مهرجان الرسول الأعظم بدورته الثامنة .. تحضيرات جارية لإطلالة قريبة بإبداع فني وثقافي مميز يستمر لأسبوع
تقرير: عبدالجليل الموشكي
مع كل إطلالة مباركة لربيع النور وذكرى مولد سيد الخلق، أصبحت الساحة اليمنية على موعد للإبداع الفني والثقافي في مهرجان الرسول الأعظم، الذي تنظّمه سنوياً مؤسسة الإمام الهادي الثقافية، كأكبر مهرجان إبداعي يمني يجسد الحب والولاء للنبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، حيث ينتظره الجميع بشغف كبير، لما يتمتع به ويحيه من طقوس العشق المحمدي الأبدي، الذي يتجلى كل يوم في واقع مواجهة الشعب اليمني للعدوان الغاشم منذ قرابة سبع سنوات.
حفل الافتتاح
ينطلق مهرجان الرسول الأعظم بدورته الثامنة السبت المقبل الموافق 3 ربيع أول، في قاعة الدكتور أحمد شرف الدين بجامعة صنعاء التي ستشهد حفل الافتتاح للمهرجان ومعرض الرسوم الكاريكاتيرية، ويستمر المهرجان لأسبوع في ذات القاعة صباحاً، وعلى مسرح الهواء الطلق بصنعاء القديمة مساءً، حيث تقام في قاعة شرف الدين مسابقات الشعر العربي والإنشاد، وتقام أمسيات المهرجان ليلاً بالمسرح المفتوح، وفيها يتم استضافة العديد من المبدعين، واستعراض عدد من الكليبات والأعمال الفنية للفرق الإنشادية.
في الوقت الذي انتهت فيه لجان المسابقات من فرز وتصفية المتسابقين، للمشاركة في المسابقة الفعلية أثناء أيام المهرجان، تعكف لجان التجهيزات على استكمال تجهيز قاعة الدكتور شرف الدين بجامعة صنعاء، والمسرح المفتوح “الهواء الطلق” بصنعاء القديمة، بلمسات إبداعية وديكور بديع، يليق بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وفقاً لعبدربه الحاج مسؤول لجنة التجهيزات في المهرجان.
الإنشاد حاضر
تعدُ مسابقة الإنشاد من أهم المسابقات التي ينظمها مهرجان الرسول الأعظم في كل دورة من دوراته، وفي هذا العام حظيت بإقبال كبير من المبدعين بمختلف المحافظات، وبحسب لجنة مسابقة الإنشاد فإن عدد المتقدمين بلغ 363 متسابقاً، فاضلت اللجنة بين مستوياتهم الإبداعية وقررت تأهيل 38 منشداً منهم إلى المرحلة الثانية، التي قدّم فيها كل متسابق ثلاث مقطوعات إنشادية الأولى من اللون الصنعاني، والثانية من اللون التهامي، والثالثة من اللون الحضرمي، وبناءً على ذلك تم تأهيل 12 متسابقاً للمرحلة الثالثة من المسابقة، وعن آلية المفاضلة تتخذ اللجنة طريقة 12- 5- 3، للوصول إلى النهائي الذي يتنافس فيه المتسابقون على الثلاثة المراكز الأولى.
وفي سياق الرفع من مستوى أداء المتسابقين، وتنمية وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم الإنشادية، نوّهت لجنة المسابقة بأنها ستعقد ورش تخصصية للمتسابقين في مجالي الإنشاد والموسيقى، بالتزامن مع إجراء المسابقة أثناء أيام المهرجان.
وكان اللافت في هذه الدورة هو نزول لجان الاستقبال إلى مراكز المديريات بالمحافظات لاستقبال المتسابقين، بغرض توسيع دائرة المشاركة للمبدعين، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد منهم، للتعبير عن حبهم وولائهم للنبي الكريم.
الشعر العربي
طالما أبدع الشعراء في نحت المدائح النبوية وتجسيد أصدق معاني الحب والولاء للرسول الأعظم، وبالطبع ينظم مهرجان الرسول الأعظم مسابقة الشعر العربي في ذات الإطار، حيث بلغ عدد المتقدمين للمسابقة 209 متسابقاً من مختلف المحافظات، أهّلت اللجنة 16 متسابقاً للمرحلة الثانية، التي خضع فيها المتسابقون لاختبار كتابة قصيدة من عشرة أبيات، على غرار وزن بيت شعري حددته اللجنة وموضوعه، وعليه تأهل 12 شاعراً إلى المرحلة الثالثة من المسابقة التي تقام خلال أيام المهرجان الأسبوع القادم.
