الأكاديمية العليا للقرآن الكريم تنظم فعالية خطابية إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد
موقع أنصار الله – صنعاء – 27 محرم 1443 هجرية
نظّمت الأكاديمية العليا للقرآن الكريم وعلومه، اليوم السبت ، في صنعاء فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام زيد -عليه السلام- تحت شعار “بصيرة وجهاد”.
وفي الفعالية، اعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد تتويجاً وتدشيناً لأنشطة الأكاديمية العليا للقرآن الكريم.
وأكد أهمية إحياء هذه الذكرى لاستلهام الدروس والعِبر من ثورة الإمام زيد، وتضحيته في مواجهة الطغيان والمستكبرين .. وقال: “إن الإمام زيد لم يكن ينتمي لمذهب معيّن، ولم توجد آنذاك أي من المذاهب الشافعية والحنفية والحنبلية وغيرها”.
وتطرّق إلى أن الإمام زيد كان حليف القرآن الكريم، وخرج بثورة ضد الطغيان والاستكبار، انطلاقاً من قوله “والله ما يدَعني كتاب الله أن أسكت”.
وحثّ عضو السياسي الأعلى الحوثي قيادة الأكاديمية على تركيز نشاطها على القرآن الكريم، انطلاقاً من حديث المصطفى -عليه الصلاة والسلام- القائل “من أوتي القرآن وظنّ أن أحداً أوتي أعظم مما أوتي، فقد حقّر ما عظّم الله، وعظّم ما حقّر الله”.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالقرآن الكريم، الذي يُعد مصدر الهُوية الإيمانية ومنبع الحضارة الإسلامية .. مؤكداً الحاجة لكتاب الله وعلومه، للاستزادة منه في كل شؤون الحياة، ومعالجة ما تواجهه الأمة من تحدّيات في ظل تكالب قوى الاستكبار عليها.
وأضاف محمد علي الحوثي: “الأمة الإسلامية لن تجد أفضل من القرآن الكريم، وحتى الكتب السماوية التي أنزلت على الرسل والأنبياء -عليهم السلام- جعله الله الكتاب المهيمن عليها، وبهيمنة هذا الكتاب وتمسك الأمة به، ستكون مهيمنة على بقية الأمم”.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أهمية إحياء ذكرى رموز الأمة الاسلامية ممن كان لهم أدوار مؤثرة في مسار التاريخ الإسلامي كالإمام زيد بن علي -عليهما السلام- والتذكير بمناقبهما.
ولفت إلى ما مثله الإمام زيد من قيمة إنسانية كشخصية جامعة لم يكرّس جهده لفصيل أو مجموعة بعينها بل للأمة كلها .. وقال: “كان -سلام الله عليه- من الشخصيات التي تركت بصمتها في التاريخ بنهجه الإصلاحي، وبروحه الجهادية في مقاومته للظلم”.
وأضاف: “علينا أن نعلِّم طلابنا، في مدارسنا وكلياتنا، دروس التاريخ الإسلامي المعبِّرة عن روح الإسلام وقِيمه ومبادئه السامية، ورفضه للضيم والظلم والاستبداد”.
وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن تحالف سبعة عشر دولة على الشعب اليمني ما هو إلا نتاج لسعي الشعب اليمني للتخلص من الهيمنة والوصاية على القرار، ومقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة في إطار محور المقاومة.
وأوضح أن اليمنيين اليوم هم السّند القوي لمشروع المقاومة في المنطقة وقوة شرعيته .. مؤكداً أن حرية الإرادة والقرار الشخصي والوطني الرافضة للاستعباد هي الدافع لليمنيين في هذا المسار.
وبيّن أن الدول المجاورة المعتدية على اليمن، بسياستها ومالها وتحالفها مع الغرب، عملت على الإضرار بالشعب اليمني، وتأخيره عن اللحاق بركب الحضارة وتحقيق التطوّر.
وعبّر رئيس الوزراء عن شكره لوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة على تنظيم الفعالية .. موضحاً أن القيم والمبادئ التي مثلها الإمام زيد يمكن الاحتفاء بها في أي وقت، لأهميتها في إحقاق الحق ومواجهة الأفعال والأفكار المستبدة.
