الأمة الإسلامية..  عوامل الضياع وأسباب الانكسار

تقرير ||

تركت الانحرافات الماضية تشوهات كبيرة في حاضر الأمة على كافة المستويات التربوية والسياسية والثقافية وفي مستويات الوعي وغرقت في أمواج متلاطمة من النكسات والفشل نتيجة تبنيها لمفاهيم ورؤى بعيدة عن القرآن والرسول وأهل بيته الذين يشكلون امتداداً للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، فبرزت اتجاهات متعددة ومسارات متناقضة تتبنى أفكاراً مستوردة شكلت أرضية لصراعات بينية وتجاذبات سياسية وثقافية جعلت الأمة فريسة سهلة لقوى استعمارية فضاعت بين مخالب الغزاة الذين تقاسموا الثروة والأرض، فأجزاء أمريكا وأجزاء أخرى احتلتها بريطانيا وأخرى بيد فرنسا وجزء آخر بيد إيطاليا ولم تكتفِ هذه الدول الاستعمارية بالسيطرة على الجغرافيا ونهب الثروات بل سعت لفرض ثقافاتها ولغتها وطمس الهوية الإسلامية.

وفي هذا التقرير سنحاول استعراض جزء من قراءة الشهيد القائد السيد / حسين بدرالدين الحوثي  لواقع الأمة الذي وصلت إليه قبل إطلاق موقفه ومشروعه الذي قدمه من خلال القرآن الكريم كمشروع يقدم الحل والخلاص والتحرر من هيمنة أمريكا وخروجاً من الوضعية السيئة والضياع والتحدي، مع غياب ما يمثل حصانة لهم من الاستهداف المتواصل والهجمة، والحرب الشاملة يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في محاضرة[الإرهاب والسلام]((الأمريكيون يتحركون، اليهود يتحركون، كل أولئك يتحركون بكل ما يستطيعون في مواجهة المسلمين، في سبيل إذلال المسلمين، في سبيل تحطيم اقتصادهم، في سبيل مسخ ثقافتهم، في سبيل إفساد أخلاقهم، ثم أيضاً حرب مسلحة ضد مختلف المسلمين في مختلف بقاع البلاد الإسلامية، أليس هذا هو ما نشاهده؟))

 

كيف ضاعت الأمة؟

يرى الشهيد القائد (رضوان الله عليه) أن ضياع الأمة لم يكن وليد اللحظة بل هو نتاج لانحرافات سابقة عززت لديهم عوامل الضياع يقول في محاضرة [معرفة الله ـ نعم الله ـ الدرس الثاني]: ((الأمة ضاعت من أول يوم بعد موت الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وهكذا تعززت عوامل الضياع، تعززت على طريق ما قدمه الآخرون لنا من ثقافات مغلوطة تحول الآيات القرآنية إلى غير المجال أو تحول توجهنا نحن من خلال تأويل الآيات القرآنية إلى غير ما يراد منا في واقع الحياة)).

وقال في محاضرة [لقاء المعلمين] واصفا الوضع المعاصر الذي هو امتداد لمراحل سابقة من الضياع والتيه والتخبط الذي وقعت فيه الأمة نتيجة عدم قيامها بمسؤوليتها: ((انظر لمّا أضعنا المسؤولية ألسنا ضائعين في كل مجالات حياتنا؟ الأمة هذه ضاعت في كل مجالات حياتها فأصبحت أمة مقهورة، مستضعفة، مستذلة، مستسلمة لعدوها قبل أن يصل إليها ، قبل ما يبدي عليها قد هم مستسلمين له، يعمل له قواعد في داخل بلادهم، وهم منتظرين له يضرب العراق، ومنتظرين له يضرب السعودية، ومنتظرين يضرب سوريا، مستسلمين، عندما أضاعوا المسؤولية، أضاعوا عزم الأمور، أضاعوا حزم الأمور)).

