التصرفات الخالية من الحكمة من أفات الأمة : السكوت والتبريرات نموذجا

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

ومن هو اليمني؟ من اليمنيين، أي مواطن يرى أو يعتقد أنه من الممكن أن يكون هناك مبرر لتواجد الأمريكيين؟. هل نحن شعب صغير كالبحرين مثلًا؟ أم أن اليمن نحو ستة عشر مليونًا. وليس اليمن في حرب مع دولة أخرى فيأتي الأمريكيون ليساعدونا بناءً على اتفاقيات بين الدولتين.

إذًا جاءوا ليستذلوا اليمنيين، جاءوا ليضربوا اليمنيين، جاءوا ليقولوا: [هذا إرهابي، وهذه المدرسة إرهابية، وهذا المسجد إرهابي، وهذا الشخص إرهابي، وتلك المنارة إرهابية، وتلك العجوز إرهابية]. وهكذا، لا تتوقف كلمة [إرهاب].

لاحظوا، كيف الخداع واضح، القاعدة – التي يسمونها القاعدة – تنظيم أسامة بن لادن، ألست الآن – من خلال ما تسمع – يصورون لك أن القاعدة هذه انتشرت من أفغانستان، وأصبحت تصل إلى كل منطقة، قالوا:[إيران فيها ناس من القاعدة، والصومال قد فيها ناس من تنظيم القاعدة، واليمن احتمال أن قد فيه ناس من تنظيم القاعدة، والسعودية قد فيها ناس من تنظيم القاعدة، وهكذا،]. من أين يمكن أن يصل هؤلاء؟ أليس الأمريكيون مهيمنين على أفغانستان؟ وعن أي طريق يمكن لهؤلاء أن يصلوا إلى اليمن، أو يصلوا إلى السعودية، أو إلى أي مناطق أخرى؟ دون علم الأمريكيين؟.

هذا كما يقال: [قميص عثمان] [أنتم في قريتكم واحد من القاعدة، تربى في بيتكم واحد من تنظيم القاعدة] وهكذا فيصلون بتنظيم القاعدة هذا إلى كل منطقة. وقالوا: [إيران فيه تسعة عشر شخصًا هم من تنظيم القاعدة. إذًا إيران تدعم الإرهاب]، قد يكونوا هم يعملون على ترحيل أشخاص وتمويلهم ليسافروا إلى أي منطقة ليصنعوا مبررًا من خلال وجودهم فيها،[أن هناك في بلادكم من تنظيم القاعدة، إذًا أنتم إرهابيون] على قاعدة {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (المائدة: من الآية51) فما دام في بلادك واحد من تنظيم القاعدة فإذًا كلكم إرهابيون.

أليس هذا خداع؟ و أليس هذا خداع تتناوله أيضًا وسائل الإعلام، الصحفيون، الإخباريون، محطات التلفزيون التي تتسابق وتتسارع إلى أي خبر دون أن تفكر في أنه قد يكون خدعة هي تعمل على نشره.

الأخبار قضية مهمة، الله أمر المسلمين أن يكونوا حكيمين في أخبارهم، وفي نقل أخبارهم، ووبّخهم واعتبرها خصلة سيئة فيهم: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} (النساء: من الآية83) أذاعوا، أخبار، [قالوا يشتوا، قالوا، قالوا قد هم كذا، وقالوا،إلى آخره]. {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (النساء: من الآية83).

إذًا يجب أن يكون للمواطنين موقف باعتبارهم مسلمين، وأولئك يهود ونصارى دخلوا بلادهم، وأن يكون للعلماء موقف، وأن يكون للدولة موقف، وأن يكون للجميع موقف، هو ما يمليه عليهم دينهم ووطنيتهم. وأولئك الذين يقولون: ماذا يعني أن ترفعوا هذا الشعار، قل: إذًا وصل الأمريكيون، إذًا أرنا ماذا تعمل أنت؟ ألم يأن لك أن ترفع هذا الشعار؟ وإذا كنت ستلزم الحكمة التي تراها أنت السكوت، السكوت الذي هو من ذهب! فمتى سيتكلم الناس؟ ومتى سيصرخ الناس؟ ومتى سيقف الناس؟. هل بعد أن يستذلوهم، وأن يضرب الله عليهم أيضًا من عنده الذلة والمسكنة؟ حينها يرى كل يمني ما يؤلمه ولا يستطيع أن يقول شيئًا.

إذًا نحن – والذي كنت ألمسه أنا عندما أتحدث مع الناس – مع أنكم فعلًا من أكثر الناس وعيًا، وأكثر الناس فهمًا – لكن كنت ألمس أن الناس بعد لم ينظروا للقضية بأنها فعلًا قضية واقعية وخطيرة فعلًا، وأنه يجب أن يكون لهم موقف، ما استطعت أن ألمس إلى الدرجة التي أطمئن إليها فعلًا، يبدو لي وكأن القضية هي تعاطف من جهة، وصداقة من جهة، واحترام من جهة، وتصديق أيضًا من جهة، لكن في الداخل لا ألمس بأنه فعلًا أصبح مستقرًا في قرارة أنفسنا أننا نواجه خطرًا، وأن مواجهة الخطر هي أن تعمل ضده، لا أن تسكت، وتدس رأسك في التراب كالنعامة.

إذًا نحن بعد هـذا الخبر، هل استطعنا أن نفهم؟ هل فهمنا الآن؟ هل تيقنّا؟ هل تأكدنا؟ إذًا هذا هـو المطلوب {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} (السجدة: من الآية12).

وعلى الرغم من هذا تجد أن أولئك الذين هم قد يكونون في واقعهم جبناء لكنهم يصبغون جبنهم بالحكمة سيكونون هم من يقول للناس: [اسكتوا، لا تُكَلِّفوا علينا] وعندما نقول: هم الآن وصلوا اليمن يقول لك أيضًا: [لأنهم في اليمن اسكت، أما الآن فقد هـو خطر من صدق اسكـت]، سيصنع المبرر، كما يقولون في المثل العربي: [لا تَعْدَم الخَرْقاء علّة] يستطيع أن يطلّع عِلّة، يستطيع أن يطلع عذر: [نحن نقول لكم اسكتوا وهم مازالوا هناك أما الآن فقدهم هنا اسكت وإلا بايضربوك من عندك، إذًا اسكت].

طيب إذا سكتنا – وهذه الكلمة التي أقولها دائمًا – إذا سكتنا هل هم ساكتون؟ هل هم نائمون؟ أم أن سكوتنا سيهيئ الساحة لهم أن يعملوا ما يريدون؟. أم أن سكوتنا يعني أن يطمئنوا من جانبنا أننا أصبحنا لا نشكل عليهم أي شيء يزعجهم ويقلقهم، إذًا فهم سيحترموننا؟ أم ماذا سيعملون؟ هل سيحترموننا؛ لأننا سكتنا؟ هل عدوك يحترمك إذا ما سكت؟ أبدًا.

إذًا نقول لأولئك الذين يقولون، أو سيقولون كما قالوا، وكما قالوا في الماضي: اسكتوا. أو لا مبرر لهذا، أو لماذا تتفاعلوا هكذا؟ نقول: أنتم برروا لنا سكوتكم من أي منطلق هو؟ هل أنه على أساسٍ من كتاب الله سبحانه وتعالى؟ فأنتم تخاطبوننا باسم القرآن؟ أن القرآن فهمتم منه هو أن نسكت؟ فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. أم أنكم تريدون أن نسكت؛ لأن السكوت سيكون فيه سلامتنا أمام أعدائنا؟.

إذًا سنسكت ولكن أنتم انطلقوا وأخرجوهم من اليمن، جربوا أنفسكم، جربوا السكوت، جربوا الحكمة. هل تستطيعون بسكوتكم أن تعملوا على إخراجهم من اليمن؟. لا. إذًا فعندما تقولون لنا: أن نسكت، نحن لا نرى أي مبرر للسكوت أبدًا إلا قولكم بأننا قد نثيرهم علينا. هم أساسًا مستثارون من يوم هم أطفال في مدنهم وقراهم، ثقافتهم، تربيتهم كلها قائمة ضدنا نحن المسلمين، ضد العرب، فهو من أصله بثقافته، بتربيته، هو مستثار ضدك لا يحتاج إلى أن أستثيره من جديد.

هل اليمنيون أثاروا الأمريكيين أن يأتوا؟ ماذا عمل اليمنيون؟ هل عملوا شيئًا يستثير الأمريكيين أن يأتوا؟ أم أن اليمنيين هم من قدموا الجميل للأمريكيين يوم انطلقوا استجابة لدعوة [الزنداني] وأمثاله، الذين خدعوا كثيرًا من شباب اليمن أن ينطلقوا للجهاد في سبيل الله في أفغانستان، لجهاد الشيوعية، والرئيس قالها: [بأن ذلك كان بأمرٍ من أمريكا]. أليس يعني أن ذلك كان خدمة لأمريكا؟ إذًا لماذا أمريكا تعتبر تلك الخدمة أنها ماذا؟ أنها عمل إرهابي، أنه إذًا أنتم منكم إرهابيون، وأنتم كنتم تَدَعُون الإرهابيين يتحركون.

هم من أمروا، وعملاؤهم من نفذوا، وأولئك الشباب المساكين هم من خُدعوا، وقد يكون البعض منهم انطلق على أساس – فعلًا – الجهاد في سبيل الله في أفغانستان، وأفغانستان في مواجهة الشيوعية، نقول لهم: لكن انظروا اتضحت الأمور فيما بعد أن ذلك كان بتوجيه من الأمريكيين، إذًا فهو خدمة للأمريكيين من جهة، أليس كذلك؟. فما بال الأمريكيين الآن يعدون تلك الخدمة، يعدونها إساءة، يعدون ذلك الجميل إساءة؟!. ماذا يعني هذا؟.

ألم يظهروا هنا أسوأ من الشيطان؟ الإمام الخميني عندما قال: أن أمريكا هي [الشيطان الأكبر] فعلًا مواقفها مواقف الشيطان تمامًا، الشيطان بعد أن يضل الناس في الدنيا، وهم في الدنيا يتحركون كما يريد، أليس كذلك؟ ماذا سيقول يوم القيامة؟ هو سيقول ماذا؟ {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} (إبراهيم: من الآية22) ألم يكفر الأمريكيون الآن بالجميل الذي قدمه الشباب اليمني عندما انطلقوا للجهاد ضد الشيوعية، التي كان من أهم الأشياء لدى أمريكا أن تخرج من أفغانستان، وكان يهمها أن تخرج من أفغانستان؟ إذًا كفرت بما أشركوها من قبل.

وهكذا حتى السعودية تواجه بهذا الموقف، السعودية من كانت تدعم سواء دعم وزاري أو دعم من تجار، يدعمون الوهابيين في مختلف المناطق، أليس ذلك معروفًا؟ إذًا أصبحت السعودية يقال لها أنها ارتكبت جريمة هي أنها تدعم الإرهاب، من كانوا يقولون لهم ادعموهم، فيدعمونهم موافقة لهم وطبقًا لتوجيهاتهم، يصبح ذلك الدعم نفسه، وتنفيذ تلك التوجيهات نفسها هو دعم للإرهاب. هكذا (الشيطان الأكبر) يعمل.

 

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

خطر دخول أمريكا اليمن

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 3/2/2002م

اليمن – صعدة

 

قد يعجبك ايضا