بحسب اللجنة يتأهل خمسة متسابقون إلى المرحلة القادمة من المسابقة لخوض غمار التنافس، بناءً على اجتيازهم لاختبار هذه المرحلة بالمنافسة فيما بينهم على ثلاث مجموعات، ووفقاً لمعايير تقييم منها عنوان النص والوحدة الموضوعية ولغة النص ومعايير فنية وإبداعية أخرى، وهنا نشير إلى لجنة التحكيم المكونة من الأديب عبدالحفيظ الخزان والناقد الأستاذ كريم الحنكي والدكتور إبراهيم طلحة.
ويجدر بالذكر الإشارة إلى مسابقة المجاراة في الشعر الشعبي، التي يكتب فيها أحد الشعراء بضعة أبيات في حب النبي الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، وتُعرض الأبيات في فعالية المهرجان الصباحية وتنشر على صفحات المهرجان، ثم يتم استقبال المجاراة على رقم المهرجان حتى الساعة التاسعة مساء كل يوم من أيام المهرجان، ثم فرز الردود واختيار الأقوى منها والأقرب لأبيات المجاراة، على أن يُعلن عن الفائز صباح اليوم الثاني ويتم تكريمه بجائزة مالية.
الأداء المسرحي
في كل دورة من دورات مهرجان الرسول الأعظم يحضر المسرح بقوة، مجسداً قيم الولاء والانتماء للرسول الأعظم، بشقيه المسابقاتي والخاص، وحققت هذه الدورة زخماً كبيراً من المتقدمين لمسابقة الأداء المسرحي، حيث تقدّم 450 مشاركاً من مختلف المحافظات، واختارت لجنة المسابقة منهم 30 متسابقاً للانتقال للمرحلة الثانية بعد الفرز والاختبار.
تتكون لجنة مسابقة الأداء المسرحي من المخرج أمين هزبر، والفنان عادل سمنان، والفنان قيس السماوي، ومتابع الإنتاج خالد الديلمي، كما انتقل المتأهلون إلى مرحلة التدريب التي بدأت قبل أكثر من أسبوع وشارفت على الانتهاء، وهنا يؤكد مسؤول المسابقة عبدالغني الحاكم أن التدريب الذي يتلقاه المتسابقون أكاديمي نظري وعملي، ينتهي بتوزيع المتدربين إلى 4 فرق تتنافس في تقديم أفضل عرض مسرحي، وفي اتجاه آخر يتم اختيار الثلاثة الأشخاص من الأفضل من حيث الأداء كفائزين، كما تخلل التدريب زيارات لعدد من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية.
في ذات السياق يحضر نجوم الدراما اليمنية والمسرح في عروض مسرحية مميزة يقدمونها خلال الفعاليات، وهي تأتي في سياق الإبداع المسرحي الهادف ضمن مهرجان الرسول الأعظم بدورته الثامنة، وكانت الدورة السابعة قدّمت العديد من العروض المسرحية المميزة مثل “بين جاهليتين”، “درس برع”، “أهمية الوحدة”، “صور فاضحة”، “قهوة الأبضايات”، “شوف لك غيري”، “ما به داخل”، “فكرة مهرجان”، وغيرها من العروض المسرحية.
وتشهد الساحة الإبداعية قريباً صدور العديد من الأعمال الفنية اللافتة التي سيقدّمها المهرجان في هذه الدورة، حيث كان قدّم في الدورة الماضية العديد من الانتاجات الفنية والإبداعية منها كليب “مديح النور” للمنشد خالد محرم، وأوبريت رحلة الروح، وأوبريت “نبي الهداية” لفرقة الشهيد الصمّاد؛ وتجاوز الأربعة مليون مشاهدة على منصة “يوتيوب”، وأوبريت “الرسول الأعظم” الإنشادي والمسرحي لفرقة شباب الصمود وغيرها من الكليبات والانتاجات الفنية المميزة.
لم يعد مهرجان الرسول الأعظم، بكل ما يضيفه للساحة الإبداعية والفنية، مهرجاناً فحسب، بقدرما أصبح ظاهرة ثقافية وإبداعية وفنية، تتجلى منها أصدق معاني الحب والولاء للرسول الأعظم في ذكرى مولده الشريف، خصوصاً في ظل الحرب العدوانية التي يتعرض لها اليمن وحملات التشويه، وهو ما مُفاده أن العدوان والحصار لم يثنيا اليمنيين عن تجديد الولاء لنبي الهداية بكل الوسائل والطرق الممكنة، إبداعاً وجهاداً ونفيراً وإنفاقاً وصموداً حتى النصر بإذن الله وعونه.