 

الواقع الديني والبدائل المغلوطة

عندما نعود إلى بداية ظهور الإسلام ونطالع سيرة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) والمعاناة التي عاناها والجهود التي بذلها في سبيل نشر رسالة الله سبحانه وتعالى فسنجد أنه من غير المنطقي أن يترك الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) المسار الذي يجب على أمته أن تسلكه بعد وفاته وقد فعل ذلك ورسم لها الطريق وأعلمها بمن يقودها بعده، لكن الانحرافات التي حدثت بعد وفاة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) شكلت بداية السقوط وهيأت الأرضية والساحة والجبابرة ليحكموا الأمة ليحكموا الأمة بدلاً عن من يمثلون امتداداًَ لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فجاءت البدائل المغلوطة ولذلك يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في محاضرة [الدرس الثامن عشر ـ دروس رمضان]: ((عندما لم تؤخذ منهجية تعليم الناس من خلال القرآن الكريم فعلاً حصل ضياع للأمة وضياع للأعمار وضياع للأجيال ضياع للناس)) ..

وبدلاً من الاعتماد على القرآن الكريم يعتمدون على أحاديث أغلبها غير صحيحة ومكذوبة على رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ويعتبرونها هي السنة ليتمكن أعداء الأمة من اختراقها دينياً يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع]: ((كل الحرب القائمة ضدنا هي تتوجه رأساً من جانبهم إلى الدين نفسه)).

فتنشأ الجماعات المتطرفة ويعلوا الخطاب التكفيري فوق كل خطاب وأصبحت الأمة الإسلامية برمتها تعاني من هذه الجماعات التي تتقمص لباس الإسلام وتمارس الخداع والتضليل وتتلقى دعماً غير محدوداً من أعداء الأمة فجيشت الشباب المخدوع لمحارق الموت لمستوى أن رأينا من يفجر نفسه وسط الأسواق والتجمعات فيما تقود حالياً موجات الحروب الدموية التي تستهدف أبناء الأمة دون غيرهم فرأينا جرائم يندي لها جبين الإنسانية في العراق وفي سوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية..

في المقابل أيضاً قدموا للأمة أعلاما وهمية ورموزاً كرتونية جعلت الكثير من أبناء الأمة لا يرون في الإسلام حلاً ولا يقدم شيئا ولا يبني شيئا فكثر المضلون باسم الدين ووسائل التضليل والخداع وزادت محاولات إبعاد الناس عن القرآن الكريم بأي وسيلة.

لماذا يحاربون القرآن؟

 

الجواب كما يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) ـ في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع]: ((؟ لأنهم يعرفون أن القرآن الكريم هو وحده، هو وحده الذي يستطيع أن يبني أمة واحدة، هو الذي يستطيع أن يبني أمة قوية، وأن لغته اللغة العربية التي هي أساس من أسس فهمه يجب أن تحارب، يجب أن تقصى، أن تعمم بدلاً منها اللغة الانجليزية، أن نترك الشباب يشعرون بإعجاب، بعظمة، عندما يتعلمون اللغة الإنجليزية.)) .

وعلى هذا الأساس يؤكد السيد عبد الملك (يحفظه الله) في كلمته بمناسبة [ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام)1435هـ]: ((دائماً ما تطرأ عملية التحريف للمفاهيم الدينية ومن خلال رموز مضلين – لديهم قدرات فائقة على التضليل للناس، ولديهم القدرة على توظيف  الخطاب الديني نفسه ، من خلال تحريف مفاهيمه وقلب مبادئه رأساً على عقب ، يستطيعون من خلال ذلك التضليل للكثير من الناس ، والخداع للكثير من الناس عوامل متعددة تُسهم في عملية التحريف للمفاهيم الدينية .عندما ينتصر الدين ويصبح حقيقةً واقعةً ثابتة ، ويرى فيه الآخرون أنه في ظهوره ، في ثقله في انتصاره، في هيمنته في الواقع ، أصبح ثابتاً راسخاً لا يمكن أبداً التخلُّص منه ولا إزالته – أصبح ارتباط الناس به ارتباطاً وثيقاً ثابتا لا يمكن فصلهم عنه )).

