المشروع القرآني قوة عصفت بكل التحديات

 

ردة الفعل التي ركَّزت على التصدي لهذا المشروع، والمحاربة له، ولأن السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- انطلق على أساس هذا الموقف، وعلى أساس هذا الخيار، ولم يكن له أي أجندة أخرى، ولا ارتباطات أخرى، المشروع القرآني لا يمثل أجندة لصالح أي طرف هنا أو هناك، ولم يكن مبنياً على حسابات ومكاسب شخصية، ولا فئوية، ولا حزبية…

ولا لأي اعتبار من الاعتبارات التي تؤثِّر على الآخرين، وكان طاهراً ونظيفاً من كل ما وجِّه إليه من اتهامات، وكل تلك الدعايات التي بررت أو اعتمدت لتبرير الموقف المعادي لهذا المشروع القرآني، وُوْجِه هذا المشروع القرآني من يومه الأول ومن بداية انطلاقته بعداء شديد عندنا في الداخل اليمني، واتجهت السلطة بإشرافٍ أمريكي، وبدورٍ أمريكيٍ واضح، كان يعبِّر عنه مسؤولون أمريكيون، وكان يعبِّر عنه السفير الأمريكي في صنعاء بكل وضوح، بعدائية شديدة لهذا المشروع القرآني، وبسعيٍ دؤوبٍ وبكل الوسائل للتصدي لهذا المشروع القرآني، حملات دعائية وإعلامية كاذبة ومشوهة، استهداف لكل من ينتمون إلى هذا المشروع القرآني بدايةً بالسجون، والإجراءات الكثيرة التعسفية، من هو موظف يفصل، من له حتى أدنى مسؤولية في هرم الدولة يفصل، أو يعادى، أو يسجن، السجون امتلأت آنذاك سجون الأمن السياسي وكثير من السجون في كثير من المحافظات امتلأت،

 ثم بالحروب، مع أنَّ هذا المشروع القرآني الذي يمتلك شرعية القرآن الكريم، شرعية الحق، شرعية الأصالة الدينية والإسلامية التي ننتمي إليها، مع أنه تحرَّك منذ يومه الأول بخطوات حكيمة وسليمة وصحيحة فيها الخير لأبناء الأمة، وليس هناك ما يبرر آنذاك للسلطة حتى من ناحية الدستور والقانون العداء لهذا المشروع، والوقوف ضد هذا المشروع، مشروع لخير الأمة، مشروع صحيح وسليم، مشروع لا يتجه لحساب مصالح شخصية، أو فئوية، أو حزبية أبداً،

مشروع لكل الأمة، لخير الأمة كلها، وضد الأعداء الذين يشكِّلون خطورةً كبيرة على الأمة بكلها، وصولاً إلى الاستهداف بالحروب، والحرب الأولى التي أدَّت إلى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله تعالى عليه- بكل ما يمثله ذلك من خسارة رهيبة وفادحة لإنسانٍ عظيم يمتلك هذه الرؤية الفريدة، ويجسِّدها في روحيته وفي أخلاقه، وتحرك في تلك المرحلة، لم يساوم، ولم يتراجع أبداً؛ لأنه حمل روحية القرآن، لأن هذا المشروع يمتلك من عناصر القوة في الروحية، في النظرة الصحيحة، في قوة الموقف، في الثبات على الموقف، ما يجعل الإنسان صامداً وثابتاً في مواجهة كل التحديات مهما بلغت، ولأنه يمتلك كل هذه العناصر، بقي قائماً هذا المشروع بالرغم من كل التحديات والصعوبات والمحاربة الشرسة جدًّا، وفي كل تلك المراحل وإلى اليوم واليوم المعركة قائمة على أشدها.

 

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي

ذكرى الشهيد القائد 1441 هـ

قد يعجبك ايضا