وفي الفعالية، التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، أشار وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، نجيب ناصر العجي، إلى أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد، صاحب الفكر المستقل في السلم والحرب والفقه واللغة والتفسير والبلاغة والقوة والشجاعة والبذل والتضحية والزهد والورع.
وبيّن أن الإمام زيد تتلمذ على يده شيخ الفقهاء الإمام أبو حنيفة .. لافتاً إلى أن خروج الإمام زيد بثورة ما كان لأجل دنيا ولا سلطان ولا ملك ولا مال، إنما لإصلاح مسار الأمة على أساس كتاب الله وسنة الرسول الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم.
ولفت الوزير العجي إلى أن ثورة الإمام زيد جاءت عندما رأى السُّنة تموت والبدعة تحيا والباطل يسود والحق يغلب .. معتبراً إحياء هذه الذكرى محطة لربط ماضي الأمة بحاضرها، وانحيازاً للحق ضد الباطل، والتضحية ضد الخذلان، والمواجهة لأعداء الإسلام والسلام.
فيما حث مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، على استلهام معاني وقيم الإسلام الصحيحة من ذكرى استشهاد الإمام زيد، في السير على الطريق الأمثل والاستقامة الشاملة وإصلاح مسار الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل أمور الحياة.
وأوضح أن الإمام زيد -عليه السلام- انطلق في ثورته ضد الطغاة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى “ولْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ”.
وأكد حاجة الأمة لإحياء الضمير وتعزيز الثقافة القرآنية القائمة على كتاب الله -عز وجل- والمضي على نهج آل البيت -عليهم السلام- في النهوض بواقع الأمة وحمل الرسالة المحمدية، ومواجهة ورفض الظلم والطغيان والفساد.
وقال: “إن إحياء هذه الذكرى هو للتذكير بواجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، مؤكدا أنه لا عذر لأي ساكت عن الظلم الذي يمارسه طغاة العصر بحق الأمة بصورة عامة والشعوب الإسلامية بشكل خاص.
وعبّر العلامة شرف الدين عن الأسف لما آلت إليه أوضاع الأمة من تمزق وتناحر وتشتت وانسلاخ عن الهُوية الإيمانية والعقيدة الربانية، رغم أن ربها واحد ونبيها وكتابها ودستورها ودينها واحد.
وفي الفعالية، التي حضرها وزراء الصناعة عبدالوهاب الدرة، والكهرباء أحمد العليي، والدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية أحمد القنع، والدولة الدكتور حميد المزجاجي، تحدث نائب وزير الإرشاد، العلامة فؤاد محمد ناجي، عن جانب من حياة الإمام زيد ونهجه وثورته التي تُعتبر امتداداً لثورة الإمام الحسين -عليه السلام- وثمارها الممتدة إلى حاضر الأمة بعد مئات الثورات للأحرار ضد الطغيان والاستكبار.
وقال: “إن الدعوة الإسلامية للمصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- كانت ثورة في مواجهة الكفر، وهي ثورة في المُثل العليا والأخلاق والسلوك والثقافة والفكر والمعرفة، ومدرسة متكاملة من الشمائل والصفات المحمدية التي تشرّبت بها الأمة إلى اليوم”.
واعتبر العلامة ناجي إحياء ذكرى الإمام زيد محطة لاستلهام الدروس في مواصلة الصمود والثبات لمواجهة قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني، وأدواتهما من آل سعود وآل نهيان .. مبيناً أن الإمام زيد لم يكن إماماً لمذهب أو فئة أو طائفة، وإنما حليفاً للقرآن وشخصية جامعة بحجم الأمة والقرآن الكريم.
تخلل الفعالية، التي حضرها عميد الأكاديمية العليا للقرآن الكريم الدكتور شوقي أبو طالب، ووكيلا: وزارة الإرشاد الشيخ صالح الخولاني، والعزي راجح، وعدد من المسؤولين في الدولة والحكومة، ووزارة الإرشاد، قصيدة للشاعر أحمد قاسم الماوري.
وكان رئيس الوزراء ووزراء الإرشاد والصناعة والكهرباء والدولة، اطلعوا على طبيعة عمل الأكاديمية ونشاطها التوعوي والإرشادي والديني.
واستمعوا من عميد الأكاديمية والقائمين عليها إلى شرح عن مكوناتها والقاعات التدريسية والمناهج الدراسية في الأكاديمية.