 

على المستوى الثقافي والإعلامي

يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في محاضرة [الوحدة الإيمانية]: ((مثقفون يدعون إلى التخلي عما نحن عليه، وأن نتثقف بثقافة الغرب، حتى نلحق بركاب الغرب! هذا شاهد أنه وجد من داخل هذه الأمة من يتنكر للدين كله عندما لم ير لهذا الدين أثراً في الحياة، وعندما وجد الحياة هناك على أبرز مظهرها لدى الغربيين تنكر للدين كله، وحاول أن يثقف نفسه بثقافة الغربيين.

أوليس هذا حاصلاً؟ أوليس كل من يرون أنفسهم أنهم يسيرون على أن يلحقوا بركاب الغرب يثقفون أنفسهم بثقافة الغرب؟ ألم تصبح النساء في الدول العربية متبرجات كالنساء الغربيات؟ وهم عندما يعملون هذه ماذا يعني؟ يتنكرون للقيم الإسلامية؛ لأنها لا جدوى منها، نحن نريد أن نلحق بركاب الغرب! وهذه واحدة من مظاهر الغرب، مجرد مظهر سنعمله. هكذا، يعني موقفهم، مجرد مظهر يتعلق بالزي، أو بالنمط المعماري، أو بأي تقليد من تقاليد الحياة والمعيشة، ينطلقون ليلتزموا به)).

بل وصل الحال بأن سعى الأعداء وتدخلوا في تغييب التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ومعالم ورموز الإسلام من المناهج التعليمية والإعلام يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) ـ في محاضرة [يوم القدس العالمي]: ((في اليمن يشدون اليمنيين إلى التاريخ السبأي والحميري، ويجعلونهم يقدسون، ويعظمون بقايا أعمدة في مأرب من آثار دولة معين، أو آثار دولة سبأ في مأرب، وفي الجوف، أو في غيرها، وأن هذا هو تاريخنا وأنا كنا أصحاب حضارة، وكنا.. وكنا.. والتاريخ الإسلامي لا أثر له!.

في مصر نفس الشيء يشدون المصريين إلى تاريخهم الفرعوني، ويضعون لفرعون رمسيس [تمثالاً] كبيراً في ميدان يسمونه[ميدان رمسيس] وتسمع: [شارع رمسيس] [مطعم رمسيس] [صالون رمسيس] وترى النقوش الفرعونية من جديد.. وأحياناً اللهجة العبرانية التي يعتقدون بأنها هي كانت هي اللهجة الفرعونية [شالوم عليخوم] يستخدمها الآن المصريون في منطقهم في شوارع القاهرة – كما بلغنا [السلام عليكم] [شالوم عليخوم] اللهجة العبرانية التي يعتقدون بأنها هي من تراثهم القديم، ومن الشيء الذي يجب أن يفتخروا به. في العراق في سوريا نفس الشيء التاريخ الآشوري التاريخ البابلي وهكذا في كل منطقة أضلوا)).

ويقول أيضاً بأن الموضوع لم يعد مقتصرا على ما يأتي من الأعداء بل أصبحت السلطات العربية هي من تعمل على تجهيل الشعوب: ((من أين يحصل هذا؟ شد العرب إلى تاريخهم الجاهلي؟ هل عن طريق أفراد عاديين؟ أم عن طريق وزارات الثقافة في بلدانهم؟ وزارة الثقافة التي هي جزءٌ من الدولة في كل وطن عربي هي التي تهتم بأن تشد أبناء ذلك الوطن إلى تاريخهم الجاهلي.))

كما يقول (رضوان الله عليه) في محاضرة [لتحذن حذو بني إسرائيل]: ((استعمار في كل مجالات شؤوننا، وحرب لديننا نراها ونشهدها، وإفساد في أرضنا، وإفساد لشبابنا، وإفساد لنسائنا، وإفساد لكبارنا وصغارنا.. أليس هذا هو ما يحصل في البلاد العربية كلها؟.

سافر إلى القاهرة، أو إلى عمَّان، أو إلى دمشق، أو إلى بغداد، أو إلى أي بلد عربي إسلامي تجد المرأة العربية المسلمة لا تفرق بين مظهرها وشكلها وبين المرأة الأوربية المسيحية أو اليهودية، حتى النساء في فلسطين وفي (البوسنة) ترى المرأة التي تصرخ وتبكي على ابنها وهو قتيل، أو جريح، أو تبكي على بيتها وهو مهدم على أيدي اليهود هي في شكلها لا تختلف عن أم ذلك اليهودي، عن زوجة ذلك اليهودي الذي هدّم بيتها وقتل ابنها)).

