النصرُ لشعبٍ يتولَّى علياً

‏موقع أنصار الله || مقالات || منصور البكالي

لمن يبحث عن كمال الدين وتمام نِعَمِ الله والإيمان به، وجوهر الرسالة المحمدية، عليه بتنفيذ ما أمر اللهُ به رسولَه الذي أمر المسلمين يومَ غدير خُم بتولي الإمام عليٍّ حين وقف فيهم وقفته المشهودة ليبلغ ما أمره الله به، مخاطباً إياهم بقوله: “من كنت وليه فهذا علياً مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله”.

أما من يريد معرفة كيفية التولي الحقيقي لله ولرسوله وللذين آمنوا الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون، ويريد معرفة ثمار التولي، ومن هم المتولون، وما صفاتهم، ومن يعادون، وأين يسكنون، وكيف علاقتهم بالله وبكتابه وبرسوله وآل بيته الأطهار، وكيف يتعاملون مع أعدائهم وإخوانهم، وما هي رؤيتهم للأحداث، عليه بالنظر إلى أبناء الشعب اليمني المغمورين بحب علي والتشيع فيه والاتباع له، قولاً وفعلاً وتضحيةً، وعليه التعمق والتدقيق بالنظر إلى قائدهم الشجاع المخلص والصادق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- وَإلى الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -عليه السلام- وملازمه وما احتوت عليه من دروس هدي القرآن، بل وإلى الشهيد الرئيس الصماد كنموذج معبِّر عن حقيقة المتولين لله ولرسوله ولأعلام الهدى وَإلى الجيش اليمني واللجان الشعبيّة، وهم في جبهات المواجهة للعدوان الأمريكي السعوديّ.

ولمن يريد معرفةَ بأس علي وعدو علي وحكمة علي فعليه بإرجاع النظر كرتين وكرتين وكرات عديدة إلى الشعب اليمني العظيم وقيادته الربانية وخطاباتها ودروسها ومواعظها ألف مرة ومرة ومرة.. ليعرف طريق التولي وثماره، ومصداقيته في الواقع، فيلحق بسفينة النجاة ويصحح إسلامه ويتأكّـد من سلامة دينه ودنياه قبل فوات الأوان.

فشعبُنا اليمني الصابر والصامد أمام أعتى وأكبر وأخطر حربٍ عدوانية عرفها التاريخ منذ الأزل، تشرب شجاعة الإمام علي في أوردته عن دراية وقُرب ورؤيةٍ منبعها القرآن الكريم، وعترة آل بيت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، حتى قوي ساعده واشتد عضده، فكان مصير من وقف في وجهه من دول العدوان شبيه بمصير عمر بن ود العامري الذي بارزه علي -عليه السلام- في غزوة الخندق، ومصير قلعة خيبر ويهودها حين قاد معركتَها الإمامُ علي أَيْـضاً.

أما رؤيةُ عليٍّ وحكمته وصبره، وتعامله مع المخالفين له من أبناء الأُمَّــة منذ يوم السقيفة والانقلاب الأموي فيها على دين الله ورسالة السماء، فيجسده شعبنا في تعامله مع مرتزِقة العدوان والخونة والعملاء والعائدين إلى حضن الوطن.

ولمن يريد معرفة سبب انتصار شعبنا اليمني في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقتهم في مختلف الجبهات طيلة سبع سنوات وما سبقها من 6 حروب على محافظة صعدة، وسبب خذلان بقية الشعوب، فهي نتيجة حتمية وترجمة فعلية لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن يوالي علياً في دعوته “وانصر من نصره واخذل من خذله”.

شعبُنا منتصِرٌ لقُربه وتمسكه بيوم الولاية ونهجها، وليس للأُمَّـة وشعوبها مخرج مما هي فيه ما لم تعود وتلتزم بمبادئ وقيم الولاية التي أمر الله بها رسوله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وأكمل بها الدين والنعم على المسلمين، وتعود إلى كتاب الله وعترة آل البيت وتقطع موالاتها لليهود والنصارى والمسارعة فيهم، وهذا هو زمن كشف الحقائق والتجليات ليحق الحق ويبطل الباطل، ويومئذ يفرحُ المؤمنون بنصر الله.

 

قد يعجبك ايضا