلى 6800 متر.

وقد صممتها الشركة المصنعة وفقاً لمعيار حلف شمال الأطلسي “النيتو”، وزوَّدتها بتقنيات وأنظمة حديثة للمناورة والتغلب على الظروف الجوية، وتجديد الطاقة، والرصد الدقيق وشن الهجمات.

وقد تمكّنت القوات المسلحة من إسقاط طائرتين على الأقل من هذا النوع.

****

يشار إلى أن هذه ليست القائمة الكاملة لأنواع الطائرات المسيرة المعادية التي تمكّنت القوات المسلحة من إسقاطها وبشكل متكرّر خلال العدوان على اليمن، فهناك العشرات من أنواع الطائرات (الاستطلاعية بالذات) التي تم إسقاطها في مختلف الجبهات، بالأسلحة الرشاشة والقناصات التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، خلال المواجهات.

كما أن هناك العديد من الطائرات المسيرة التي تعرّض حُطامُها لقصفٍ من قبل الطيران الحربي التابع لتحالف العدوان بعد أن تم إسقاطُها.

لكن الأنواع سالفة الذكر تؤكّـد وبما لا يدع مجالاً للشك أن مسارَ تطوير قدرات الدفاع الجوي يمضي بخُطىً ثابتة مواكباً أحدث التقنيات العالمية (غربية وشرقية)، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً بالنظر إلى صعوبة الظروف وشحة الإمْكَانات، إلا أن هذا التحدي يؤكّـد على أن النجاحات التي تحقّقها الدفاعات اليمنية ليست مُجَـرّد مصادفات أَو أحداث عابرة، بل هي إنجازاتٌ ثابتة تبشّر بالوصول إلى مستوى عالٍ من التطور في هذا المجال.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا