حليف القرآن.. بصيرة وجهاد

إكرام المحاقري

وهل اختلف إلا الزمان والمكان !! فكل أرض هي كربلاء وكل شهيد هو (حسين)، وليكن كل شهيد هو (زيد) فلا فرق بين من أقاموا فروض الدين بـ ثورة ثارت بوجه الطغاة، فكلاهما قد لآن من هيبة إيمانهم الحديد، وقالو لاولاد الطلقاء بعد حين وحين أذهبوا فانتم الطلقاء، فـ حليف الذكر وقرين القرآن قد أقام الحق قسطا وعدلا، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وحقق وصية جده الإمام علي عليه السلام في بنيه وأمته، ولم يخرح حبا في جاه ولا وجاهة، بل للإصلاح في شأن أمة محمد (صلوات الله عليه واله).

فـ الإمام زيد عليه السلام قد وأصل المسير باتجاه قبلة اهداف ثورة جده الإمام الحسين عليه السلام، فحين قال الحسين للدعي بن الدعي مثلي لا يبايع مثلك، قال الإمام زيد عليه السلام لحفيد الادعياء لن تراني إلا حيث تكره، هذه مواقف من عرفوا الله حق معرفته، وطبقوا كتاب الله بكل تفاصيلة جهادا في سبيل الله.

فما أحوج الأمة الإسلامية بشكل عام لمثل هذه المواقف التي ستحررها من همينة الاصنام والاعجال البشرية، وترد لها كرامتها المنهوبة والمفقودة، فقد تبجح الظالمون حين غاب منهج الإمام زيد عليه السلام وغابت مواقفه وتضحياته من أوساط الشعوب، وتمكنت الحكومات الدخيلة على الدين من زمام الأمر في الدولة، وعاثوا في الأرض الفساد حين وجدوا من يبايع ظلمهم وغيهم وفسادهم ويسكت عن إجرامهم !! وهذا واقع خطير جدا يجب أن يتغير حتى يعرف المستكبرون في العالم قدر أنفسهم.

قد نلاحظ اليوم غياب لعظمة الإسلام وتمكين لقوى الطغيان، لكن ما لا نفقهه هو المسبب لذلك، وهو ذلك الانحراف الخطير الذي الم بحال الأمة بعد وفاة النبي محمد صلوات الله عليه واله، حين جهلوا اهمية العمل ضمن توجيهات الله تعالى ووصية نبيه، فما بين أزمنة مضت وزمان عاصرناه وِجدّ الضلال برمته، واصبح المسلم لا ياخذ من الدين الا إسمه ومن القرآن إلا نقشه، واصبح الحكام هم من يمهدون الساحة لسيطرة اليهود على الأرض، وهذا ذاته ما دعى الإمام زيد بن عليه عليه السلام للخروج بثورة في وجه النفاق بل في وجه الطغيان والإنحراف، ومن هناك قد عادت البوصلة إلى وجهتها الصحيحة وعلها تعود إلى وجهة القضية الواحدة للامة والتي هي : ( القدس)

فلن تعرف الأمة واجبها إلا بالعودة للقرآن، ولن تتحرر الشعوب إلا بكسب الوعي والسير على خطى ربان سفينة النجاة في كل زمان ومكان، ولن تقوم للإسلام قائمة إلا إذا ما توحد المسلمون تحت لواء القرآن بعيدا عن المذاهب والطوائف والمسميات، وليكن الإمام زيد عليه السلام قدوة وأسوة جهاد لكل من يبحث عن البصيرة والحرية، فـ سراط الله المستقيم قد رسمه الصادقون بدماؤهم، فهل ينقصنا غير التحرك والتسليم والإتباع.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com