ويضيف: ((يقدمون في المسلسلات العربية – التي يسمونها عربية – يقدمون المرأة التي زيها مازال زياً عربياً هي الشغالة، وهي الخادمة، ألسنا نشاهد هذا في المسلسلات المصرية؟ المرأة التي دورها شغالة، أو خادمة، أو بوابة عملها عمل ممتهن، أليست هي تبدو بالشكل العربي وبزيها العربي؟ لكن المرأة ذات الدور المهم داخل المسلسل، بطلة تلك القصة هي من تبدو مشبهة تماماً للمرأة الأوربية؛ لنقول: هكذا هو التحضر.

 لا يليق بها حتى ولا أن تمثل دوراً لائقاً إلا وهي بزي المرأة الأوربية، الزي المفضوح، الزي الذي يفسد كل من يشاهده، ويرسخ في أذهان نسائنا أن تلك النساء اللاتي ما يزلن محافظات على زيهن العربي، على حجابهن الإسلامي ها هن منحطات، إنما هن فرَّاشات ويقمن بدور الفرَّاشة، بدور الخادمة، بدور الطباخة في هذا المسلسل الذي يسمونه أيضاً [المسلسل العربي]، والذي يقول مخرجوه: أنه من أجل معالجة مشكلات اجتماعية. أليس هذا هو من يصنع مشكلات اجتماعية؟. أليس هذا هو من يخدم أعداء الله؟. أليس هذا هو من يساعد المرأة، من يدفع بالمرأة التي تشاهد إلى أن تتبرج؟)).

وعن هيمنة اليهود على الإعلام العالمي وصناعة الرأي العام وضعف الأمة في مواجهة الإعلام الصهيوني فرغم كثرة القنوات الفضائية والمحطات العربية إلا أن أغلبها يوجهها اليهود فيما يخدمهم على المستوى البعيد، يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) ـ في محاضرة [يوم القدس العالمي]: ((ثم لماذا في الجانب الإعلامي أيضاً، في الجانب الإعلامي.. اليهود هم الآن أرفع وعياً من المسلمين، اليهود أكثر وعياً فيما يتعلق بالمواجهة في صراعنا الآن. ألسنا نقول أن الصراع [صراع عربي إسرائيلي]، والعرب يقولون هكذا: [صراع عربي إسرائيلي] العرب أو المسلمون بصورة عامة.. الإسرائيليون استطاعوا أن يخلقوا وعياً يهودياً داخل إسرائيل فيما يتعلق بالصراع مع العرب أفضل بكثير مما يعمله العرب، بل لا يعمل العرب شيئاً.

طلبوا من الإعلام العربي إزالة كلمة [العدو الإسرائيلي] التي كانت تستخدم، فأصبحت أجهزة الإعلام لا تتحدث – حتى الفلسطينية – لا تتحدث عن العدو الإسرائيلي، بل الفلسطينيون أنفسهم – وهذا من العجيب ومما يثير الاستغراب والأسى في وقت واحد – أن الفلسطينيين كلما سمعناهم يتحدثون عن هذا الظرف يقولون: [حكومة شارون، شارون، حكومة شارون، حكومة شارون]، لم يقولوا (إسرائيل)؛ لأنهم قد اعترفوا بإسرائيل، وإنما هذا كشخص يهودي هو [حكومة شارون] لو أنها حكومة شخص آخر ما يمكن أن تعمل هذا الشيء! المشكلة هو شارون باعتباره رئيس وزراء. أما إسرائيل ما كأنها مشكلة، ما كأن وجودها مشكلة، فأصبحوا يقولون: [حكومة شارون].

