حتى لا تكون أعمارنا حسرات

إذا كنت لا تفرح بأي إنجازٍ تعمله من الأعمال الصالحة، وأنت في ميدان المواجهة مع أعداء الله فإن ذلك يعني أن العمل الذي تتحرك فيه ليس ذو أهمية لديك فنتائجه ليست مهمة بالشكل الذي يجعلك تفرح وترتاح {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بنصر الله} {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}. الشيء السيئ هو أن يكتشف الناس أنفسهم كل فترة أنهم فعلاً قصروا، وأنهم فعلاً فاتتهم الفرصة، وأنهم فعلاً أخطأوا، وأنهم.. وأنهم.

أن يعيش الناس أعمارهم حسرات هذا هو الشيء الذي ينافي الإيمان، هذا هو الشيء الذي هو من نتائج الإهمال والتقصير، هو الشيء الذي يجنيه المقصرون, واللائباليون [آبو هاه, والله إن كان.. لو كان.. لو كان.. لو كان] ألم يعرض الله عبارة: (لو كان) هي عبارة حسرة وندم، يقولها المقصرون؟ {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ}(البقرة: من الآية167) {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}(الزمر: من الآية58) لو.. لو.. هي تكررت كثيراً في القرآن، منطق من؟. منطق المقصرين، لكن من يعملون, ويتجهون في سبيل الله بأعمالهم هم حتى ولو افترض الأمر أنهم أخطأوا في موقف معين، أو في يوم معين، أو في حركة معينة فإنهم أيضاً من سيستفيدون من أخطائهم، لكن أولئك المقصرين هم عادة لا يستفيدون من أخطائهم؛ لأن المقصر هو من يضيع الفرص، ((وإضاعة الفرصة غصة)) كما قال الإمام علي (عليه السلام)، ((والفرصة تمر مر السحاب)) كما قال هو أيضاً.

المهملون, المتخاذلون, المقصرون هم عادة يفوتهم أن يتداركوا تقصيرهم في كثير من الحالات، لكن من هم ينطلقون في الأعمال سيكتشفون أنهم أصابوا فيفرحوا، وقد يكتشفون أنهم أخطأوا في موقف معين, أو في قرار معين, هم أيضاً من سيستفيدون من خطأهم، ما هي أسبابه؟ منشأوه؟ نتائجه؟ فيصححون وضعيتهم من جديد، يستفيدون من أخطائهم.. وهكذا المؤمنون يستفيدون حتى أيضاً من أعدائهم.

السيد حسين بدرالدين الحوثي

 

 [خطر دخول أمريكا اليمن]

قد يعجبك ايضا