الصين تردّ على أميركا: لا مكان لتايوان في الأمم المتحدة

موقع أنصار الله  – 22 ربيع الأول ١٤٤٣هـ

أكدت الصين، الأربعاء، أن تايوان “لا تملك الحق” في الانضمام إلى الأمم المتحدة، بعدما حضت الولايات المتحدة على مشاركة أكبر للجزيرة في المنظمة الأممية، ما أثار توترا يمكن أن يتصاعد، خاصّة بعد الانتقادات الأخيرة التي وجهها الرئيس الأميركي، جو بايدن، لبكين.

وتوجه بايدن بكلام قاس إلى الصين خلال قمة شرق آسيا التي عقدت افتراضيًا، حيث قال لقادة دول المنطقة بمن فيهم رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانغ، إن بلاده “تشعر بقلق عميق حيال الإجراءات القسرية والاستباقية التي تقوم بها الصين عبر مضيق تايوان”، وأضاف في جلسة مغلقة إن مثل هذه الأعمال “تهدد السلام والاستقرار الإقليميين”، وفق تسجيل لتصريحاته اطّلعت عليه وكالة فرانس برس.

وتصريحات بايدن هي أحدث انتقاد موجه من الولايات المتحدة إلى الصين في المواجهة المستمرة بين القوتين العالميتين.

وفي بيان لمناسبة مرور 50 عاما على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقديم مقعد لبكين وإخراج تايبيه، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إنه يأسف لاستبعاد تايوان بشكل متزايد عن الساحة العالمية.

وقال بلينكن “نظرا إلى أن المجتمع الدولي يواجه عددا غير مسبوق من القضايا المعقدة والعالمية، من المهم في مكان ما أن يساعد جميع المعنيين في معالجة هذه المشكلات. ويشمل ذلك 24 مليون شخص يعيشون في تايوان”، وأضاف أن “مشاركة تايوان الهادفة في نظام الأمم المتحدة ليست قضية سياسية، بل براغماتية”.

وتابع “لهذا السبب، نشجّع كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الانضمام إلينا في دعم مشاركة قوية وهادفة لتايوان في نظام الأمم المتحدة برمته وفي المجتمع الدولي”.

وتعتبر بكين تايوان، التي فر إليها القوميون المهزومون في البر الرئيسي نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، مقاطعة تابعة لها.

وردّت بكين على بيان بلينكن مؤكدة موقفها بأن حكومة تايوان ليس لها مكان على الساحة الدبلوماسية العالمية.

وقال الناطق باسم مكتب شؤون تايوان في بكين، ما شياوغوانغ، خلال إيجاز إعلامي “الأمم المتحدة منظمة حكومية دولية تتألف من دول تتمتع بسيادة”، مشددا على أن “تايوان جزء من الصين”.

ولطالما دعت الولايات المتحدة إلى انخراط تايوان في نشاطات الأمم المتحدة.

لكنّ البيان الأخير يضيف إلى تصعيد الخطاب الدبلوماسي والمواقف العسكرية بشأن تايوان.

وتسجّل الصين بانتظام رقما قياسيا في عدد طلعات الطيران الحربي قرب الجزيرة.

وردًا على سؤال، الأسبوع الماضي، حول احتمال حصول تدخل عسكري أميركي للدفاع عن تايوان في حال تعرضها لهجوم من الصين، رد بايدن إيجابا قائلا “نعم لدينا التزام في هذا الصدد”.

وسرعان ما تراجع البيت الأبيض عن هذه التعليقات بعد تحذيرات من الصين، استمرارا لسياسة الولايات المتحدة المعتمدة منذ فترة طويلة والمسماة “إستراتيجية الغموض”، التي تساعد واشنطن بموجبها تايوان في بناء دفاعاتها وتعزيزها دون التعهد صراحة بتقديم مساعدتها في حال حدوث هجوم.

وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في 1979 للاعتراف ببكين ممثلا رسميا ووحيدا للصين. لكنّ واشنطن لا تزال أقوى حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة، لا بل إنّ الإدارة الأميركية ملزمة من الكونغرس ببيع الجزيرة أسلحة لتمكينها من الدفاع عن نفسها.

وأكد بلينكن، الثلاثاء، مجدّدًا أن الولايات المتحدة ما زالت تعترف ببكين فقط، لكنه شدد على المؤهلات الديموقراطية للجزيرة التي يسكنها 23 مليون نسمة.

قال بلينكن “تايوان شريك أساسي للولايات المتحدة وتشكل نجاحا ديموقراطيا. نحن من بين العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعتبر تايوان شريكا أساسيا وصديقا موثوقا”.

وأشار وزير الخارجية الاميركي إلى استبعاد تايوان من الاجتماعات المرتبطة بمنظمة الطيران المدني الدولي ومنظمة الصحة العالمية.

ولفت إلى أنه تم الإشادة بتايوان لاستجابتها “العالمية” لوباء كوفيد-19 الذي نجت الجزيرة نسبيا من تداعياته بعد اتخاذها إجراءات مبكرة، وإلى أن عشرات الملايين من الركاب يمرون عبر المطارات التايوانية كل عام.

ورحّبت رئيسة تايوان، تساي إنغ-وين، بتصريحات بلينكن. وكتبت على تويتر “نحن ممتنون لدعم الولايات المتحدة لتوسيع المشاركة الدولية لتايوان”، وأضافت “نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء ذوي التفكير المماثل للمساهمة بخبرتنا في المنظمات والآليات والأحداث الدولية”.

 

المصدر: وكالات

قد يعجبك ايضا