 

على المستوى السياسي

أما على المستوى السياسي فقد وصلت الأمة مستويات مؤلمة من التبعية والهوان والذلة والخنوع لدرجة أن أكثر من 300 مليون عربي أصبحوا تحت رحمة 5 مليون يهودي وهم من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة ولدى الأمة أكثر من 23 زعيما عربيا كلهم لا تقيم لهم إسرائيل أي وزن بل إنها استطاعت توظيفهم في خدمة أهدافها وضرب الشعوب العربية التي يحكمونها بالحديد والنار و أصبح نتانياهو يشكرهم ويشيد بجهودهم ودعمهم لتحقيق ما يسمى (صفقة القرن)..

وخلال تأمل الشهيد القائد لواقع الأمة وبالذات الواقع العربي وسهولة خداعهم وبساطة تفكيرهم أمام أحداث وقضايا مهمة وحقائق واضحة يصدقون بكل بساطة شعارات وهمية وكاذبة حيث يقول في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع]: ((لا أعتقد أن هناك أغبى منا نحن العرب، نصدق، حرية، حرية، وكل واحد ذهب لوحده، اجتهاد، آراء، أقوال، أحزاب، كذا.. الخ، وفي الأخير يهجمون علينا، نرى أنفسنا في الأخير، ما الذي نحتاج إليه؟ ألسنا الآن نحتاج إلى الموقف الواحد، في مواجهتهم، أو نحتاج إلى مزيد من الأحزاب، ومزيد من الاجتهادات، ومزيد من الرأي، والرأي الآخر؟ ما الذي نحتاج إليه؟ أي إنسان منا مهما كانت ثقافته محدودة يفهم أن الذي يحتاج إليه العرب الآن، يحتاج إليه المسلمون اليوم هو ماذا؟ موقف واحد في مواجهة أولئك، شخص واحد يقود هذه الأمة في مواجهة أولئك، كما ظهروا علينا برجل واحد، يعبر عن ذلك العالم الغربي بكله، وموقف واحد، وتحرك واحد. ما هذا الذي حصل؟)).

 

على المستوى الاقتصادي

 يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه)في محاضرة [الإسلام وثقافة الإتباع] : ((يريدون ألا تحصل هذه الأمة على خبرات عالية لا تصبح دول مصنعة مع أنها تمتلك ثروات هائلة تبقى سوق استهلاكية وتبقى الثروات الرهيبة الكبيرة جداً التي تربض عليها هذه الشعوب تكون كلها مصلحتها لهم للغربيين ، وإلا فبلدان مثل السعودية هي كانت مؤهلة باعتبار ثرواتها أن تصل إلى مثل اليابان وليس فقط مثل كوريا، دول الخليج كذلك رؤوس الأموال الهائلة ، العراق كذلك كل شعوب هذه المنطقة كان المفترض أن تكون هي أرقى بكثير مما وصلت إليه أمريكا يحاولون، يحاولون أن لا تنشأ كفاءات علمية ، إذا ما حصل أحد على خبرة معينة يحاولون أن يحتووه هم وإلا دبروا حاله ، كم حصل من اغتيالات لخبراء وعلماء)).

ويقول (رضوان الله عليه) في محاضرة [يوم القدس العالمي]: ((هم لا يريدون أن يصل الناس إلى مستوى أن يصنعوا لأنفسهم، أن يكتفوا بأنفسهم في مجال الزراعة, في مختلف شئون الحياة لا يودون لنا أي خير يريدون منا أن نظل سوقاً استهلاكية نستهلك منتجاتهم, وليضعوا مصنعاً هنا في هذا البلد العربي, أو في ذلك البلد العربي المصنع لنفس الشركة اسم المنتج يحمل نفس اسم الشركة صابون [آريال] صابون [كرستال] صابون كذا كلها نفس الأسماء بسكوت أبو ولد وغيره هي نفس الأسماء لنفس الشركات والمنتج لها الرئيسي، والشركة يكون مقرها في بريطانيا أو في أي مكان في دول الغرب أو في أمريكا وهنا مصنع يوفر عليهم كثير من الأموال عندما يكون مصنع هنا.. وليخدعونا نحن بأن هذا هو منتج وطني، واقرأ على كثير من المنتجات [بترخيص من شركة كذا] التي مقرها في نيويورك أو مقرها في لندن أو في أي دولة من الدول الأخرى، فكل ما نستهلك معظمه يصب إلى جيوب اليهود)).

وأمام هذا الواقع البائس أصبح المواطن العربي يتحسس من الانتماء لعروبته يقول (رضوان الله عليه) في محاضرة [لا عذر للجميع أمام الله] : ((أليس وضع الأمة العربية وضعاً سيئاً جداً في حياتهم المعيشية، في كل شؤونهم؟ أصبح العربي لا يفتخر بأنه عربي، من هو ذلك الذي يفتخر بأنه عربي؟ هل أحد أصبح إلى درجة أن يفتخر بأنه عربي؟ أصبح العربي الذي تجنس بجنسية أمريكية أو بريطانية يفتخر بأنه استطاع أن يتجنس أن يأخذ الجنسية الأمريكية أنه عربي أمريكي، لكن العربي الأصيل العربي الذي لا يزال عربياً أصبح لا يرى بأن هناك بين يديه ولا في واقع حياته ما يجعله يفتخر بأنه عربي)).

 

واقع أسوأ من واقع اليهود

يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في محاضرة [لا عذر للجميع أمام الله]: ((ولنعرف بأننا في واقعنا في واقع مظلم أسوأ من واقع اليهود أننا نرى أن اليهود والنصارى هم من يستذلوننا، أليس كذلك؟ أليس المسلمون الآن، أليس العرب الآن تحت أقدام اليهود والنصارى حكومات وشعوب؟ ألم يقل الله عن اليهود والنصارى أنه قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله؟ هل رفعت الذلة والمسكنة عنهم؟. لا لم تُرفع، ما يزالون، لكنا نحن من أصبحنا أذلّ منهم، من ضُربت علينا ذلة ومسكنة أسوأ مما ضربت على بني إسرائيل. هل تفهموا هذا؟.

فعندما ترى أن الأمة العربية والأمة الإسلامية أصبحت تحت أقدام اليهود والنصارى، وأن اليهود والنصارى حكى الله عنهم بأنه ضرب عليهم الذلة والمسكنة، وأنهم قد باءوا بغضب منه، وترانا نحن المسلمين، نحن العرب تحت رحمة اليهود والنصارى، أليس كذلك؟. ماذا يعني هذا؟ يعني هذا أننا في واقعنا، في تقصير ٍأمام الله أسوأ مما اليهود)) 

كما يقول (رضوان الله عليه) في محاضرة [يوم القدس العالمي]: ((وفعلاً إسرائيل استطاعت أن تصل إلى درجة لا يوقفها أمام ما تريد أحد.. فالغرب وراءها، والعرب مستسلمون، العرب مهزومون، لا يستطيعون أن يحركوا ساكناً – دولهم بالطبع – دولهم. وإنما المسألة هي مسألة وقت، واليهود يستمرون في خططهم، ويعملون على تهيئة الأجواء المناسبة لأن يقوموا بعمل ما في الوقت المناسب.

نحن الآن أمام هزيمة، تحدثنا أن العرب والمسلمين أمام هزيمة حقيقية بالنسبة لليهود مَن حكى الله عنهم هذه الأشياء.. فما هي مشكلة العرب والمسلمين؟ مشكلة العرب، مشكلة المسلمين أنهم لم يثقوا بالله، لم يثقوا بالله؛ ولهذا لم يرجعوا إلى كتابه، لم نثق بالله فلم نرجع إلى كتابه، ولم نثق برسوله (صلوات الله وسلامه عليه)، لم يثقوا بالله، ولم يثقوا برسوله، ولم يعرفوا الله المعرفة الكافية، المعرفة المطلوبة، ولم يعرفوا رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) المعرفة الكافية، المعرفة المطلوبة.. فظلوا دائماً يدورون في حلقةٍ مفرغة، وظلوا دائماً يتلقون الضربة تلو الضربة، مستسلمين، مستذلين، مستكينين.

فمن هنا نعرف سر هزيمة العرب، سر هزيمة المسلمين، وأن الإسلام ليس هو الذي يصارع “إسرائيل”، الإسلام، القرآن ليس هو الذي يصارع اليهود، إنما – كما قلت سابقاً – عرب بدون قرآن، ومسلمون بدون إسلام، وبدون قرآن)). 

 

قد يعجبك ايضا